بداية جديدة - الفصل الثاني من روايه (بيت أحمد)
بداية جديدة
2025, سلمى إمام
اجتماعية
مجانا
سيلا اللي بتحاول تهرب من ماضيها مع أهلها وخصوصًا أمها بعد ٨ سنين من الخصام، بس بنت خالتها جيجي بتحاول تقنعها إنها تواجههم. في نفس الوقت، بنشوف أحمد، صاحب سيلا، وهو بيقفل شغله وبيقابل زبونة اسمها رافن بتجيله من غير ميعاد عشان تشتري جزمة، ورافن بتحاول تغازله بشكل واضح. الفصل بيظهر التوتر بين سيلا وماضيها، والمواقف اليومية اللي بيواجهها أحمد في شغله.
سيلا
ليها علاقة قوية بصاحبها أحمد. بتظهر إنها لسه متأثرة بالماضي ومش عايزة تواجهه، وده اللي بتشوفه بنت خالتها جيجي.جيجي
بنت خالة سيلا وصاحبتها المقربة. بتهتم بسيلا وبتخاف عليها، وعايزة تشوفها تتصالح مع أهلها عشان تعرف تعيش حياتها من غير الأعباء دي. شخصيتها واضحة وصريحة وبتدفع سيلا إنها تواجه مشاكلها.أحمد
صاحب سيلا المقرب، وشغال في تجارة الجزم البراندات. واضح إنه بيهتم بسيلا جدًا وعايز يشوفها ناجحة وسعيدة. شخصيته قوية وواثق في نفسه، وبيعرف يتعامل مع المواقف المختلفة، سواء كان في الشغل أو مع أصحابه. كمان بيظهر إنه حذر وبيشيل سلاح.
سيلا رفعت رجلي على الكنبة، كانت الساعة دلوقتي واحدة الضهر وكنت لسه بالبيجامة. كنت بقلّب في سوق الأسهم، بحاول أشوف لو عايزة أدخل في صفقة تسلا دي. بنت عمتي، جيجي، كانت قاعدة جنبي ساندة ضهرها على الكنبة، بتقلب في تليفونها كإنها مش فارق معاها أي حاجة في الدنيا. "هتروحي الشغل النهاردة؟" جيجي سألت. هزيت راسي. "لأ، أحمد قالي متقلقيش متجيش." "يا حظك يا بختك. وأنا متأكدة إنه لسه بيدفعلك، مش كده؟" ضحكت وابتسمت بخبث. "وأكيد" قلت بصوت واطي. جيجي هزت راسها. "إنتي اللي حظك حلو يا بت." في نفس اللحظة، تليفون جيجي رن. بصيت شفت إن الاسم اللي ظاهر "ماما". طبقت شفايفي. جيجي لاحظت إني متضايقة وقامت، ودخلت أوضة نوم الضيوف عشان ترد على المكالمة. كملت اللي كنت بعمله على تليفوني لحد ما أحمد بعتلي رسالة. أحسن واحد ❤️ يا عايزة تاكلي رامن النهاردة بالليل لما أخلص شغل؟ ابتسمت لرسالة أحمد، إحنا دايمًا بنروح مطعم الرامن المفضل بتاعنا كام مرة في الشهر. صوابعي فضلت متعلقة فوق التليفون وكنت لسه هرد لحد ما جيجي رجعت أوضة المعيشة. "سيلا،" قالت وصوتها كان جاد شوية زيادة عن اللزوم. "ها؟" بصيتلها، ورفعت حاجب. "عايزة أقولك على حاجة، بس متزعليش،" جيجي قالت وهي بتعض شفايفها بتوتر. بصيتلها من تحت لفوق. "بصي يا جي، إنتي عارفة إني مقدرش أوعدك بحاجة، بس إيه الموضوع؟" خدت نفس عميق قبل ما تقول بسرعة، "ماما قالت إن طنط رشيدة جاية عشا عيد الشكر." "استني استني!" ضحكت، ونزلت تليفوني على طول. "جيجي، بطّئي شوية يا شيخة! ابدئي من الأول." قلبت عينيها وتنهدت، وبعدين قالت تاني، المرة دي أبطأ، "ماما قالت إن طنط رشيدة جاية عشا عيد الشكر..." "أه," رديت، ومعدتي وجعتني شوية. "طب، يبقى أنا مش هروح." قبل ما أمد إيدي على تليفوني حتى، جيجي خطفته من إيدي، وسابتني قاعدة وبقي مفتوح من الصدمة. "سيلا لاااا. لازم تروحي. يعني دي مامتك... ممكن أقول حاجة؟" جيجي سألت بتردد. "جيجي أنا مش فارق معايا مين هي—" بدأت قبل ما أوقف نفسي. كنت قايلة لنفسي إني مش هزعل نفسي في موضوع أهلي، ناهيك عن أمي. كنت بس بحاول أسيب كل اللي حصل من 8 سنين في الماضي. "إيه اللي عايزة تقوليه يا جيجي؟" قلت وأنا بهدي نفسي. "سيلا بقالنا 8 سنين، مش بحب أشوفك عايشة في العشرينات من غير أهلك. أنا بهتم بيكي أوي. مش شايفة إن جه الوقت تقعدي تتكلمي معاهم؟ أو على الأقل معاها هي بس؟" بصيت لجيجي، والكلام بدأ ياثر فيا، بس قلبي كان بيجري بسرعة خلاص. مكنتش عايزة أروح هناك، مش النهاردة. مش لما كنت لسه يا دوبك حاسة إني ماسكة زمام حياتي. بس جيجي كان عندها حق. الألم كان دايمًا موجود، بيطوف تحت السطح – خصوصًا لما كنت بشوف ناس عندهم الترابط العائلي ده، اللي مش لازم يستخبوا أو يهربوا من ماضيهم. "أنا مش مستعدة للمحادثة دي لسه يا جيجي،" قلت بهدوء، بحاول أخلي صوتي ثابت. "بقالنا تمن سنين، زي ما قلتي. أنا كويسة." جيجي تنهدت، ورجعت قعدت جنبي، صوتها بقى ألطف دلوقتي. "أنا عارفة إنك كويسة، بس مش لازم تشيلي ده لوحدك. مامتك... دي مامتك يا سيلا. لسه عيلتك. حتى لو عشان تصفي الأجواء بس، فاهمة؟" سندت ضهري على الكنبة، وطبقت دراعاتي على صدري. مكنتش عايزة أعترف بده، بس جيجي كان عندها حق. الفراغ اللي سابه أهلي ده كان حاجة مقدرتش أتجاهلها تاني. بس الغضب اللي كان عندي... الخيانة—كان لسه بيحرق جوايا. حقيقة إنهم طردوني وأنا عندي ستاشر سنة بسبب غلطة—من غير حتى ما يتكلموا أو يحاولوا يفهموا إيه اللي كنت بمر بيه—كانت زي الجرح اللي عمره ما هيخف. مكنتش حاجة أقدر أتجاهلها، مهما حاولت. "معرفش لو أقدر أستحمل ده يا جيجي،" همست أخيرًا. "لو كان الموضوع مهم بجد، كانوا هما اللي هيكلموني. التليفون بيكلم من ناحيتين." جيجي مدت إيديها وحطتها على إيدي. "عارفة إن الموضوع مش سهل، بس ساعات بنضطر نواجه حاجات عشان نقدر نكمل حياتنا يا سيلا. إنتي مش البنت الصغيرة الخايفة دي تاني. إنتي ست دلوقتي." مكنتش قادرة أتكلم للحظة، وزن كلامها كان بيغرق جوايا. يا ترى جيجي عندها حق؟ يا ترى جه الوقت عشان أواجه الجزء ده من ماضيي؟ بس مكنتش متأكدة لو أنا مستعدة أفتح الجروح القديمة دي. مش دلوقتي. مش مع كل حاجة بنيتها. "هفكر في الموضوع،" قلت بهدوء، بحاول أدفع الغصة اللي تكونت في حلقي. "بس مقدرش أوعدك بحاجة." بعد 30 دقيقة "يعني مش بتشوفيني ببعتلك رسايل؟ آه استنى لأ، إنتي بتشوفيني ببعتلك رسايل. إنتي أكيد نسيتي إنك فاتحة خاصية الـ 'seen'" صوت أحمد وصلني أول ما رديت على التليفون، صوته عميق ومليان غيظ. قلبت عيني، وبعدت التليفون شوية قبل ما أرجعه ودني. "يا عم، كنت مشغولة. عايز إيه؟" "مشغولة بإيه؟ إنتي مروحتيش الشغل النهاردة أصلاً،" رد عليا، صوته مليان غيظ مصطنع. ابتسمت بخبث، وغرقت أكتر في الكنبة. "كنت بتكلم مع جيجي يا أحمد. أسفي الشديد على إهمالك." أطلق تنهيدة درامية. "يا بت إنتي هزارك كتير. المهم، أنا عايز أشوف لو عايزة ناكل رامن النهاردة بالليل. عندهم كاريوكي أو أي حاجة تانية، قلت ممكن تحبي تروحي." قعدت، وضحكت. "كاريوكي؟ من امتى بتحب الكاريوكي؟" "من ولا مرة." قال، صوته سلس وبيغيظ. "بس إنتي بتحبي الحاجات دي، فأنا مستعد أضحي عشان المصلحة العامة." "اخرس،" قلت، وأنا ببتسم بالفعل. "هتيجي امتى؟" "كمان عشرين دقيقة. كوني جاهزة—وخدي معاكي شنطة." ابتسمت بخبث وهزيت راسي. "ماشي. ابعتلي رسالة لما توصل." "تمام، اتفقنا. بحبك." قال قبل ما يقفل المكالمة. ------ أحمد كنت قاعد في مطبخ شغلي، بلم حاجتي عشان أروح عند سيلا. كان لازم أكلم سيلا بخصوص إنها مش بترد على رسايلي. الرامن ده أكلتنا المفضلة إحنا الاتنين. مكنتش شفتها بقالي يومين، وكنت عايز أقضي وقت مع أعز أصحابي. أنا اديتها إجازة النهاردة بما إنها قالتلي إمبارح إنها ناوية تعمل فلوس كويسة من أسهم تسلا النهاردة. دايمًا طبعًا عايز أشوف أعز أصحابي يكسبوا. دخلت اللابتوب بتاعي في الشنطة وخلصت لم حاجتي لحد ما سمعت خبط على الباب. "إيه القرف ده؟" تمتمت. الناس بتيجي المكان ده بميعاد بس، فكون حد هنا دلوقتي ده كان حاجة غريبة. مسكت المسدس بتاعي اللي كان في جيب السويت شيرت، وحطيت عيني على عين الباب. كشرت وشي باستغراب لما شفتها البنت اللي جت مع دري اليومين اللي فاتوا. "إيه اللي بتعمله هنا دي..." تمتمت تحت أنفاسي قبل ما أفتح الباب. فتحت الباب وكانت واقفة بوش متوتر. مكنتش بصيتلها كويس قبل كده، كانت بنت حلوة. "إيه الأخبار؟" سلمت عليها. "أهلاً... أنا آسفة.. أنا عارفة إني كنت محتاجة ميعاد بس أنا خارجة عيد ميلاد أختي النهاردة وكنت محتاجة جزمة بجد. هدفع زيادة؟" قالت وهي بتميل راسها وبتبتسم. "لأ، مفيش مشكلة." ابتسمت لها ووسعتلها الطريق عشان تدخل. "طيب بتدوري على إيه؟" سألتها. "آه، أنا عايزة كوتشيات بوتيجا الجديدة، عندك منهم بينك؟" سألت. هزيت راسي. "طبعًا." رحت على الحيطة اللي كنت حاطط عليها كل الجزم البراندات. وأنا بقلب في علب الجزم، أدركت إني معرفش مقاس جزمتها. "إيه، إيه المقاس اللي محتاجاه... آه..." "مقاس ٨، واسمي رافن" ردت. مسكت علبة الجزمة مقاس ٨ وحطيتها على جزيرة المطبخ. "ماشي تمام. مقاس ٨، رافن. أنا أحمد بالمناسبة." ابتسمت. "تشرفت بمعرفتك. حبيبتك هنا؟" سألت وهي بدأت تبص حواليها. كشرت حواجبي باستغراب، لحد ما افتكرت المقابلة اللي كانت بينا آخر مرة كانت هنا. "آه سيلا، لأ دي أعز أصحابي. أنا بس قلت إنها حبيبتي عشان الواد دري ده دايمًا بيحاول يتصاحب عليها، مكنتش أقدر أسيب حاجة زي دي تحصل." قلت. رافن ضحكت. "أه، دري ده مش ولا بد خالص. هو ابن عمي وأنا بحبه وكل حاجة، بس مش بلومك." قالت وهي بتلوح بكتفها. رافن كملت تجرب الكوتشيات. "شكلهم حلو عليا؟" سألت وهي بتلف تبصلي وهي بتبص في المراية. "طبعًا" أكدت لها. "ماشي تمام، عايزةهم." قالت وهي بتبتسم وبترجع الجزم في العلبة. "تمام... هتبقى ٩٩٥ دولار، هتدفعي إزاي النهاردة؟" سألت. "ممكن أدفع بـ Zelle (زيلي)." ردت. هزيت راسي وتبادلنا معلومات الـ Zelle. "ماشي تمام، وصلتني. متشكر إنك اشتريتي من عندي." قلت وأنا بمدلها الشنطة. رافن زحلقت الشنطة على كتفها. "شكرًا يا أحمد. إنت وسيم أوي بالمناسبة." ابتسمت بخبث، ولحست شفايفي من كتر العادة. "متشكر ليكي. إنتي قمر بالمناسبة." ابتسمت، وثقتها كانت واضحة وهي بتقرب شوية. "طيب، عندك كارت بيزنس أو حاجة؟ ممكن أحتاج أشتري منك تاني قريب." "لأ، أنا مش بتعامل بالكروت، بس ممكن أديكي رقمي لو مفيش مشكلة،" قلت وأنا بطلع تليفوني تاني. "ده أكيد ينفع،" قالت، صوتها فيه غزل كافي عشان يلفت انتباهي. تبادلنا الأرقام بسرعة، وهي رجعت تليفونها في شنطتها. "شكرًا تاني يا أحمد. هكلمك." هزيت راسي، ابتسامتي الخبيثة لسه موجودة. "ماشي، خلي بالك من نفسك يا رافن." وهي ماشية، مقدرتش أمنع نفسي من إني أضحك لوحدي. دي مكنتش أول مرة زبونة تحاول تتصاحب عليا، بس حاجة في ثقتها كانت مميزة.
تعليقات
إرسال تعليق