رواية لأجلك أواجه الكنيسة - حب

لأجلك أواجه الكنيسة

2025, كاترينا يوسف

رومانسية

مجانا

قصة حب غير تقليدية في قلب القاهرة، بين فتاة مسيحية وشاب مسلم، حيث يتحدى الحبيبان كل الحواجز التي فرضها الدين والمجتمع على مشاعرهما. كاترينا، الفتاة التي نشأت في عائلة مسيحية متشددة، تجد نفسها في صراع داخلي مع حبها العميق لسامي، الشاب المسلم

كاترينا

فتاة مسيحية تبلغ من العمر 24 عامًا، نشأت في حي شعبي بمصر. تتميز بجمالها الداخلي والخارجي، وهي طموحة، ذكية، وذات شخصية قوية

سامي

شاب مسلم، جارك كاترينا الجديد في الحي. يتمتع بجاذبية خاصة، وهو هادئ ورقيق، يحب العزلة أحيانًا، لكنه يملك قلبًا طيبًا

نيفين

صديقة كاترينا المقربة، وهي الشخصية التي تمثل العقل والواقع في حياة كاترينا. نيفين هي فتاة مسيحية أيضًا، تتمتع بشخصية قوية وواقعية للغاية
تم نسخ الرابط
لأجلك أواجه الكنيسة

أنا كاترينا، بنت عادية جدًا من شبرا، عندي 24 سنة،
ومخلّصة تجارة إنجليزي. أنا وحيدة أهلي، وماما وبابا شايفين إن حياتي كلها المفروض تكون مثال للبنت المثالية.

يعني دايمًا شايفينني البنت المؤدبة اللي بتمشي في السكة الصح، اللي كل حاجة في حياتها محسوبة بالمسطرة. وأنا؟ أنا بسمع كلامهم... أو على الأقل بحاول.

كل يوم حياتي كانت متقسمة ما بين الكلية، الكنيسة، وشوية خروج مع صحابي. مكنتش بحب المشاكل ولا بتدخل في حوارات ملهاش لازمة. كنت بحس إن الدنيا كلها ماشية بشكل طبيعي جدًا، لحد ما سامي دخل حياتي.

سامي؟ آه، 

هو الحاجة الوحيدة اللي لما بحكي عليها بحس إن الدنيا بتتقلّب جوايا. سامي كان جارنا الجديد لما انتقلوا في العمارة اللي قدامنا. أول مرة شوفته كان في يوم عادي جدًا، أنا واقفة في البلكونة بعلّق الغسيل،

وهو كان بينقل حاجات من العربية. لابس تيشيرت أبيض وبنطلون جينز، عرقان ومشغول، لكن أول ما عينه جات على عيني، حسيت بحاجة غريبة... مش عارفة أفسرها.

الموضوع بدأ بسيط، نظرات وابتسامات صغيرة كل ما يشوفني، وبعدين بقى يسلم عليّ لما نقابل بعض في السلم أو الشارع.

في الأول كنت بحاول أصدّ إن في حاجة غريبة بتحصل، لكن الحقيقة؟ أنا كنت كل مرة بستناه يشوفني. معرفش هو كان عامل إيه في قلبي، بس اللي متأكدة منه إن حياتي بعدها مابقتش زي الأول.

بس الدنيا مش دايمًا سهلة، صح؟ سامي مسلم، وأنا مسيحية. وفي مصر؟ القصة دي مش بتبقى قصة حب بس. بتبقى قصة مشاكل، كلام ناس، وحاجات كتير بتوقف في السكة.

عاوزني أكمل؟ ولا عاوز تعرف أكتر عن سامي؟

عارف لما تبقى بتحب حد بس مش عارف حتى تقوله؟ مش عشان مش قادر، لأ... عشان عارف إن الدنيا كلها مش هتسيبك في حالك.
أنا كنت كده مع سامي. كل ما أشوفه قلبي يدق بطريقة تخوف، وأي كلمة منه كانت بتخليني أحس إني أسعد واحدة في الدنيا. لكن هو؟ مش دايمًا بيبقى شايفني زي ما أنا شايفاه.

يعني آه، هو بيبتسم لي لما يشوفني، ومرات بيقف يسألني أسئلة صغيرة زي "إيه أخبار الكلية؟" أو "الجو حر مش كده؟"، حاجات عادية جدًا. بس بعد كده؟

ولا كأني موجودة. بيمشي ويرجع لحياته كإنه مش واخد باله من أي حاجة. وأنا؟ بفضل قاعدة أفكر في كل كلمة قالها، وكل تفصيلة صغيرة، وأعيد المواقف في دماغي مليون مرة. هو بيعمل كده عادي؟ ولا بيحاول يبقى بعيد؟

معرفتش أحتفظ بكل ده جوايا لوحدي، فمرة من المرات لما كنت قاعدة مع صحبتي نيفين، قررت أفضفض. هي أكتر واحدة قريبة مني، وبنحكي لبعض عن كل حاجة. قعدنا في كافيه صغير جنب الكنيسة بعد القداس، وكانت ماسكة فنجان القهوة بتاعها وبتبص لي باستغراب.

قلت لها: "نيفين، أنا... أنا حاسة إن قلبي متعلق بسامي."
بصت لي لحظة كأنها بتحاول تستوعب الكلام، وبعدين قالت: "سامي؟ جارك اللي قدامك؟ اللي دايمًا بتتكلمي عنه؟"
هزيت راسي بخجل: "أيوة هو..."

هي سكتت شوية، وبعدين قالت بنبرة جدية: "يا كاتي، إنتِ عارفة إن الموضوع ده مش هيعدي بالساهل. سامي مسلم، وإنتِ مسيحية. الكنيسة عمرها ما هتوافق على حاجة زي دي. غير إن أهلك كمان هيبقى عندهم مشكلة كبيرة."

كلامها كان زي ضربة في صدري. أنا عارفة كل ده، عارفة إن الدنيا مش بسيطة،

بس مكنتش متوقعة إن هي كمان هتبقى ضدّي. حاولت أدافع عن مشاعري وقلت لها: "بس يا نيفين، أنا مش بعمل حاجة غلط. أنا بحبه، وهو... هو يمكن لو عرف هيبقى فيه فرصة."

قطعتني وقالت بسرعة: "فرصة إيه بس؟ حتى لو عرف، انسي إنكوا هتقدروا تكملوا. يا كاتي، فكري كويس. الكنيسة مش هتقبل، وأهلك هيبقوا ضدك. وفوق كل ده، هو ممكن أصلاً يبقى مش شايفك بالطريقة دي."

سكت. كلامها وجّعني، بس كان فيه جزء صغير فيّ مش عايز يصدقها. جزء كان متمسك بالأمل إن الحب ممكن ينتصر، مهما كانت الظروف.

رجعنا البيت بعدها، وأنا قلبي متقلب. كلامها شغال في دماغي، بس مشاعري لسامي كانت أقوى. كنت دايمًا بسأل نفسي سؤال واحد: هل أنا غلطانة إني بحبه؟

تفتكر، أكمّل مع سامي، ولا أستسلم زي ما نيفين قالت؟

بعد كلام نيفين، حسيت الدنيا كلها غمّت عليّ. أنا مش قادرة أصدق إن الحب اللي كان جوايا ممكن يبقى هو سبب وجعي. كل ما كنت أفكر في سامي، كنت بحس إن قلبي بيدق أسرع، ودموعي على وشك إنهم ينزلوا، لكن في نفس الوقت كنت عارفة إن الجوايا كان في حاجات كبيرة جدًا مفيش حد هيقدر يفهمها غيري.

مر أسبوع وأنا مش قادرة أفكر في حاجة غير سامي. حاولت أبعد عن السلم اللي بيعدّي فيه، حاولت أبعد عن الشارع اللي دايمًا كنت بشوفه فيه. لكن في كل مكان كنت بروحله، كانت عيوني تروح على صورته اللي في دماغي. عينيه، ابتسامته، وطريقة حديثه... كل حاجة كانت بتفكرني بيه، وكنت أقول لنفسي: "يمكن هو كمان بيشوفني." بس كنت فاكرة اللي قالته نيفين، وإن كل ده كان مجرد حلم مش هيتحقق.

وفي يوم من الأيام، وأنا ماشية في الشارع، كنت لسه طالعة من الكنيسة بعد القداس، وفجأة شفت سامي واقف قدام البوابة. كان واقف لوحده، وكنت أنا مش قادرة أصدق إن ده حقيقي. مش قادر أقول لك قد إيه كنت متوترة وقلبي كان بينط من مكانه. لكن حاولت أمشي عادي، لكن فجأة هو راح جاي ناحية، وقال لي بصوت هادي:
"إزايك؟"

أرتبكت، وقلت له بسرعة: "أهلا سامي، عامل إيه؟"
هو ابتسم ابتسامة صغيرة وقال: "تمام، بس عايز أكلمك في حاجة."

قلبي بدأ يدق بسرعة. "ممكن نتكلم؟"
وافقت على طول، وفضلنا نمشي في الشارع جنب بعض. في أول لحظة حسيت الدنيا اتقفلت حواليا، لكن بعد شوية، حسيته رايق زي العادة.

سامي بدأ يحكي، وقال لي إن في حاجات كتير ضاغطة عليه. أول حاجة قال لي إن أهله لما عرفوا عننا، كانوا مترددين جدًا، وقالوا له إن الموضوع ده مش هينجح وإنه لازم يبتعد عني. حتى هو نفسه بدأ يحس بالضغط من كل الجهات.
"إنتِ عارفة إيه؟ الموضوع مش سهل، يا كاتي. مش بس أهلي، ده فيه حاجات تانية كتير. أنا مش قادر أواجه الكنيسة ولا المجتمع. عايز أكون معاكِ بس..."

كان صوته فيه ألم. كل كلمة كان بيقولها كانت زي السكينة في قلبي. وأنا كنت بسمع، وما كنتش عارفة أقول له إيه. أنا مش قادر أصدق إن مشاعرنا دي هتتحول لكابوس.

"يعني..." قلت وأنا بتمالك دموعي: "أنتَ مش عايز تكمل؟"

سامي وقف لحظة وسكت، وبعدين قال لي: "أنا بحبك يا كاتي، لكن الدنيا مش هتسيبنا. عارف إزاي الناس هتبص لنا؟ عارف إزاي الناس هتتكلم؟"

بقيت مش قادرة أتحمل كلماته. كنت عايزة أصرخ، وأقول له إننا هنقدر نعدي كل ده سوا. لكن المواقف حوالينا، والألم في قلبه، كانوا بيقولوا حاجة تانية.

"أنا آسف. أنا مش قادر أكون معاكِ زي ما كنت بحلم. مش هقدر أسببلك مشاكل مع أهلك أو الكنيسة."

وكأنه بيخبط في قلبي حرف بحرف. بعد ما قال كده، حسيت إني مش قادرة أوقفه. زي العادة، كنت مش قادرة أقول كلمة، بس كان في حاجة جوايا بتقول إن النهاية قربت.

بعد ما مشينا شوية، كل واحد فينا راح طريقه. قلبنا كان مليان بالدموع لكن كل واحد كان بيمشي في اتجاه مختلف. أنا حسيت كأني مفيش حاجة في الدنيا هترجعني لورا، وحياتي كلها بقت مجرد أكذوبة. سامي، هو كان حبي، كان كل حاجة بالنسبة لي، لكن هو كمان كان مش قادر يكمل.

من يومها وأنا مش عارفة أعيش. كل حاجة حواليا بقت رمادي. الكنيسة، الأهل، حتى الصحاب... كلهم كانوا شايفينني كأني عايشة في حلم بعيد عن الواقع. وكل ما أفتكر سامي، بحس إن قلبي بيتقطع من جوه.

هل كنت غلطانة إني حبيته؟ هل كان لازم أسمع كلام نيفين وأبعد قبل ما يحصل كل ده؟ ده سؤال عمره ما هيتجاوب.


مرت شهور بعد حديثي مع سامي، وأنا مفرقة بين الأمل واليأس. حياتي كانت بقت عبارة عن دوامة من الوجع والدموع. بس رغم كل حاجة، حاجة واحدة كانت جوايا بتقول لي: "مفيش حاجة تمنعك لو إنتِ عايزة." فكرة إنني أكون مع سامي كانت مش قادرة تسيبني، وكنت عارفة إن مهما كانت التحديات، أنا لازم أقاتل من أجل اللي بحبه.

في البداية، حاولت أقنع أهلي بكل الطرق الممكنة. كانوا مترددين جدًا، وكل مرة كنت بتكلم معاهم كنت بشوف في عيونهم خوف. لكن ماكنتش هقدر أوقف في النص. كلمتهم بصوت هادي، لكن مع كل كلمة كنت بحس إنه داخلي بيفتح أبواب جديدة في حياتي.

"ماما، بابا، أنا بحب سامي. وهو كمان بيحبني. أعرف إن فيه حاجات صعبة قدامنا، لكن أنا مستعدة أواجهها."

ماما بصت لي وكأنها بتقرأ في عيني، وقالت بحزن: "كاتي... ده مش هينفع. الكنيسة... المجتمع... أهلك لو عرفوا، هيحصل مشاكل."
لكن في عينيها كان فيه حاجة مختلفة، حاجة مش موجودة في كلامها قبل كده. وبعد شوية، ببطء، ماما قالت: "إنتِ حرة، لو ده اللي إنتِ عايزاه."

بابا كان أكتر تحفظًا، لكن بعد محاولات كثيرة، وبعد ما فكّر كتير، قال لي: "لو أنتِ شايفة إن ده خيرك، إحنا هنكون معاك. بس خلي بالك من العواقب."

وأنا؟ مفيش حاجة في الدنيا كانت هتوقفني. كانت دي فرصتي الوحيدة، وأنا هخوضها بكل قوتي. بعد كده، مشيت في الطريق اللي أخدته مع سامي بكل إصرار، وبدأنا نتكلم مع الكنيسة. صحيح كان في مقاومة شديدة من بعض الناس، ولكننا فضلنا نكافح ونعرض موقفنا بكل احترام.

وفي يوم من الأيام، بعدما كل واحد مننا قال كلمته، وبعد ما وصلنا لأقصى حد من الصبر، وافقت الكنيسة على زواجنا. مكانش الأمر سهل، ولكن بعد طول انتظار وتحدي لكل الظروف، حبنا قدر يتغلب على الحواجز اللي كانت بتوقفنا.

وفي يوم الزفاف، كل حاجة كانت مثالية، لكن كانت أكثر شيء مميز إنني كنت أخيرًا مع سامي، اللي كان دايمًا في قلبي. يوم فرحنا كان مش مجرد احتفال، ده كان انتصار لحبنا، للقرار اللي اتخذناه مع بعض، وللأمل اللي ما تخليناش عنه رغم كل التحديات.

سامي كان واقف قدامي في الكنيسة، عيونه مليانة دموع، وابتسامته كانت أوسع من أي وقت مضى. وأنا كنت واقفة قدامه، مش مصدقة إننا أخيرًا مع بعض، بنبدأ حياة جديدة رغم كل الصعاب.

بعد ما اتجوزنا، الحياة مكنتش وردية زي ما الناس بتحكي. كان لسه فيه تحديات، لسه فيه ناس مش موافقين على زواجنا. لكن ده مكانش فارق معانا. إحنا اخترنا نعيش حياتنا مع بعض، متحدين كل الصعوبات، وكان حبنا هو الأساس اللي بنيّنا عليه كل حاجة.

الكنيسة، المجتمع، والناس كلها كانوا ممكن يعترضوا، لكن احنا كنا مع بعض. ده كان كل اللي يهم.

وفضلنا نعيش حياتنا مع بعض، نواجه أي حاجة تمنعنا، لغاية ما أخيرًا اتأكدت إنني اخترت الصح. وإن حبنا، رغم كل التحديات، كان أقوى من أي حاجة تانية.

وكان ده أكبر انتصار في حياتي.

تعليقات

  1. نادراً ما بنقدر نفعل عنا هون في الأردن
    صديقه لي ما عرفت تتزوج بسبب محاربه أهلها والكنيسه

    ردحذف
  2. روعه بجد 🤍🤍✨✨

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء