رواية الروح الاخيرة - فانتازيا

الروح الاخيرة

2025, سعود بن عبالعزيز

رواية فانتازيا

مجانا

قاعدة تعيش حياتها للمرة الخامسة. كل مرة تموت بسبب أختها من أبوها، راشيل. أوديت حاولت تكون شريرة وطيبة وتهرب، بس كل الطرق كانت ترجعها لنفس المصير المؤلم. الحين هي في حياتها الخامسة، وتبغى هالمرة تكون الأخيرة، وتخطط كيف تغير مسار الأحداث عشان تنقذ غيرها وتوقف سلسلة المآسي اللي تتكرر.

أوديت

تعيش نفس حياتها وتتكرر عليها المآسي خمس مرات. ذكية، بس كانت في البداية طفولية ومدللة، ومع كل حياة قاعدة تتعلم من أخطائها وتحاول تكسر دائرة القدر.

راشيل

الأخت غير الشقيقة لأوديت، وهي السبب الرئيسي وراء كل المصايب اللي تصير لأوديت. تبدو بريئة وجميلة ومباركة من الآلهة، ودائماً محاطة بالخطاب، لكنها في نفس الوقت هي المحور اللي تدور حوله كل الأحداث المأساوية.

الدوق سيسيل

أبو أوديت وزوج أم راشيل. يحب راشيل أكثر من أوديت، وينظر لأوديت كأداة لتحقيق أهدافه العائلية. تصرفاته تزيد من معاناة أوديت وتهميشها
تم نسخ الرابط
رواية الروح الاخيرة - فانتازيا

جالسة أفكّر كيف أعيش حياتي الخامسة.

إيه، حياتي الخامسة. قاعدة أعيش نفس الحياة للمرة الخامسة. جربت الموت حرقاً، وبالمقصلة، وبالشنق، وبالطعن. وكل نهاياتي المأساوية كانت بسبب شخص واحد، أختي من أبويا، راشيل.

اليوم أم راشيل بتتزوج أبوي، الدوق سيسيل. وهذا يعني نهاية حياتي كأميرة مدللة. بعد ما عشت كل شيء أربع مرات، عرفت إني ما كنت الأميرة المدللة والمحبوبة اللي كنت أظنها. كنت مجرد أداة. أداة عشان نربط أقوى عائلتين في القارة.

أبوي ما كان يحبني. إذا راشيل اللي كانت أهدأ وأجمل وأحسن طبع ممكن تحل مكاني، فليكن. مقارنة براشيل، أنا كنت مجرد خيبة أمل. وحدة معروفة بسوء طبعها، وساذجة ما تعرف إلا تصرف الفلوس. ومع مرور الوقت، صرت مجرد وحدة تجلب العار للعائلة. كان ممكن يتبرون مني لو كبرياؤهم سمح لهم.

في حياتي الأولى، كنت أميرة طفولية ومدللة لأبعد الحدود. كنت أحتقر راشيل، وكنت أظنها مجرد بنت قروية ساذجة وما عندها ذوق. عمرها ما راح تصير في مستواي. حتى إنها كانت بتخليني أظهر أفضل. كنت طفولية كذا. بس كنت غلطانة، أنا اللي كنت مجرد درجة لراشيل.

راشيل كان عندها ذوق وأخلاق مثالية عكس طبعي السيء المعروف. راشيل كانت جميلة بينما أنا كنت مجرد وحدة ملامحها حلوة. راشيل كان عندها مواهب أكثر مني في السحر. راشيل كانت تبرق في كل شيء، وأنا كنت أرتجف في ظلها.

هذا ما كان اللي توقعته. ما كان المفروض أكون أنا اللي أختبئ في الظل. كبريائي ما تحمل هالشيء. كنت مليانة حسد. ولما خطيبي بعد طاح في غرام راشيل وقال لأبوي إنه يبغى يتزوج راشيل بدالي، هذي كانت القشة اللي قصمت ظهر البعير. صرت الشريرة الخبيثة في كل قصة رومانسية.

لو رجعت بالذاكرة، عرفت إنها كانت طفولية وما تستاهل. اللي كنت أسويه كان مجرد مزحة بايخة لراشيل.

