رواية أرض العائلة

أرض العائلة

2025, هاني ماري

عائليه

مجانا

بنت المزرعة حياتها اتقلبت لما أهلها بقوا مديونين للبنك اللي بيمتلكه "باكستون ويست" الغامض. وسط أزمة عيلتها اللي بتتفكك وهجرة أمها، "أديليد" بتلاقي نفسها في موقف صعب: يا تتجوز "باكستون" عشان تنقذ المزرعة، يا تخسر كل حاجة. هي بترفض الفكرة دي تمامًا، وبتقرر إنها هتستخدم خطة جريئة إنها تغريه عشان يوافق على حل بديل يحافظ على بيتها وعيلتها.

أديليد

بنت بتلاقي نفسها في موقف صعب عشان تنقذ مزرعة عيلتها. هي ذكية وعندها إحساس قوي بالمسؤولية تجاه أسرتها، وبتضطر تاخد قرارات صعبة.

باكستون

رجل أعمال غني وغامض، بيمتلك البنك اللي المزرعة مديونة له. معروف عنه إنه قاسي في شغله ومبيراعيش حد. بيعرض على "أديليد" الجواز كوسيلة لسداد الدين، وده بيفتح الباب لصراع وتوتر بينه وبين "أديليد".

تريڤور

أخو "أديليد" الأكبر، عصبي ومتقلب المزاج. بيحاول يساعد في المزرعة لكنه بيفقد الأمل بسهولة.
تم نسخ الرابط
رواية أرض العائلة

سِمعت صوت موتور عربية طالعة في المدخل وأنا بغسل "دوك"؛ كلبي اللابرادور الأسود عنده سنتين.
هو بصراحة مش بتاعي لوحدي، أنا بتشارك فيه مع إخواتي التلاتة الأكبر مني. سهل أمنع دوك إنه يجري ناحية اللاندروفر.
دوك بيحب الحمام بتاعه أكتر ما بيحب الناس.

ببص لـ "باكستون ويست" وهو نازل من عربيته الغالية وبيتلفت ناحيتي. إيه اللي جابه هنا ده؟

شكله غريب أوي ببدلته الإيطالي الرمادي وهو واقف قدام بيتنا المتواضع اللي على طريقة المزرعة. استنيته يلف ويروح ناحية البيت، بس فضل باصصلي لحد ما أبويا طلع من الزريبة ومشى بخطوات واثقة ناحيته. حاجة غريبة. بدأت أدعك الشامبو في فروة دوك. ليه أبويا لازم يقابل الراجل ده؟

"باكستون ويست" معروف إنه راجل أعمال ملهوش ضمير وهو عنده 29 سنة بس، يعني أكبر مني بست سنين، وده شيء مبهر. اسم "باكستون ويست" بيخلي ألسنة النمّامين في البلد دي شغالة. من اللي اتقال، فهمت إنه بياخد اللي هو عايزه ومبيفرقش معاه أي حد أو أي حاجة. وسيم وغني؛ هو أكتر راجل مطلوب في المقاطعة، ويمكن في الولاية كلها. عارفة إن معظم ستات البلد بيموتوا فيه. أنا فاهمة، هو وسيم وغني بس عينيه الرمادية الغامقة دي تلج. مش فاهمة الستات بيلاقوا ده جذاب إزاي. شكله بيحسب كل حاجة أوي. كإنه دايماً بيخطط أو بيدبر إنه يدمر حاجة أو حد... أو الاتنين غالباً.

خلصت غسيل دوك ونشفته بالفوطة. مسكت فيه لحد ما دخلنا البيت؛ عارفة لو سبته هيتمرمغ في التراب، عشان ياخد حمام تاني. سبت الياقة بتاعته ومشيت لآخر البيت عند المطبخ. شميت ريحة "تشيلي" أمي بتتكّنّك على البوتاجاز ومعدتي قرقرت.

"عايزين مساعدة؟" سألت، وأنا رايحة للتلاجة بطلع كوكاكولا.

"لأ، كله جاهز دلوقتي. بس مستنيين خبز الذرة." ردت وهي تعبانة.

"فين الولاد؟"

"تريڤور وبرينت مع أبوك ومستر ويست في المكتب." قالت وهي متضايقة من أسئلتي.

"تريڤور" و"برينت" وأنا لسه عايشين في البيت وبنساعد في المزرعة. "ليام" عايش مع مراته "أشلي" في بيت في المزرعة برضه، بس على بعد كام ميل من الطريق. "ليام" عمره ما اهتم بالزراعة. خد شهادته في المحاسبة وراح يشتغل في مكتب محاماة بره البلد بشوية. "تريڤور" هيكون اللي جاي يسيب البيت. بدأ يبني بيته في الأرض اللي أبويا بيمتلكها برضه. قرب يخلص بس "تريڤور" ده بتاع كماليات، شغل الخشب لوحده خد منه شهور. بعد ما الأرضيات تتصنفر والحيطان تتدهن، هيكون مشي.

"لازم تغيري هدومك يا "أدي". أنتِ مبلولة زي دوك وريحتك زي ريحته." سمعت أمي بتشتكي ورفعت عيني للسقف.

أمي وأنا أبعد ما يكون عن بعض، في الشكل والشخصية. إخواتي كانوا محظوظين بما يكفي إن شكلهم يبقى زيها؛ شعر أحمر بيلمع، عينين بني غامق وبشرة قمحية ممكن أقتل عشانها. هي بجد جميلة. أنا، طبعاً، خدت كل صفاتي من أبويا؛ شعر دهبي، عينين زرقا، وبشرة فاتحة لدرجة إني بتلسع لو ماخدتش بالي. كل الناس بتتريق على إن كل إخواتي شكلهم زي أمي الجميلة، لكن أنا، آخر العنقود، شكلي طبق الأصل من أبويا الرجولي. مش بتضايق أوي بصراحة، اتعودت على كده.

طلعت من المطبخ ورحت أوضتي. وأنا معدية على مكتب أبويا سمعت خناقة وحاجة بتترزع على المكتب. كنت لسه هدخل لما سمعت "تريڤور" بيزعق: "لازم تدينا وقت أكتر! ممكن نوفرلك الفلوس. مش ممكن نخسر المزرعة، دي كل اللي عندنا!" رجعت خطوة لورا من الباب مصدومة. نخسر المزرعة. هنروح فين؟ ليه ما قالوليش على ده؟ أنا جزء من العيلة دي برضه؛ المزرعة دي حياتي زي ما هي حياتهم! متضايقة، دخلت الأوضة من غير ما أخبط والكل بصلي.

"إيه اللي بيحصل هنا بالظبط؟" سألت الرجالة الأربعة اللي في الأوضة.

مش فارقلي مين هيرد عليا. بصيت لأبويا اللي باصص لتحت على مكتبه. بصيت لـ "تريڤور" و"برينت" وهما الاتنين بيبصوا لجزمهم. قررت أتجاهل الراجل اللي على وشك يخلينا نتشرد وبصيت لأبويا بغضب.

"ها؟" سألت تاني. أخيراً، بابا رفع وشه وشفت التوتر حوالين عينيه اللي زي عينيا.

"اهدي يا حبيبتي. كل حاجة كويسة." قال، وهو بيحاول يبتسم. شفت التوتر حوالين بقه ورفعت عيني للسقف.
سخرت من محاولته إنه يبان طبيعي. "إياك تكدب عليا." طلبت، وإيديا راحت على وسطي تلقائياً.

مع تنهيدة عميقة وأكتاف منحنية، شرح: "إحنا بنخسر المزرعة. ما دفعناش الأقساط والبنك هيحجز عليها آخر الأسبوع الجاي لو ماقدرناش نوفر الفلوس عشان نسددها."
لفيت لـ "باكستون ويست"، أنا عارفة إنه غني. عارفة إنه بيمتلك معظم بلدتنا وبلدان تانية مجاورة كتير. بس، مكنتش أعرف إنه بيمتلك بنك كمان. "أنت البنك يعني؟"

شكله اتصدم إني سألت، بس بسرعة استعاد نفسه. "أيوة،" رد.
"كام؟" سألت.

"مليون ونص،" جاوب، من غير ما يرمش. يا نهار أبيض! فكرت في الزرايب الجديدة والأسوار اللي محتاجة تتعمل. من كام سنة خدنا فلوس بضمان البيت عشان معدات زراعية جديدة، بس مكنتش فاكرة إنها كتير أوي كده. خلاص كده، مفيش طريقة. خسرنا كل حاجة.
 
 
 
 "ليه سيبتوني في الضلمة؟ أنا عندي حاجات أخسرها زيهم بالظبط،" بقول وأنا بشاور على "تريڤور" و"برينت".
"مكنتش عايز أقلقك أنتِ ولا مامتك." بيرد أبويا وهو زعلان.
"ماما كمان متعرفش؟ إيه الهبل ده! ده هيفيد بإيه؟" بسأل وأنا غضبانه.
"لمي لسانك يا "أديليد"," بيزعقلي.
بتجاهله. "طيب، إيه الخطة؟" بسأل.
"مفيش خطة، إحنا اتدبسنا." بيرد "تريڤور" وهو واقف مربع إيديه ومكشر.
"هنلاقي حل." برد بهدوء.
"في أسبوعين؟ هتعملي إيه؟ هتشتغلي في الكورنر؟" بيسأل وهو بيستهزئ. وده كسر التوتر في الأوضة فعلاً.
"أيوة، طبعاً." بقول بصوت فيه استغراب، وده خلى "تريڤور" يبتسم و"برينت" يضحك.
"أنا كمان هشتغل في الكورنر؛ الكل عارف إني الأحلى." "برينت" بيعرض بجدية، وهو بيسرح شعره اللي مش موجود.
بضحك. "هتعمل أحسن من "تريڤور"؛ ده نام مع كل بنات ماركيت." بتريق.
"يا ريت. أنا غطيت مناطق أكتر من كده." "تريڤور" بيتفاخر.
بقلّب معدتي. "مقرف. يبقى الموضوع كده عليا أنا و"برينت"." بقول، وبضرب كفه.
"الموضوع في الشوال." بيوافق "برينت" وهو مبتسم بحزن.
"في تجربتي، الستات مبيحبوش الرجالة اللي أحلى منهم." "تريڤور" بيتريق، دي نكتة عائلية مستمرة. "برينت" وسيم، بس رموشه الطويلة الغامقة دي الستات بيموتوا عليها.
بطبطب على دقني. "اللي يعرف الكلام ده هو راجل بتاع ستات بس. بس عندك حق. "تريڤور" رجعت للملعب و"برينت" على الدكة." بقول، وأنا مربعة إيديا.
"مش هتعملي فلوس كتير برضه. مش هتبقي عارفة بتعملي إيه." "تريڤور" بيشاور.
بكتّف إيديا. "هعمل بحثي." بقول بدفاع. "مش ممكن تكون صعبة أوي لو الغبي ده بيعملها." بقول وأنا بشاور على "برينت".
بابا بيتنهد بتعب. "شكراً لحضرتك يا مستر ويست، بس زي ما أنت شايف أنا محتاج أقنع ولادي وأوفر فلوس كتير." بيقول أبويا وهو واقف.
"يا مستر بيكيت." بيرد "باكستون ويست" بإيماءة وبيقف هو كمان.
"استنى، عندي فكرة. ويست ياخد "أديليد". هنبيعها رخيصة. مليون ونص بس وهي بتطبخ وتنضف." "برينت" بيعرض، بيحاول يحلي الموضوع.
بضربه على قفا راسه. "أنت عارف إنك هتتوحشني. مين غيري هيعملك كيكة شوكولاتة في عيد ميلادك؟" بسأل.
"سوبر ماركت فريمان عنده مخبز." بيرد بنفس نبرة الاستغراب اللي استخدمتها قبله.
"بتاعتي أحسن." برد بغرور.
"مش مستاهلة مليون ونص. آسف يا "أدي"." بيرد، وهو بيهز راسه.
"تمام. أنا عارفة امتى أبقى مش مرغوب فيا. هروح ألم حاجتي." بلف عشان أمشي، وأنا بمسح دموع وهمية.
بفتح الباب وبسمع ماما بتنادي من الصالة. "العشا جاهز. مستر ويست، تحب تفضل تتعشى؟" يا نهار أسود.
"لأ يا ماما. هو ماشي!" بزعق، ومش فارقلي قد إيه صوتي وقح.
"إيه؟ أنا افتكرت إن كان بينا اتفاق؟" بيسأل بهدوء، وهو بيبصلي من راسي لرجلي.
"أنام مع تعبان كوبرا أهونلي؛ حتى لو هما الاتنين دمهم بارد." برد، وأنا ببصله بغضب.
"أوووه. جامدة يا A." "تريڤور" بيقول، وهو معدي من جنبنا عشان يروح المطبخ. أبويا بيتبعه و"برينت" كمان.
"وصلي مستر ويست لحد الباب. ده عقابك عشان كنتي وقحة أوي كده." أبويا بيزعق، وهو ماشي.
بضيق عيني على التعبان اللي واقف قدامي وبمشي ناحية باب الشقة وهو ماشي ورايا لازق في ضهري. بفتح الباب على آخره، ومستنياه يعدي. مبيتحركش. ببصله وهو بيبصلي كأني فريسته.
"إيه؟ متعرفش تعدي من الباب؟ اطلع بره." بأمر.
"عندي عرض ليكي." مابقولش حاجة بس برفع حاجب عند نبرة صوته. "عاجبني عرض برينت، أنتِ قصاد المزرعة. قدامك لحد يوم الجمعة الجاية قبل ما أبدأ في أوراق الحجز على المزرعة، عشان تقرري."
بقي بيتفتح. "أنا قصاد المزرعة؟ أنت بتتكلم جد؟" بسأل، وأنا متلخبطة ومش مصدقة خالص.
"جد جداً."
"يعني هسدد الدين معاك؟ زي طبخ، وتنضيف، وشغل الجنينة؟" بسأل، وأنا متلخبطة.
"يا نهار أسود لأ. مش هتضطري تشتغلي." بيقول وهو غضبان. ارتباكي بيزيد. "اتجوزيني وهتنقذي مزرعة العيلة وبيوت إخواتك."
بعد ما اتجاوز الصدمة. بهز راسي، عشان أطرد أفكاري المدمرة. "أنا مش دعارة." بشاور، ودمي بيغلي.
"أنا عارف. أعتقد إننا أكدنا ده في مكتب أبوكي. أنتِ لسه بنت؟" بيسأل، بس بابتسامته الساخرة هو عارف إنه مش محتاج يسأل. هو طويل أوي لدرجة إني بضطر أرجع راسي لورا عشان أبص عليه وهو بيقرب.
"أنا مبسوطة إنك عارف. أعتقد إني هخليك تمشي وكرامتك لسه معاك." برد بوقاحة.
"ده مش هيغير العرض. فكري فيه وتعالي شوفيني لما تقرري. افتكري قدامك لحد يوم الجمعة." بيفكرني، وهو بيطلع الكارت بتاعه من الجيب الداخلي لجاكته. بيحاول يديهولي بس أنا مبخدهوش. مش هحتاجه. عمري ما هتجوز واحد زيه. "خديه." بيأمر.
"مش هحتاجه. مع السلامة يا مستر ويست." بقول، وأنا بشاور على عربيته.
بيمسك إيدي ويحط الكارت في كفي، وبعدين يقفل إيدي عليه. بيقرب ويهمس في ودني، "هتحتاجيه لو عايزة تنقذي عيلتك من خسارة كل حاجة." بيقول، من غير أي ندم.
برجع لورا وهو بيبتسم وهو معدي من الباب. يا حقير، بفكر وأنا بتفرج عليه وهو ماشي. هو إيه، طوله حوالي 195 سم؟ بكره الناس الطوال؛ بيفتكروا إنهم يقدروا يدوسوا عليك كده وخلاص. أنا طولي 162 سم فانا عارفة كل حاجة عن الموضوع ده. أخيراً بخرج من اللي كنت فيه لما بسمع بابا بينادي عليا.






وأنا نايمة في السرير، فضلت أفكر في العشاء. بابا حكالنا القصة كلها بالتفصيل عن إزاي تورط مع البنك فوق دماغه. هو كان فاكر إن السنة دي هيقدر يطلّعنا من الأزمة دي، لكن الربيع جاب فيضان مسح كتير من محاصيلنا؛ وسابنا في حفرة أكبر لازم نملاها.

مش عارفة أعمل إيه بجد. عمري ما كنت أفكر في عرض "باكستون" ده، بس إني أشوف عيلتي بتتعذب ده مش حاجة عايزة أعدي بيها، خصوصاً لو أقدر أصلّحها. سامعة صوت أهلي بيزعقوا لبعض في الصالة. مش عارفة بيقولوا إيه، بس صوتهم مش كويس.

لازم أكون نمت شوية، لإنه بعد حوالي ساعة اتفزعت من خبطة، بابا بيشتم وبيقول لماما متخرجش. قعدت على السرير وسحبت البطانية من عليا لما سمعت عربية أمي بتدور. مش معقول تكون ماشية. جريت على الشباك وبصيت بره. أمي سايقة وبتمشي وبابا واقف حاطط راسه بين إيديه، مهزوم تماماً. جريت من أوضتي لقدام البيت. "تريڤور" و"برينت" أكيد سمعوا هما كمان لإنهما طلعوا من أوضهم برضه.

وصلت لباب البيت وجريت بسرعة أقابل أبويا. جريت عليه وحضنته بكل قوتي. هي مشيت. حاسة بالألم، مش قادرة أتخيل هو حاسس بإيه. "هي مشيت، رايحة كاليفورنيا تقعد مع أختها." بيقول وصوته بيتكسر. حسيت بدموعه على خدي وده خلّى دموعي تنزل. بابايا الكبير القوي بيعيط، عمري ما شفته بيعيط. حضنته أقوى ودعيت إني بكون بحلم.

"مش مصدق إنها سابتنا." "برينت" بيقول وهو مصدوم.

"الأمور بقت صعبة. أنا مستغرب إنها عاشت هنا كل المدة دي، هي دايماً كانت بتكره المكان ده." بابا بيعترف.

"وإحنا؟ هي سابت عيلتها كده وخلاص! إيه نوع الأم اللي تعمل كده؟ حتى ما ودعتش. عمري ما هتكلم معاها تاني. أوعدك بده." "تريڤور" بيعلن وهو بيترعش من الغضب.

"هترجع." بقول، وأنا مش مصدقة كلامي أنا نفسي. زي ما بابا قال، هي دايماً كانت بتشتكي من العيشة هنا. عارفة إنها كانت بتكرهها، دايماً كنت بتساءل ليه فضلت قاعدة من الأول. أكيد مش عشان حبها ليا.

هي كانت عايزة تمشي من زمان. شافت الفرصة ومشيت من غير ما تبص وراها. بدأت أبقى غضبانة زي "تريڤور". بسخر، لما بفتكر أفكاري إني كنت بتمنى أبقى شبهها، أو أبقى زيها بأي شكل. لأ، أنا سعيدة إني مش شبهها خالص. الحمد لله إني مش هضطر أبص في المراية بكرة وأشوفها. عمري ما هسامحها على إنها سابتنا. كانت وهتفضل دايماً ست ضعيفة. ليه بابا اتجوزها، عمري ما هعرف.

"الوقت متأخر. عندنا شغل الصبح. يلا بينا ندخل ننام، كلنا." بابا بيأمر بحزن.

ببص تاني على الممر. هخليها تدفع تمن ده، وحياتي لأخليها. كلنا رحنا أوضنا. أنا عارفة اللي لازم أعمله، بس كل حتة فيا بتصرخ إني ما أعملش كده. بمسك نمرة تليفون "باكستون" من على الكومودينو. الوش فيه نمرة شغله، والضهر فيه نمرتين موبايل مكتوبين بالقلم الحبر.

هو ليه عايز يتجوزني أصلاً؟ الموضوع ملوش معنى. لو هو عايز يستقر مع حد، ليه ميختارش حد يعرفه؟ أنا عمري ما شفته غير كده من بعيد لبعيد. عمري ما اتكلمت معاه قبل النهارده. إنه يعرض عليا الجواز عشان المزرعة ده بيلخبطني. ليه الجواز؟ يمكن هو لازم يتجوز ومش لاقي حد... لأ مش كده. أنا سمعت ستات البلد دي بيتكلموا. "باكستون ويست" مش هيعمل أي حاجة غير إنه يشاور لو كان الموضوع كده. ياه، أنا هتجنن. المفروض بس أكلمه وأسأل. مسكت موبايلي وبدأت أطلب أول نمرة موبايل على ضهر الكارت. أخدت نفس عميق ودوست إرسال.

بعد رنة واحدة....رنتين...."إيه؟" بيسأل وهو متنرفز. أنا صحيته من النوم، فكرت في سري وابتسمت بخبث.

"إيه؟ أنت بتمثل إنك كنت نايم، الساعة تلاتة الفجر بس. قوم. عندي أسئلة ليك." بأمر.

في وقفة بسيطة. "آه، أنا صاحي. دلوقتي تعالي واسألي الأسئلة دي." بيرد بصوت أجش.
"لأ. أعتقد ده كويس دلوقتي. ليه الجواز؟ أنا مش فاهمة."

"ليه لأ؟" بيسأل تاني.
"لازم أعرف. أنت لازم تتجوز... أو حاجة زي كده؟" بسأل تاني.

"ليه أكون لازم أتجوز؟ هو أنتِ كنتي بتقري روايات رومانسية؟" بيسخر.
"بطل ترد على أسئلتي بأسئلة!" بزعق بهدوء.

بيضحك. "أنا عايزك. الأمر بسيط كده." بيقول بسهولة.
"أنت حتى متعرفنيش." بفكرّه.

بيطنشن، "مش لازم أعرفك، عشان أكون عايزك."
"ميهمنيش. يبقى لو مش لازم تتجوز، أنت عايزني عشان الجنس، صح؟" بسأل، وأنا بوصل للموضوع الأساسي.






بيطلع صوت زي الزئير في التليفون: "أنا مش عايزك للجنس بس، لأ." "ده اللي أنت عايزه، اعترف. أنا مش عايزة أتجوزك. إحنا محتاجين نتفق على حل وسط. أمي لسه سايبة أبويا، فلازم أصلح الوضع ده. الجواز مش هيحصل، فاديني اقتراح بديل." "مفيش بديل. لما تبقي ملكي، هتبقي ملكي للأبد. فاهمة؟" بزفر... لازم أفكّر في خطة. إزاي أغير رأيه؟ "جاوبي عليا." بيطلب. "سمعتك." برد. "تمام. دلوقتي قوليلي لابسة إيه." "إيه؟! مفيش حاجة." بزعق. "بجد؟ بتنامي من غير هدوم؟ مكنتش أتخيل ده." بيرد بفرحة. "أنا مش عريانة يا منحرف." "أنا عارف." بيضحك، وبعدين يبقى جاد. "حد شافك عريانة؟" "لأ، يا إلهي! ليه تسأل سؤال زي ده؟ أنت عارف إني بنت." "أنتِ بنت قد إيه؟" "إيه السؤال الغريب ده؟" "عملتي أي حاجة مع ولد؟" جه دوري أزأر. "لأ. عمري حتى ما اتباست. مبسوط؟" "جداً. بتلمسي نفسك؟" خدت دقيقة عشان أفهمه. ولما كنت لسه هسأله قصده إيه، فهمت. "لأ! كفاية أسئلة بقى." "لعنة. أنا بجد عايزك." بيقول وهو بيتأوه. "يبقى وافق على الجنس." بشجعه. "لأ، أنا هكون مجنون لو وافقت على ده، أنا عارف إيه الكروت اللي في إيدي." "أنا تعبت. تصبح على خير يا مستر ويست." بقوله، وأنا متضايقة من سير المحادثة. "ناديني باكستون. تصبح على خير يا جميلة." بيقول، وأنا بقفل الخط. مكنش المفروض أتصل بيه أصلاً. دلوقتي أنا متلخبطة أكتر. مش ممكن أتجوز واحد مش بحبه. ده مش صح. مش ممكن أقضي بقية حياتي عايشة كدبة.
عندي خيار واحد بس. أنا هغري "باكستون ويست" وأخليه يوافق على الجنس مقابل المزرعة. هروح أتسوق في "إيست ليك" وأختار طقم دانتيل مثير، وأروح بيته و... وإيه؟ إزاي تغري حد؟ ليه ده لازم يحصل ليا أنا؟
برجع لورا على مخداتي وبعدين بمسك موبايلي تاني. "إيه نوع اللانجيري اللي بتحبه؟" ببعت لـ "باكستون". "عليكِ؟... ولا حاجة... أو أي حاجة... أنتِ هتحاولي تغريني؟" بيرد. عرف إزاي؟ ممكن أكون بسأل لمرجع مستقبلي يا غبي. بقرر ألاعبه. "طبعاً لأ. أنت مش الرجل الغني الوحيد في ماركيت المهتم بيا. أنا بس افتكرت إنك هتعرف ذوقهم." "أنا أغنى." بيرد بسرعة. "إياكي تعملي كده." "أقدر لو عايزة." ماشي مش أحسن لحظاتي... عارفة إني بتكلم زي طفلة سنتين. بس هو بيخليني أتجنن. "هستولى على أرضك وأحرق كل بيت على الأرض. متلعبش معايا." أوه، مشاكل غضب يا مستر ويست. "تفتكر هبقى معاهم ليه؟ هقدر أسدد لك دينك." "أنا على بعد ثلاث ثواني من إني أجيلك وأضرب على مؤخرتك الصغيرة المشدودة. خلي بالك." مش عارفة ليه بس ده خلاني أبتسم. مسحت الابتسامة بسرعة من على وشي ورديت. "متعرفش تلمسني من غير عقد المزرعة... وإلا ده يبدو... مثير للاهتمام." "أنا جاي." "إيه!؟" بزعق لنفسي، وأنا وشي بيحمر. تمام، إيه الهبل اللي بعمله ده إني بتغزل في راجل هياخد مني المزرعة وبيتنا؟ لمي نفسك يا "أديليد"! "لأ، أنا هتصرف كويس... تصبح على خير." ببعت بسرعة. "لو اضطريت أخد دش ساقع تاني بعد ده، هندمك." بضحك، يمكن إغرائه هيكون أسهل مما كنت أتصور. "آسفة، مستر ويست." "وريني إنك آسفة. تعالي." "عندنا اتفاق؟" بسأل. "معرفش. عندنا؟"
الحقير ده... هغير رأيه. بقوم من السرير. بقلع هدومي وبلبس معطفي الطويل؛ بيوصل لنص فخذي. ده هينفع، بفكر، وأنا بطلع من البيت ناحية عربيتي الشيفورليه s10 القديمة السودا. ببص في المراية الخلفية. أنا مش حاطة مكياج بس شعري الطويل نازل ومموج وجميل. يا رب ده يكون كافي. بشغل العربية وبمشي.
في آخر الممر، ببعت لـ "باكستون". "في طريقي. العنوان؟"

"3345 ويست لين." بيكتبلي. أنا أقدر أعمل ده. أنا أقدر أعمل ده. ويست لين؟ طبعاً الحقير سمى الشارع اللي عايش فيه، عادة.

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء