رواية GodFather
GodFather
2025, تريزا عبدالمسيح
مافيا
مجانا
15
كيسي بتتعرض للخطف في نيويورك من عصابة مافيا بيقودها جوناثان "جوني" روزفلت. بتتحول رهينتها لـ "عبدة" ليه في علاقة غريبة فيها عنف وعشق، وبتتصارع بين كرهها ليه ومشاعرها المتلخبطة نحيته. بتخطط للهرب لكنها بتلاقي نفسها بتنجذب لجانبه المظلم والجاذب، في رحلة بتختلط فيها المشاعر المعقدة والخطيرة.
كيسي
طالبة حقوق بتعيش في نيويورك، بتلاقي نفسها مخطوفة وواقعة في عالم العصابات. بتصارع بين الخوف من خاطفها ومشاعر متلخبطة بتظهر ناحيته، وبتحاول تدور على طريقة تهرب بيها وتستعيد حياتها الطبيعية.جوني
زعيم مافيا قوي. شخصيته معقدة ومتقلبة، فمرة بيبان قاسي وسادي ومرة تانية بيظهر جانب رومانسي ولطيف. هو الخاطف اللي بيجبر كيسي تكون تحت سيطرته، وبيستخدم أساليب مختلفة للسيطرة عليها.
البرامج الإخبارية كانت بتزعّق في الشاشة، عنف العصابات زاد بنسبة تلاتة في المية في مدينة نيويورك، تقريباً فرانك سيناترا مكنش بيهزر لما قال إنها المدينة اللي مبتنامش. وحظي الحلو إني عايشة في نيويورك. يا سلام عليا. أنا اتعلمت أبقى حذرة أكتر من ساعة ما العصابات دي كأنها اتضاعفت بين يوم وليلة، كل أسبوع تسمع عن اسم عصابة جديدة، ناس وحشة أكتر ومسدسات أقل في المحلات. يا إما مسروقة يا إما مشترية، مش فارق، كل ده أخبار وحشة. عشان كده بتأكد إني في البيت قبل الليل، ولما بخرج بالليل بيكون دايماً مع مجموعة صحاب. أنا مش باخد أي مخاطرة. لو مش على قائمة المطلوبين، أنا متأكدة إنك هتبقى كويس لو لعبتها بأمان ومروحتش تدور على مشاكل. العصابات في أوجها في المدينة دي، عصابات مافيا. ومرة تانية، أنا عايشة فيها. أنا معنديش مسدس لأني مش مجنونة، بس ناس أكتر وأكتر اقتحموا المحلات عشان ياخدوا مسدسات يحموا نفسهم من العصابات دي. أنا، أنا بقعد في البيت. البيت حلو، البيت أمان. اتنهدت وأنا برمي شنطتي بعد يوم مشغول في الكلية. أنا بدرس عشان أبقى محامية، يعني اه، شغل كتير ومفيش فلوس... دلوقتي بس. بروح الحفلات لما بتعزم، أنا مش بنت مذاكرة طول الوقت وكتاب في وشها، بس لما بيكون فيه امتحانات بقول لأ. مفيش دلوقتي وفيه حفلة اتعزمت عليها. فطبعاً، قلت اه واستعديت. تليفوني رن وكان إيثان، واحد من الشباب اللي عزموني. "إيه، جاهزة؟" سأل إيثان، وكان فيه مزيكا عالية جداً. ليه هو في الحفلة بالفعل؟ كنت فاكراهم جايين ياخدوني. "أنت في الحفلة بالفعل؟" سألت، وخيبة الأمل في صوتي. "آه، أه، آسف. بصي انتي هتيجي لوحدك وأنا بوعدك أوصلك البيت في طريق الرجعة،" قال وهو بيزعّق عشان صوته يبان فوق المزيكا. قرقرت بصمت، ده ماشي عكس كل قواعد الأمان بتاعتي. "تعالى يا إيثان، أنت عارف إحساسي إني أخرج لوحدي بالليل،" اشتكيت، سمعته بيتنهد. "يلا يا كيسي بطلي خوف طول الوقت، انتي شابة، خدي شوية مخاطر واعملي حفللةةة!!" زعّق، والمزيكا بقت صاخبة في الخلفية. حسيت إنها ممتعة جداً وكأنه بيستمتع بوقته بجد، فطلبت أوبر وسبت شقتي. كان فاضل دقيقة فطلعت بره، الجو كان ساقعة جداً ونسيت الجاكت بتاعي، لعنة عليا. عربية وقفت، كانت سودة وزجاجها فاميه، ده الأوبر بتاعي؟ قربت منها عشان أشوف نمرة العربية، لما قربت خطوة حسيت بذراعين بيتلفوا حواليا وقماشة بتتكبس على وشي. سوادي. أول حاجة حسيت بيها لما صحيت كانت الكلبشات الباردة متسلسلة حوالين عمود. كان متوصل بالأرض والسقف، مفيش أي مخرج، لعنة عليا، كان لازم أتعلم أفتح قفل بدبوس زي الأفلام. تبّاً. بصيت قدامي وشفت شنطتي الحمرا اللامعة بتبرق في ركن الأوضة، تليفوني لسه جواها، بس مفيش طريقة أوصله غير لو أقنعت الحيوانات دي إنهم يفكوا كلبشاتي بطريقة ما. الباب اللي قصادي اتفتح وكان فيه راجل ضخم لابس بدلة سودة. كان وشه مليان ندوب وكان أصلع. يا ساتر، مين اللي خلف الراجل ده؟ نزل و، لدهشتي، فك كلبشة إيد واحدة بس من إيديا. "العرّاب عايز يشوفك،" قال وهو بيمسكني من دراعي ويرفعني. العرّاب مين؟ إيه عرّاب ده؟ زي الساحرة الطيبة بس راجل؟ إيه اللي بيحصل؟ والأهم، مين العرّاب ده؟ أياً كان هو مين، أتمنى يكون عنده شوية رحمة وطيبة، عكس ما الراجل ده وراهولي. "إيه اللي عايزينه مني؟" سألت، وحاولت أبعد. بمجرد ما عملت كده، ضربني على خدي عامل صوت صدى عالي في الأوضة. لسعتني وكنت عايزة أعيط، بس مقدرتش أبين أي ضعف قدام الراجل القاسي ده. أنا مبينتش أي ضعف من ساعة ما خطفني. "بكره الأسئلة،" زمجر وهو بيسحبني لأوضة تانية. هناك في الضلمة كان قاعد راجل، شكله كان قوي جداً، قوي جداً. سحب سحبة من سيجارته وطفّاها. اتفرجت بذهول وهو بيطلع الدخان من شفايفه. الراجل الضخم نزلني على الكرسي وكلبشني تاني، قصاده كانت ترابيزة كبيرة بني مربعة بتفصلنا. "كيسي جيلينجر، بنت راجل غني، أب لبنتين،" قال وهو بيقلب في كام ورقة. كان عنده لهجة نيويوركية واضحة وقوية، ممكن يكون نص إيطالي؟ إزاي يعرف كل ده عني؟ حاولت أهدى، أنا اتفرجت على أفلام مافيا كتير عشان أبوظ الدنيا دي. هكره نفسي لو منجتش من ده. "مش عدل مش كده؟" بدأت، وبدأت له ابتسامة وقحة. "إيه اللي مش عدل؟" سأل، وهو بيقوم ويقرب مني، قلبي سرع بس كان لازم أفضل هادية ومبينش أي خوف. كأنه يوم عادي في الشغل. "إنك تعرف اسمي وأنا معرفش اسمك،" قلت، وأنا بكتف إيدي، الراجل الضخم بص له بنظرة حيرة وهو بس ابتسم بخبث. كنا وش لوش، إيديه اللي عروقها باينة طلعت لوجهي وهو ماسك دقني، خلاني أحس بقشعريرة. مكنتش متأكدة إذا كانت بطريقة حلوة ولا وحشة، بس هو مجرم فا هقول إنها وحشة. "أنا جوناثان روزفلت، بس أصحابي بينادوني جوني،" قال، وهو بيبتسم ابتسامة صغيرة. "إحنا مش أصحاب، أنت خطفتني،" فكرته، وأنا ببص له بغضب. "بصراحة، هو اللي خطفك،" قال وهو بيشاور على الراجل الضخم بوقاحة. الراجل الضخم شكله اتضايق. رجع مكانه على الترابيزة وولع سيجارة تانية. أنا شايفة إن الراجل ده عنده مشكلة في التدخين. "بأوامرك!" زعّقت، أنا خلاص شايفه قد إيه هو عنيد. أنا معرفش الراجل ده حتى وأنا بالفعل بكتشف فيه صفات سيئة. الراجل الضخم ابتسم وكأني بدافع عنه. كان فيه حاجة مضحكة نوعاً ما في الراجل ده. "مع كل الاحترام يا آنسة، أنا مقلتش إن إحنا أصحاب،" همس وهو بيطلع الدخان في وشي. كحيت وبعّدت الدخان بإيدي. "أنا ممكن أقول من دلوقتي إني هكرهك،" قلت، وبصيت له من طرف عيني. "تمام، يبقى إحنا على نفس الموجة. وهتندهيلي يا سيدي روزفلت، وإلا هيكون فيه عقاب،" قال، وهو بيأمر الراجل الضخم يتخلص مني. سحبني من الأوضة وقفل الباب. رجعت تاني للأوضة القديمة دي، شنطتي كانت لسه في نفس المكان، كان لازم أوصلها لو عايزة أخرج من هنا وأطلب مساعدة. مفيش حد كويس هنا، ومفيش سبب يمنعني من محاولة الهرب، مين في مكاني مكنش هيحاول؟ حاولت أفهم إزاي أوصل لشنطتي، كانت بعيدة أوي، حتى عصاية مش هتساعد، مفيش طريقة غير إني أكون حرة من الكلبشات دي. الباب اتفتح، وكان هو الراجل الضخم ده، سمعت اسمه برونكو، اسم غريب. دخل وكان ماسك طبق أكل وكوباية مية. مكنش ليا نفس للأكل، والأكل ده مكنش شكله أكل أصلاً، كان شكله زي ما كلب مرجعه. حطه على الأرض وكان ماشي. "أنا عايزة الحمام،" كدبت، وقف مكانه ولف وشه. "هتدخلي هناك،" قال وهو بيشاور على جردل رمادي. قرف. "خلاص مش مهم،" قلت وأنا باصه لتحت. برونكو ضحك بانتصار، ضحكته كانت شريرة أوي، ضحكته لوحدها تعمل كوابيس. ساعات عدت وملمستش أكلي، إزاي ممكن آكل وأنا كل اللي بفكر فيه هو إزاي أهرب. الباب اتفتح ولدهشتي، مكنش برونكو، كان جوناثان نفسه. انحنى وبص على أكلي اللي متلمسش. سحب سحبة تانية من سيجارته. "إحنا مبنرميش الأكل هنا،" قال وهو بيبصلي بنظرة صارمة. "أنت بتسمي ده أكل؟" سألت وأنا رافعة حاجب. "إيه، أنا اللي عملته،" قال وهو متضايق. "أقرب للترجيع،" همست وأنا بقلب عيني. "أنا هنا عشان أسأل عن أبوكي، كل معلومات الاتصال بتاعته مش شغالة ومش عارف أوصله، أنا محتاج مساعدتك في ده وإلا مش هتروحي البيت،" هدد. "أنا قطعت كل علاقاتي بوالدي، عشان كده مش عارف توصله. أنا ماليش لازمة دلوقتي. صرفت كل فلوسي على الكلية فلو سمحت سيبني أمشي،" توسلت، حاولت أفك نفسي من الكلبشات، كان مفيش فايدة. "ديفيد جيلينجر اسمه، أنا بكره الكدابين يا آنسة جيلينجر، وعشان كده، هتتعاقبي،" فك كلبشاتي وسحبني في ممر طويل ومظلم. وإحنا ماشيين، شفت مخرج خلفي هناك. لقيت طريقة أخرج بيها، بس إزاي هخرج من الكلبشات دي؟ كلبشني في ماسورة لازقة في الحيطة. برونكو طلع من ورا وكان ماسك كرباج في إيده، عينيّ وسعت من الخوف وهو شق الجزء الخلفي من فستاني الأحمر. "يا سيدي روزفلت، لو سمحت!" توسلت. صوت كرباج عالي صدّى في الممر مع ألم ضرب ضهري، جلد أسود ناشف. كان مؤلم، دراعاتي كانت في الهوا وأنا بتفرج على جوناثان وهو بيبص وبرونكو بيكربجني. بص لتحت وبعدين بص تاني، وكأنه كان بيستمتع بالمنظر، بيشوفني بتألم، كان سادي، مجنون. "كفاية كده،" أمر جوناثان. مد إيده وبرونكو اداله الكرباج. "لو سمحت، كفاية،" توسلت، والدموع بتنزل على خدي. "أنا عمري ما همد إيدي عليكي، بس مش هتردد إني أقول لرجالي يعملوا كده،" همس وهو بيلمس ندوب ظهري وأنا بتألم. "أنت وحش،" همست ردّاً عليه. وأنا برتعش تحت صورته الضخمة. "متكدبيش عليا تاني،" حذر، وعينيه بقت غامقة. فك كلبشاتي ورجعني للمكان اللي اتقابلنا فيه أول مرة، قعدت قصاده وأنا مستنية يتكلم، والدموع لسه في عينيّ. إزاي ممكن ماعيطش؟ الراجل ده قاسي، شرير، سادي. بعد ما أجبرني أديله معلومات الاتصال بتاعة أبويا، كان بيتكلم في التليفون. بيقله يديله خمسة مليون دولار لو عايزني أرجع. "كيسي! كيسي اصمدي، تمام! إحنا جايين عشانك!" زعّق في التليفون. "بابا! لو سمحت! أنا آسفة يا بابا!" زعّقت ردّاً عليه، مقدرتش أتحكم في دموعي أكتر من كده. "إحنا جايين عشانك يا حلـ-!" جوناثان قفل عليه، معملتش غير إني فضلت أعيط وأنا بشهق في الكرسي. جوناثان ضحك وهو بيقوم وقرب مني ببطء. "أنتي عارفة، فيه طرق تانية ممكن تكسب بيها حريتك،" قال، بصيت له بأمل في عينيّ. يمكن يكون غير رأيه؟ لأ، مستحيل. بعدين، حط إيده على رجلي واتحركت بين فخذي، خلاني أحس بقشعريرة. تاني، مكنتش عارفة إذا كان ده حلو ولا وحش. بصيت له، وعينيّ بتبرق بالدموع. "أنت مجنون،" قلت وأنا بمسح وشي. "أسبوع، مين عارف، ممكن حتى يعجبك،" قال وهو مبتسم بخبث وهو بيضغط على فخذي. كنت في صراع، كنت عارفة إني بكرهه، بس مكنتش بكره الإحساس ده. هو أنا كمان اتجننت؟ "أسبوع؟" سألت، وأنا بفكر في الوضع. شعره البني الطويل نزل على عينيه البني الغامقة. ابتسم، أسنانه البيضا اللؤلؤية بانت. مكنتش أدركت قد إيه هو وسيم في الحقيقة، طب إزاي وأنا كنت مشغولة بالكربجة والخطف. "أنتي بالذات المفروض تعرفي إن باباكي مش هيكون ليه فايدة كبيرة، آه هيكون ليه بس مين عارف ده هياخد قد إيه،" قال وهو بيطلع إيده لفوق أكتر وأكتر. "أنا- أنا هعملها،" قلت، قلبي نبض بسرعة لما قلت كده. ده جنان، بس أنا عندي خطة. أنا متأكدة إننا هنروح أوضة تانية وهكون حرة في وقت أو آخر، صح؟ فلما ييجي الوقت ده هجيب شنطتي وأهرب من المخرج. آه، ده ممكن ينجح، كل اللي عليا إني ألعب بقواعده وأهرب لما ييجي الوقت. أنا أقدر أعمل ده، أنا أقدر أعمل ده. "هتشوفيني تاني الليلة، الأفضل إنك تتصرفي كويس،" حذر، وهو ماسك وشي في إيده. "آه،" رديت. "آه مين؟" سأل، وقبضته بقت أقوى. "سيدي روزفلت،" رديت، وأنا ببص في عينيه. "بنت شاطرة،" ابتسم، خرج وقفل الباب. أنا دخلت نفسي في إيه بس؟
تعليقات
إرسال تعليق