بس هل استاهل الطريقة اللي مت فيها؟ إني أنحرق حية على عمود قدام الكل؟ تعرفون قد إيش كان مؤلم الحرق؟ تعرفون كيف الشعور لما تشم ريحة جلدك وأنسجتك تتحول رماد؟ تعرفون اليأس لما تعرف إن حياتك قاعدة تنحرق شوي شوي؟

أنا عمري ما آذيت أحد جسدياً. كلها كانت مجرد كلام غضب ونوبات هيستيرية زي أي أميرة مدللة تطلع حرتها. أسوأ شيء سويته كان محاولة الغش عشان أفوز عليها في مبارزة سحرية. كنت غبية مرة بصراحة. وهذا كيف وقعت في فخ واحد من خطاب راشيل ونهيت حياتي المأساوية. وبدأت هذا الجحيم اللي ما يخلص.

لما وعيت إني انولدت من جديد في حياتي الثانية، كنت مليانة كره وغضب، وكنت أبغى أنتقم. لدرجة إن حياتي الثانية انتهت أسرع بكثير من حياتي الأولى.

تعلمت من موتاتي اللي قبل. قررت أتجنب راشيل وخطابها بأي ثمن في حياتي الثالثة. راشيل كانت كأنها بطلة في قصة. كل الآلهة كانت بصفها، ومعها سلسلة من الخطاب اللي يسوون أي شيء تقوله راشيل أو تلمح له. عشت أطول فترة في هذيك الحياة. في سعيي لتجنب راشيل بأي ثمن، هربت من البيت وتهربت عبر البحر للقارة اللي يكرهون أهل قارتنا.

بعد سبع سنين، ظنيت إني أخيراً أقدر أوقف أختبئ بخوف في بلد غريب. ظنيت إني أقدر أرجع لبلدي. كنت مخططة أستقر في فيلا صغيرة في الريف. وبمجرد ما اشتريت فيلتي الصغيرة، انمسكت. انقال لي إن أبوي اللي ما كنت على تواصل معه لسنين كان يخطط للخيانة طول الوقت. وإني كنت لازم أساعد أبوي سراً.

أما أختي الغالية من أبويا اللي كانت البنت المثالية لأبوي الغالي طول السنين، طبعاً ما كانت تعرف شيء زي كذا! كانت نقية زي الثلج! كانت بريئة! انقال لي إن عقوبتي صارت أسوأ في محاولة تشويه سمعة الإمبراطورة المقدسة راشيل. زي ما هو متوقع من الأخت الشريرة اللي كانت تتنمر على راشيل. ما كان عندي أي فكرة كيف صرت الأخت الشريرة وأنا هربت أول ما راشيل دخلت الساحة. انشنقت.

رميت كبريائي في حياتي الرابعة. ما عاد أقدر أتحمل هذا التقمص اللي ما يخلص. ظنيت لو أقدر أموت زي الناس العادية، التعذيب راح ينتهي. تظاهرت إني أحسن أخت. أي شيء تبغاه راشيل، أعطيها إياه. حتى صرت صديقتها المفضلة. رميت نفسي في هالعملية، كنت مجرد دمية تسوي كل اللي تطلبه راشيل. انتهى كل شيء لما جت وحدة منكوبة، خطيبها من الطفولة تركها عشان راشيل، وركضت لاجتماعنا حق الشاي وهي هيستيرية ومعها سكين. راشيل اختفت وراي في الوقت المناسب وانطعنت. ما توقعتها أبد، كنت مشغولة أقدم لراشيل الشاي. حتى ما قدرت أنطق تعويذة حماية.

وأنا أفكر في كل محاولاتي الفاشلة للعيش، كان عندي أمل قليل لحياتي الخامسة.

هذا كان الوقت اللي سارة دخلت الغرفة وهي تصيح: "وصلوا، يا سيدة أوديت!"

لازم أوقف من نومي على السرير. لازم أبدأ أواجه حياتي الخامسة.

خلنا نخلي هالحياة هي الأخيرة. خلنا نموت بجد هالمرة.



"أوديت!" قالت راشيل وبخجل بسيط على وجهها. صار صوتها أهدأ وواثق، وكأنها خايفة مني، "أقدر أناديكِ أوديت؟ أنا... أتمنى ما أكون تجاوزت حدودي. بس أنا جد أبغانا نكون أخوات قريبات، أوديت." ابتسمت بطيب خاطر وعيونها البنفسجية اللي كأنها ضباب.

قبل ما أقول أي شيء، أبوي قال: "طبعاً تقدرين يا راشيل. كلنا عائلة." ابتسم لها بحب وطالعني بنظرة معناها واضح.

أخذت رشفة من كاسة الشاي حقتي وابتسمت: "طبعاً يا راشيل. كلنا عائلة."

الزواج أمس عدى بسلام. راشيل صارت حديث العاصمة بفستانها الأحمر المبهر، اللي أبرز بشرتها البيضاء الناصعة وعيونها البنفسجية اللي تشبه عيون الغزال. أنا اخترت فستان بسيط لونه أزرق غامق، ما عاد صرت غبية لدرجة إني أظن إني أقدر أقلل من قيمتها بلبس فستان مشابه زي ما سويت في حياتي الأولى.

قررت أبقى متفرجة بريئة حالياً. ما راح أهرب مرة ثانية، أثبتت إنها مو فعالة. ما راح أرمي نفسي وكرامتي بس عشان أرضي راشيل، كل اللي قادت له كان إني أستخدم كدرع لما يجي الخطر.

لو فكرت فيها، الفترة اللي كنت فيها عدوة لراشيل في حياتي الثانية كانت الأسعد بين حيواتي الأربع. يمكن لازم أفكر أكون شريرة مرة ثانية؟ الأفضل أعيش بسعادة بدل ما أعاني إذا كان لازم أكرر هالشيء مرة ورا مرة.

أدري إنها مو غلطة راشيل، هي ببساطة محظوظة من الآلهة. وأنا كنت الغلطانة حتى لو في النهاية تلقيت عقاب أكثر مما أستحق. أعترف إني ما كنت بنت طيبة القلب. كنت أحب أقارن نفسي باللي حولي وصرت وحش مرير ومكروه لما الناس يطلعون أفضل مني. عمري ما قدرت اللي عندي. بفضل واحد نبهني على هالشيء في وحدة من حيواتي اللي فاتت، صرت أعرف عيوبي زين.

قررت إني أمشي مع التيار حالياً.

"أوديت، إيش بتسوين اليوم؟ خلنا نطلع مع بعض! إذا... إذا ما عندك مانع طبعاً." ابتسمت راشيل بخجل. "ما أعرف أحد هنا."

"أوديت، خذي راشيل معك. روحي قابلي كم صديقة." أمر أبوي.

"حنة مسوية حفلة شاي بكرة. باخذ راشيل معي."

تذكرت حفلة شاي حنة. مهما غيرت، ومهما تصرفت، حفلة شاي حنة كانت حدث ما يتغير. راشيل راح تنذل هناك. مهما حاولت أوقف الإذلال من الحدوث، كان كأنه جزء ثابت من قصة، دائماً يظهر بنفس المسار اللي المفروض يمشي فيه.

إذا ما شاركت، قائدة مجموعة الناس اللي أهانوا راشيل راح تصير وريثة عائلة ثانية مرموقة. إذا وقفت بصف راشيل وحاولت أدافع عنها، دفاعي اللي كان منمق راح ينقلب علي وكأني كنت أرمي كلام ساخر على راشيل. نفس الإشاعات عن كرهي لأختي راح تنتشر اليوم اللي بعده. حاولت أختبئ مرة عشان ما أتورط في الإذلال كله. لما رجعت، راشيل كانت بتغمز بعيونها اللي كأنها عيون غزال مليانة دموع وتطالعني بإدانة صامتة. كل اللي عندهم عيون راح يبدون يظنون إني أنا اللي أمرت صديقاتي يسوون كذا.

ما في مهرب من هالشيء. مهما سويت، شيئين راح يطلعون من حفلة الشاي هذي. إشاعات راح تنتشر عن كرهي لراشيل وراشيل راح تنقذ من الإذلال من واحد من خطابها.

من تجربتي في حياتي الأخيرة، كان ممكن أبقى صديقة لراشيل بعد هالواقعة، بس إذا كانت تكرهني سراً، ما كان عندي أي فكرة.

إيش لازم أسوي هالمرة؟ إيش لو ما جبت راشيل لحفلة الشاي؟ في بعض الحيوات أبوي كان يجبرني آخذها هناك وبعد فترة أستسلم لأني كنت أبغى أذلها في الحفلة كالأخت الشريرة اللي كنت عليها. في حيوات ثانية، ظنيت بدون ما أثير أنا هالمهزلة، الإذلال ما راح يصير.

طبعاً لا. أنا صرت أعرف أحسن الحين. كان فيه أحداث رئيسية لازم تصير مهما كان. كانت زي أعمدة أساسية لمبنى. زي حفلة الشاي اللي لازم راشيل تنذل فيها وبالتالي تقابل واحد من خطابها.

لحظة... خطاب؟ لو فكرت فيها، كل هالأعمدة الأساسية كانت تتضمن راشيل وسلسلة خطابها بطريقة أو بأخرى.

هل أقدر أغير هالشيء؟ إيش لو راشيل ما قدرت تقابل خطيبها رقم واحد في حفلة الشاي؟ خطيبها رقم واحد كان اللورد هانك، ولد دوق. هذا الدوق كان كاهن قوي يخدم إله الرعد.

بلادنا فيها معابد مختلفة تخدم آلهة مختلفة. كل عائلة نبيلة كان عندها إله تخدمه. النبلاء يرسلون أولادهم عشان يدرسون في المعابد. الأولاد اللي يتم اختيارهم راح يصيرون كهنة أو كاهنات لذاك المعبد. عادة عملية اختيار الكهنة والكاهنات تتضمن إنهم يتصارعون مع بعض بسحرهم. الناس في قارتنا، عكس اللي يعيشون في القارة اللي عبر البحر، يقدرون يمارسون السحر أو الشعوذة اللي تصير أكثر تخصص بعد الدراسة في المعبد.

معظم قوة بلادنا كانت مقسمة وممسوكة بين الكهنة والكاهنات في المعابد المختلفة. عشان كذا الأرستقراطيين دائماً يرسلون أولادهم للمعابد، بأمل إن أولادهم راح يصيرون كهنة أو كاهنات. وبوصولهم للسلطة، عائلتهم راح تصير أقوى بعد. عائلتي كان عندها أمل فيني، بس للأسف ما كنت موهوبة مرة بالسحر. عشان كذا في النهاية لجأوا لراشيل اللي كانت موهوبة أكثر حتى لو ما كانت من العائلة بالدم.

نرجع للورد هانك، هو في الواقع كان مخطوب لليدي فلورنس من صغره وكان الكلام إنهم متفقين مرة. بس هو وقع في الحب من أول نظرة مع راشيل. الليدي فلورنس كانت وحدة من المرشحات الكاهنات لإلهها. في اليوم اللي صار فيه الاختيار النهائي في حيواتي السابقة، وصلها خطاب كتبه هانك عن فسخ خطوبتهم. هالشيء أثر عليها بشكل سيء، انصابت في هالعملية وخسرت المباراة. هي صارت كاهنة، الثانية في القيادة لخصمتها، بس وجهها صار فيه ندبة بعد هذيك المباراة.

هذي فعلاً مأساة. إيش لو هانك ما قابل راشيل في حفلة الشاي؟ وقتها فلورنس ما راح تتشتت في اختيارها بعد كم يوم. خطوبتهم راح تنتهي بطريقة أو بأخرى. هانك راح يقابل راشيل عاجلاً أم آجلاً ويقع في الحب. بس إيش لو أقدر أأخر لقاءهم لين ينتهي اختيار فلورنس؟ فعلاً ما تستاهل تخسر مكانك ووجهك عشان واحد متقلب.

بس كيف أقدر أوقف حفلة الشاي هذي من إنها تصير؟





"أوديت!" قالت راشيل وبخجل بسيط على وجهها. صار صوتها أهدأ وواثق، وكأنها خايفة مني، "أقدر أناديكِ أوديت؟ أنا... أتمنى ما أكون تجاوزت حدودي. بس أنا جد أبغانا نكون أخوات قريبات، أوديت." ابتسمت بطيب خاطر وعيونها البنفسجية اللي كأنها ضباب.

قبل ما أقول أي شيء، أبوي قال: "طبعاً تقدرين يا راشيل. كلنا عائلة." ابتسم لها بحب وطالعني بنظرة معناها واضح.

أخذت رشفة من كاسة الشاي حقتي وابتسمت: "طبعاً يا راشيل. كلنا عائلة."

الزواج أمس عدى بسلام. راشيل صارت حديث العاصمة بفستانها الأحمر المبهر، اللي أبرز بشرتها البيضاء الناصعة وعيونها البنفسجية اللي تشبه عيون الغزال. أنا اخترت فستان بسيط لونه أزرق غامق، ما عاد صرت غبية لدرجة إني أظن إني أقدر أقلل من قيمتها بلبس فستان مشابه زي ما سويت في حياتي الأولى.

قررت أبقى متفرجة بريئة حالياً. ما راح أهرب مرة ثانية، أثبتت إنها مو فعالة. ما راح أرمي نفسي وكرامتي بس عشان أرضي راشيل، كل اللي قادت له كان إني أستخدم كدرع لما يجي الخطر.

لو فكرت فيها، الفترة اللي كنت فيها عدوة لراشيل في حياتي الثانية كانت الأسعد بين حيواتي الأربع. يمكن لازم أفكر أكون شريرة مرة ثانية؟ الأفضل أعيش بسعادة بدل ما أعاني إذا كان لازم أكرر هالشيء مرة ورا مرة.

أدري إنها مو غلطة راشيل، هي ببساطة مباركة من الآلهة. وأنا كنت الغلطانة حتى لو في النهاية تلقيت عقاب أكثر مما أستحق. أعترف إني ما كنت بنت طيبة القلب. كنت أحب أقارن نفسي باللي حولي وصرت وحش مرير ومكروه لما الناس يطلعون أفضل مني. عمري ما قدرت اللي عندي. بفضل واحد نبهني على هالشيء في وحدة من حيواتي اللي فاتت، صرت أعرف عيوبي زين.

قررت إني أمشي مع تيار الحياة حالياً.

"أوديت، إيش بتسوين اليوم؟ خلنا نطلع مع بعض! إذا... إذا ما عندك مانع طبعاً." ابتسمت راشيل بخجل. "ما أعرف أحد هنا."

"أوديت، خذي راشيل معك. روحي قابلي كم صديقة." أمر أبوي.

"حنة مسوية حفلة شاي بكرة. باخذ راشيل معي."

تذكرت حفلة شاي حنة. مهما غيرت، ومهما تصرفت، حفلة شاي حنة كانت حدث ما يتغير. راشيل راح تنذل هناك. مهما حاولت أوقف الإذلال من الحدوث، كان كأنه جزء ثابت من قصة، دائماً يظهر بنفس المسار اللي المفروض يمشي فيه.

إذا ما شاركت، قائدة مجموعة الناس اللي أهانوا راشيل راح تصير وريثة عائلة ثانية مرموقة. إذا وقفت بصف راشيل وحاولت أدافع عنها، دفاعي اللي كان منمق راح ينقلب علي وكأني كنت أرمي كلام ساخر على راشيل. نفس الإشاعات عن كرهي لأختي راح تنتشر اليوم اللي بعده. حاولت أختبئ مرة عشان ما أتورط في الإذلال كله. لما رجعت، راشيل كانت بتغمز بعيونها اللي كأنها عيون غزال مليانة دموع وتطالعني بإدانة صامتة. كل اللي عندهم عيون راح يبدون يظنون إني أنا اللي أمرت صديقاتي يسوون كذا.

ما في مهرب من هالشيء. مهما سويت، شيئين راح يطلعون من حفلة الشاي هذي. إشاعات راح تنتشر عن كرهي لراشيل وراشيل راح تنقذ من الإذلال من واحد من خطابها.

من تجربتي في حياتي الأخيرة، كان ممكن أبقى صديقة لراشيل بعد هالواقعة، بس إذا كانت تكرهني سراً، ما كان عندي أي فكرة.

إيش لازم أسوي هالمرة؟ إيش لو ما جبت راشيل لحفلة الشاي؟ في بعض الحيوات أبوي كان يجبرني آخذها هناك وبعد فترة أستسلم لأني كنت أبغى أذلها في الحفلة كالأخت الشريرة اللي كنت عليها. في حيوات ثانية، ظنيت بدون ما أثير أنا هالمهزلة، الإذلال ما راح يصير.

طبعاً لا. أنا صرت أعرف أحسن الحين. كان فيه أحداث رئيسية لازم تصير مهما كان. كانت زي أعمدة أساسية لمبنى. زي حفلة الشاي اللي لازم راشيل تنذل فيها وبالتالي تقابل واحد من خطابها.

لحظة... خطاب؟ لو فكرت فيها، كل هالأعمدة الأساسية كانت تتضمن راشيل وسلسلة خطابها بطريقة أو بأخرى.

هل أقدر أغير هالشيء؟ إيش لو راشيل ما قدرت تقابل خطيبها رقم واحد في حفلة الشاي؟ خطيبها رقم واحد كان اللورد هانك، ولد دوق. هذا الدوق كان كاهن قوي يخدم إله الرعد.

بلادنا فيها معابد مختلفة تخدم آلهة مختلفة. كل عائلة نبيلة كان عندها إله تخدمه. النبلاء يرسلون أولادهم عشان يدرسون في المعابد. الأولاد اللي يتم اختيارهم راح يصيرون كهنة أو كاهنات لذاك المعبد. عادة عملية اختيار الكهنة والكاهنات تتضمن إنهم يتصارعون مع بعض بسحرهم. الناس في قارتنا، عكس اللي يعيشون في القارة اللي عبر البحر، يقدرون يمارسون السحر أو الشعوذة اللي تصير أكثر تخصص بعد التعلم في معبد.

معظم قوة بلادنا كانت مقسمة وممسوكة بين الكهنة والكاهنات في المعابد المختلفة. عشان كذا الأرستقراطيين دائماً يرسلون أولادهم للمعابد، بأمل إن أولادهم راح يصيرون كهنة أو كاهنات. وبوصولهم للسلطة، عائلتهم راح تصير أقوى بعد. عائلتي كان عندها أمل فيني، بس للأسف ما كنت موهوبة مرة بالسحر. عشان كذا في النهاية لجأوا لراشيل اللي كانت موهوبة أكثر حتى لو ما كانت من العائلة بالدم.

نرجع للورد هانك، هو في الواقع كان مخطوب لليدي فلورنس من صغره وكان الكلام إنهم متفقين مرة. بس هو وقع في الحب من أول نظرة مع راشيل. الليدي فلورنس كانت وحدة من مرشحات الكاهنات لإلهها. في اليوم اللي صار فيه الاختيار النهائي في حيواتي السابقة، وصلها خطاب كتبه هانك عن فسخ خطوبتهم. هالشيء أثر عليها بشكل سيء، انصابت في هالعملية وخسرت المباراة. هي صارت كاهنة، الثانية في القيادة لخصمتها، بس وجهها صار فيه ندبة بعد هذيك المباراة.

هذي فعلاً مأساة. إيش لو هانك ما قابل راشيل في حفلة الشاي؟ وقتها فلورنس ما راح تتشتت في اختيارها بعد كم يوم. خطوبتهم راح تنتهي بطريقة أو بأخرى. هانك راح يقابل راشيل عاجلاً أم آجلاً ويقع في الحب. بس إيش لو أقدر أأخر لقاءهم لين ينتهي اختيار فلورنس؟ فعلاً ما تستاهل تخسر مكانك ووجهك عشان واحد متقلب.

بس كيف أقدر أوقف حفلة الشاي هذي من إنها تصير؟
هل عندك أي أفكار جديدة عن كيف ممكن نوقف حفلة الشاي هذي؟
 

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء