بين مملكتين | روايه العائله المالكه (الفصل الثاني)

بين مملكتين

2025, سلمى إمام

رواية تاريخية

مجانا

في مملكة هريداي بورا، الأميرة كاليندي، اللي ولادتها عليها لغز بس عايشة تحت رعاية الملكة، بتستعد لجوازها من وليّ عهد مملكة راكشاترا القوية أبهيوداي. رغم إنها عاشت حياة مميزة وسط التهميش من أخواتها من أبوها، كاليندي بتخفي شخصية قوية ومهارات قتالية اتعلمتها لوحدها. أبهيوداي، اللي باين عليه القسوة ومش بيظهر مشاعره، بيستعد للجواز ده وسط صراعات جوه عيلته هو وخطط زوجة أبيه. أول لقاء بينهم بيكشف عن سوء فهم كبير وانطباعات مختلفة: هو بيشوفها ضعيفة وهي بتشوفه خالي من المشاعر. مع اقتراب يوم الجواز، كل واحد فيهم بيستعد بطريقته لمستقبل مش واضح، خصوصًا كاليندي اللي مجهزة نفسها بأسرارها لمواجهة قصر مليان دسائس.

كاليندي

بنت الملك اللي مش شرعية لكن الملكة ربتها واهتمت بيها. بتبان هادية ومطيعة، بس في الحقيقة عندها شخصية قوية وبتخفي مهارات قتالية (رماية) اتعلمتها بنفسها. حياتها مش سهلة رغم إنها أميرة بسبب أصلها ونبذ بعض إخواتها ليها

أبهيوداي

وليّ عهد مملكة راكشاترا القوية والعريس المنتظر لكاليندي. بيظهر كشخص قاسي، عديم المشاعر، وعلاقاته الأسرية معقدة، خصوصاً مع أبوه وزوجة أبوه.

الملكة ماثورا

زوجة الملك الأولى وأم براتام، وهي اللي ربت كاليندي واعتبرتها بنتها. صارمة ومنظمة، لكنها حنينة على كاليندي وبتدافع عنها.

براتام

ابن الملكة ماثورا ووليّ عهد هريداي بورا، وأخو كاليندي الكبير اللي من أبوها. شخص طيب ومساند لكاليندي وبيحبها وبيعتبرها أخته بجد.
تم نسخ الرابط
بين مملكتين | روايه العائله المالكه (الفصل الثاني)

قصر: هريداي 

غُنى العصافير بدري الصبح اتهزم بصوت تاني ناعم ومريح كان بيشكر ربنا على كل حاجة موجودة على الأرض. في قصر هريداي بورا، بنت كانت لابسة ساري حرير وعليه دهب بيزين أماكن مختلفة في جسمها، خلصت الـ"آرتي" (فتيلة صغيرة محطوطة على طبق عشان الصلاة لتمثال الإله). بعدين لفت وشها تبص على كل أفراد عيلتها بما فيهم أخواتها من أبوها وأخوها الصغير من أبوه مع أمهاتهم كمان.

الأول راحت ناحية أبوها ورتّله الـ"آرتي" اللي هو خد منها البركة، وبعدين راحت لأمها وأخوها. طول الوقت الابتسامة الصغيرة الثابتة على شفايفها ما اتغيرتش. أول ما الصلاة خلصت، كل واحد راح لشغله. هي فضلت في أوضة الصلاة شوية وبعدين راحت ناحية أوضتها. لما رجعت أوضتها، أمها، ماثورا، كانت مستنياها بالفعل. سلّمت على أمها وقالتلها: "يا أمي! إنتي هنا؟ وبدري كده كمان؟".

في الوقت اللي الخادمات بتوعها كانوا واقفين موطيين راسهم، أمها قربت منها وقالت: "كاليندي، العيلة المالكة بتاعة راكشاترا هتبقى هنا الأسبوع الجاي والفرح هيكون بعدها بتلات أيام. عشان كده جيت عشان أديلك شوية مجوهرات جديدة طلبتها من الصايغ. من دلوقتي البسي المجوهرات التقيلة دي بدل الخفيفة اللي بتلبسيها عادة. عشان إنتي مش هتكوني واحدة من أميرات هريداي بورا. إنتي هتكوني الـ"يوفاراني" (وليّة العهد أو زوجة وليّ العهد)، الملكة المستقبلية لراكشاترا".

وهي بتقول كده أمها بصتلها بعيون حنيّنة، ودي حاجة نادرة لأن الملكة دايماً كانت صارمة بخصوص تعليم كاليندي وانضباطها. من وهي طفلة، كاليندي اتهيّأت كويس أوي على إيد أمها عشان تكون زوجة كويسة وملكة كمان. أمها كانت بتفكرها دايماً إن الست ممكن تكون ملكة لمملكة بس بالنسبة لجوزها هي زوجة ولازم تكون دايماً تحت خدمته. وده سبب إن كاليندي وأخواتها من أبوها كمان اتعلموا الطبخ والخياطة والحاجات العادية التانية اللي بيعملوها الخادمات بتاعتهم، جنب التعليم الدراسي بتاع الأميرات.

بعد ما الملكة مشيت من هناك، كاليندي كملت شغلها المعتاد عشان تعدّي الوقت، وده كان الجناين. مع إن الجنينة عامة لكل أفراد العيلة المالكة، فيه جنينة تانية منفصلة فيها شوية ضِل يحمي من الشمس، ودي جنينة خاصة بكاليندي. هي جمعت كتير من النباتات والبذور النادرة اللي صعب يلاقيها الناس العادية أو حتى العيلة المالكة، عن طريق مسافرين وتجار مختلفين من بره البلاد، اللي بتجيبهم لباب القصر الخلفي واحدة من خادماتها الموثوق فيهم، ريخا.

كاليندي كانت رايحة ناحية جنينتها اللي كان لازم تعدّي عشان توصلها من الجنينة العامة بتاعة العيلة المالكة، اللي كانت أختها من أبوها، أوتارا، قاعدة فيها بتاكل مقرمشات وبتنمّ مع شوية من صاحباتها، اللي هما بنات ناس من طبقة النبلاء المهمين. لما شافت كاليندي رايحة ناحية الجنينة الخاصة، أوتارا عملت وش وبصتلها بتجاهل، في الوقت اللي واحدة من البنات سألتها: "يا أميرة أوتارا، أختك مش شبه الملكة أوي. يعني الإشاعات اللي بتقول إنها البنت مش الشرعية للملك حقيقية؟".

بنت تانية نبّهتها وقالتلها: "وطّي صوتك شوية. ده القصر والكلام بالسوء عن الملك جريمة عقوبتها الإعدام". كاليندي تجاهلت كلامهم مع إنها كانت سامعاه بوضوح، ومشيت من غير أي تغيير في تعابير وشها. دي حاجة مش جديدة عليها لأنها سمعت كلام أبشع من كده عن ولادتها، واللي هي نفسها ما تعرفش حقيقته إيه.

أول ما كاليندي مشيت من الجنينة العامة، الأميرة أوتارا ردّت عليهم بضيق: "ما فيش حد في القصر يعرف أي حاجة بخصوص ولادتها. بس الكل متأكد إنها مش شرعية عشان أبويا جابها معاه لما رجع من رحلته، اللي كان بيطارد فيها المتمردين وهزمهم بمساعدة ملك بلد جنبنا. وقتها كمان اتحددت خطوبتها على وليّ عهد المملكة دي. مش عارفة ليه مملكة بالهيبة دي عايزة بنت مش شرعية تبقى ملكتهم المستقبلية. أشك إن وليّ عهدهم يا إما شكله وحش يا إما عنده مرض".

البنات التانيين كمان فكروا في كلام أوتارا وإزاي اقتنعوا إن وليّ العهد شكله وحش. عشان الكل سمع عن إنجازاته لما كان في الـ"جورو كول" العام (مدرسة داخلية للأمراء) لكل الأمراء، وتفوقه اللي خلاه يبقى طالب مباشر عند الـ"جورو" (المعلم) الكبير، ودي حاجة بتحصل مرة كل عشر سنين أو أكتر. بس ما حدش جاب سيرة شكله عامل إزاي عشان كده ما يعرفوش عنه حاجة. اللي البنات ما خدوش بالهم منه كان الغيرة اللي باينة على وش أوتارا.

أوتارا كانت غيرانة إن أختها الكبيرة من أبوها هتكون ملكة راكشاترا المستقبلية، اللي حجمها قد هريداي بورا مرتين. هي نفسها عارفة إن أبوها مش هيتردد إنه يلغي الخطوبة اللي فاتت بتاعة بنته الغالية، لو وليّ العهد شكله وحش. من وهي طفلة، كاليندي كان عندها ميزة إنها البنت الرسمية للملك حتى لو كانت بنت مش شرعية، وده بس عشان الملك حطها تحت رعاية الملكة. وفوق كل ده، الملكة عمرها ما عاملتها وحش ولا سمحت لحد تاني يعاملها وحش. اللي الملك والملكة ما قدروش يتحكموا فيه هو إن كاليندي كانت منعزلة ومهمشة وسط إخواتها من أبوها.

مع ذلك، كاليندي كان ليها نظرة مختلفة لحياتها. ما كانش يفرق معاها إنها تكون منعزلة أو مهمشة من إخواتها من أبوها لأنها هي نفسها ما بتحبش تتعامل مع ناس كتير. ولادتها دايماً كانت بتطغى على صفاتها التانية. بس هي ما عندهاش أي شكوى من ده لأن أمها، الملكة ماثورا، وأبوها، الملك أودايان، عمرهم ما حسسوها إنها غريبة. ده غير أخوها الكبير براتام، اللي حتى أجّل فرحه لحد ما تتجوز.

مع إن أمها دايماً صارمة، عمرها ما بينت أي كره أو قرف ناحيتها. وكاليندي دايماً شاكرة إن عندها عيلة زي دي. لما كاليندي دخلت جنينتها الخاصة، خادمتها ريخا كانت هناك بالفعل وماسكة زرعة جديدة في إيدها. باقي خادمات كاليندي وقفوا بره الجنينة الخاصة لأن كاليندي ما بتحبش أي حد غير ريخا وليخا، خادمتها التانية اللي هي توأم ريخا، يكون جوه الجنينة.

كاليندي سألت ريخا: "الزرعة دي إيه؟ وهتعمل ورد شكله إيه؟". ريخا ردّت: "يا أميرة، دي زرعة أعشاب خاصة جابها تاجر من بلاد فارس لهنا". كاليندي كشّرت لما سمعت الإجابة وقالت: "إنتي عارفة إني ما بحبش الزرع اللي ما فيهوش ورد صح. يبقى ليه جبتي دي. رجّعيها تاني". ريخا ردّت فوراً: "لأ يا أميرة، الزرعة دي ليها استخدامات تانية غير إنها مجرد دواء". وبعدين بدأت تقولها استخداماتها وتأثيرها.

بعد شوية، كاليندي وريخا طلعوا من الجنينة الخاصة بعد ما سقوا الزرع، وفي اللحظة دي جت ليخا وسلّمت عليها. كاليندي هزّت راسها ليها وشاورتلها تكمل، وهما ماشيين راجعين ناحية أوضتها. ريخا وليخا مشيوا وراها على طول، في الوقت اللي باقي الخادمات مشيوا ورا خالص.

بعد ما عدّوا على الجناين العامة، ليخا بدأت تتكلم وتقول: "يا أميرة، النهاردة المحكمة أخيرًا قررت إنهم مش هيستوردوا الخضار من مملكة تشاكياناجارا. وليّ العهد براتام قدر يقنع المحكمة إن الخضار من المملكة دي هيبوظ في فترة قصيرة وده هيكلفنا كتير أكتر من الاستيراد اللي بنعمله دلوقتي. عشان كده رفضوا اقتراح المملكة دي".

كاليندي هزّت راسها ليها وكلهم راحوا أوضتها. وليّ العهد براتام كان بالفعل مستنيها في صالة الزوار بتاعة أوضتها. كاليندي مشّت الخادمات ما عدا ليخا وريخا. براتام سأل: "ليه ما حضرتيش المحكمة النهاردة؟". كاليندي ردّت: "كان عندي شغل تاني مهم، وعمومًا المحكمة ما كانش فيها مناقشة شيقة النهاردة". براتام اتنهّد على لامبالاتها وقال: "عمومًا أنا جيت هنا عشان أشكرك على اقتراحك بخصوص موضوع الاستيراد. بفضلك الكارثة دي اتمَنعت".





ابتسمت كاليندي له بس ما اتكلمتش. براتام كان عارف إن ابتسامتها دي هي أكبر اعتراف ممكن ياخده منها. فـ قام عشان يمشي بس لفّ ناحيتها وقال: "فرحك الأسبوع الجاي. أنا عارف إن إحنا كـ أمراء وأميرات ما بنبقاش لينا حرية اختيار شريك حياتنا أوي، بس عايز أقولك إني دايماً هكون في ضهرك أياً كانت الظروف اللي ممكن تحصل في المستقبل". ابتسمت كاليندي لكلامه وهزرّت معاه: "متشكرة على اهتمامك يا أخويا. وأنا كمان بطمنك إني هكون في ضهرك كل ما تحتاج تبعد عن مراتك".

براتام قلّب عينه من هزارها ومشي من هناك. براتام عمره ما عامل أي واحدة من أخواته من أبوه وحش أو بضغينة. مع إن كاليندي مش أخته من أمه وأبوه، بس هي مميزة أكتر بالنسبة له لأنه هو أول واحد شالها لما أبوهم جابها هنا وأمه رفضت حتى تبصلها. براتام اللي كان عنده خمس سنين ساعتها حبّ أخته فوراً وتقبّلها.

بعد ما براتام ساب أوضتها، كاليندي غيّرت هدومها لحاجة مريحة أكتر وبعدين سألت ليخا: "لسه باقي ساعة على تحضير الغدا صح؟". ليخا ردّت بالإيجاب وبعدين الاتنين راحوا البلكونة ونزلوا باستخدام حبل. بعدين كاليندي اتحركت ناحية الجزء الأكتر كثافة في الغابة عشان مش عايزة حد يشوف وشها، في الوقت اللي ليخا كانت بتراقبها وهي مستخبية على فرع شجرة جنب مدخل الغابة. ريخا هتتصرف في القصر بخصوص مكان كاليندي لحد ما يرجعوا من الغابة.

في الغابة، كاليندي كانت بتدور على هدف وحسّت بملل من الجذوع والأوراق والثمر العادي بتاع الشجر. فـ راحت ناحية البحيرة الصغيرة اللي جوه الغابة واللي بتقسم الغابة نصين. كانت بتدور على هدف لما سمكة فضلت تنطّ بره الماية وترجع تاني جوه الماية. هي تابعت حركتها جوه الماية، واللي عادة الناس التانية ممكن ما يشوفوهاش بوضوح، ورمت سهمها في الوقت المناسب عشان تصطادها. بعدين حاولت تسحب تلات سهام مع بعض في رمية واحدة ونجحت إنها توصل للهدف بسهمين منهم. حسّت بإحباط من ده بس فضلت تتمرن نفس التمرينة شوية كمان وبعدين رجعت.

ليخا نزلت من الشجرة وقالت: "يا أميرة، خلصتي تمرين بدري؟". كاليندي ردّت: "لأ، إحنا جينا متأخر ودلوقتي تقريباً وقت تحضير الغدا". بعدين رجعت القصر بنفس الطريقة وبعد ما لبست هدومها، راحت تحضر الغدا للعيلة المالكة، عشان النهاردة دورها هي اللي تطبخ.

مش حاجة جديدة إن الستات في العيلة المالكة يتعلموا الفنون القتالية. بس الأكيد إنها حاجة نادرة نسمع عنها الأيام دي. القاعدة مكتوبة إن الستات في العيلة المالكة ممكن يختاروا يتعلموا الفنون القتالية بس مش الكل بيطبقها. كل فترة والتانية بتظهر قصة لملكة شجاعة مسكت الحكم بعد وفاة جوزها أو ابنها أو أبوها، بس عدد قليل بس منهم قدروا يحافظوا على مكانهم بوجود ناس مخلصة بتدعمهم.

وهريداي بورا هي مملكة من دول اللي بتخلي القاعدة مجرد اسم بس، في الواقع حتى مش بيسألوا البنات نفسهم عايزين يتعلموا ولا لأ. عشان كده كاليندي خبّت مهاراتها في الرماية عن عيلتها لأن طلبها اترفض من والديها وهي صغيرة. أي حاجة اتعلمتها كانت من كتب وتدريب لوحدها، وكمان من مراقبتها لأخوها وهو بيتدرب قبل وبعد تعليمه في الـ"جورو كول". من بين كل الأسلحة التانية، القوس والسهم بس هما اللي شدّوا اهتمامها. كاليندي كان كل أملها إن الأوضاع تتغير لما أخوها يتولّى الحكم.






راكشاترا

عدّى أسبوع بسرعة ودلوقتي الكل بيجهز للسفر لـ هريداي بورا اللي هتاخد تمن ساعات عشان يوصلوا ليها. بارث جه عشان يساعد أبهيوداي يجهز لأن الكل بقى جاهز ومستني وليّ العهد. لما بارث وصل لأوضة وليّ العهد، أبهيوداي كان جاهز بالفعل وكان لسه هيلبس تاجه اللي بيرمز للوريث الجاي. أبهيوداي بصّ على صاحبه في المراية وهو بيعدّل وضع تاجه.

بارث بصّ عليه وقال: "نمشي يا وليّ العهد؟ الكل مستني". ردّ عليه أبهيوداي بلامبالاة: "أنا شكلي عامل زي اللي فارق معاه؟" بارث اتنهّد وغمّض عينه عشان يهدّي نفسه، ولما فتح عينه بعد لحظة، أبهيوداي ما كانش موجود. بارث قلَق ولِفّ عشان يطلع يجري ورا صاحبه اللي كان ماشي بالفعل في الطرقة. الاتنين وصلوا لصالة الانتظار اللي كل أفراد العيلة المالكة مستنيين فيها ما عدا كوشال.

الملك بصّ على ابنه بسعادة وهو داخل على مرحلة جديدة في حياته. الملك فيرندرا افتكر أبهيوداي الصغير اللي كان بيجيله يجري ويشتكي من والدته. في الوقت اللي الملك كان غرقان في ذكريات الماضي الحلوة، أبهيوداي ما اتفاعلش خالص ولا حتى بصّ لأبوه لأكتر من كام ثانية. نيتارا، الأميرة الوحيدة لـ راكشاترا والأخت غير الشقيقة لـ أبهيوداي اللي عندها ١٤ سنة بس، كانت مبسوطة بس إنها هتستمتع باحتفال جواز، وهتزور مكان جديد، وهتستقبل فرد جديد في عيلتهم المالكة ممكن يصاحبها في وقت مللها.

من ناحية تانية، أورميلا ما كانتش مبسوطة أوي بترتيبات الجواز دي لأن المملكة اللي جنبهم دي واحدة من الممالك المستقلة في بهارات، وقوية جداً بطريقتها الخاصة، مع إنها مش بقوة راكشاترا. ومملكة زي دي هتدعم أبهيوداي دلوقتي، وده عائق تاني لو فشلوا في قتله. وابنها هي تمت خطوبته على أميرة واحدة من المقاطعات التابعة لـ راكشاترا، من غير أي قوة مستقلة حقيقية ليها.

أورميلا ما كانش عندها وقت كتير تفكر في الموضوع ده أكتر لأن الكل راح ناحية المدخل عشان يبدأوا رحلتهم. لما وصلوا المدخل، كوشال كان موجود بالفعل باصص على الفيل الملكي اللي مخصص لوليّ العهد. أبهيوداي جه وقف جنبه وقال: "ميهادوث مش بيحب حد يفضل يبصّ عليه كتير". كوشال طلع من تفكيره وبصّ على أخوه وصاحب الفيل الملكي، وليّ العهد أبهيوداي. اتكلم بصعوبة وقال: "يا أخويا... قصدي يا وليّ العهد، أنا كنت بس معجب بجمال وعظمة الفيل ده". كدب بنعومة عشان يداري إزاي كان بيتخيّل نفسه بيركب الفيل. ووصفه للفيل الملكي ما كانش كدب.

عادة بيبقى فيه فيلين ملكيين، واحد للملك وواحد لوليّ العهد. فيلة الملك ووليّ العهد، بتبقى مزينة بأقمشة دهبية وفضية على الترتيب، بتغطي جبهتهم كلها. بعدين بيبقى فيه سايس بيهتم بالفيل طول الوقت، وقاعد على رقبته. في الوقت اللي ضهر الفيل بيبقى عليه عرش صغير ومعاه شمسية، عشان الشخص اللي راكب عليه يبقى محمي من الحر. الترتيبات دي بتتعمل عشان لما الملك أو وليّ العهد يتمشّى حوالين المملكة لأي غرض، الناس العادية تقدر تتعرف عليهم.

الكل استقرّ على عربياته، الستات دخلوا عربية واحدة بيجرّها حصان، وكوشال وبارث ركبوا أحصنتهم. الموكب ناحية مملكة هريداي بورا بدأ، والناس العادية كانت بتمدح الملك طول الطريق. وبعضهم كان بيدعي لوليّ العهد بحياة هادية ومُنسجمة قدامه. مع إن كان نادر إن الناس تشوف العيلة المالكة إلا في المناسبات، بس كانوا عارفين كويس أوي عن قسوة وليّ عهدهم لما يتكلّف بمسك قضايا أو لما يعاقب مجرمين. ده غير إن مش كل يوم بيتم استخدام الفيلة الملكية من الملك ووليّ العهد. عشان كده منظر الفيلة الضخمة اللي بتحمل أصحابها الأقوياء ما كانش أقل من لحظة "مرة في العمر" بالنسبة للناس.

وصل الموكب عند النهر اللي بيفصل هريداي بورا عن راكشاترا وقرروا يقفوا عشان الغدا. بعد الغدا كملوا الرحلة بالأحصنة والعربات، ومعاهم زحمة الخدم اللي شايلين هدايا عشان يقدّموها للعروسة، وهما بيعدّوا على الكوبري الخشب عشان يعدّوا النهر، والفيلة ماشية في النهر نفسه عشان عمق الماية مش كبير بالنسبة للفيلة. في الآخر، وصل طرف العريس من راكشاترا لـ هريداي بورا.

هريداي بورا

موكب العيلة المالكة بتاع راكشاترا كان معدّي من القرى والشوارع بتاعة هريداي بورا، وكل ده كان بيخلّي الناس اللي في المكان يتسمّروا في مكانهم من الدهشة من عظمة الموكب. بعض الناس الكبار اللي كانوا موجودين في الزحمة كانوا بيتكلموا مع بعض، لما واحد منهم قال: "بصّ على حظ البنت مش الشرعية للملك. بتتجوز في مملكة وعيلة بالهيبة دي، وده كمان وهي الملكة المستقبلية. ربنا أكيد باركلها كتير أوي".

واحد تاني وافق على الكلام وكمل: "وإلا إيه. اتربّت تحت رعاية الملكة ومحمية من الملك ووليّ العهد براتام. حياتها مش أقل من قصة خيالية أسطورية". الموكب عدّى من وسط الزحمة. في الطريق بنات كتير كانوا بيبصّوا بشغف على العريس وكانوا بيحمرّوا وشوشهم بعد ما شافوا لمحة منه. بعد ما عدّى من الشوارع، الموكب الملكي وصل أخيراً لقصر هريداي بورا. عيلة هريداي بورا المالكة، ما عدا كاليندي، كانوا مستنينهم بالفعل جنب مدخل القصر.

وليّ العهد أبهيوداي والملك فيرندرا نزلوا من على فيلتهم وانضمّوا للآخرين. الملكة ماثورا، أم كاليندي، رحّبت بالعريس بعمل الـ"آرتي" وحطّت له علامة على جبينه. بعدين الكل دخل جوه وهما بيتكلموا مع بعض. أوتارا أخت كاليندي من أبوها كانت مذهولة بعد ما شافت أبهيوداي لأنها ما كانتش متوقعة إنه يكون وسيم كده. من ناحية تانية، أبهيوداي اتكلّم مع براتام كلام رسمي بس، زي نقاش بين اتنين وليّ عهد.

وقت ما وصلوا القصر كان المغرب خلاص، فـ الكل راح لأوضته اللي مخصصّة ليه عشان ياخدوا شوية راحة قبل العشا. أورميلا اتكلمت مع الملك فيرندرا وقالت: "يا جلالة الملك، واحنا في الطريق للقصر، الخدم بتوعي سمعوا كلام بين أهل البلد عن إن العروسة بنت الملك مش الشرعية. ده مش ممكن يبوظ سمعتنا بين السلالات الحاكمة التانية؟". ردّ عليها فيرندرا: "يا أورميلا، تفتكري إني ما فكرتش في الحاجات دي؟".

أورميلا رفضت على طول واعتذرت عن غلطتها في التشكيك في قراراته. فيرندرا هزّ راسه ليها وقال: "طالما العروسة متسجّل اسم الملكة إنها أمها، يبقى مش محتاجين نقلق من أي حاجة". أورميلا وافقت معاه وماجادلتش أكتر. عمومًا هي بس عايزة تحلّل مرات ابنها الجديدة وتبعد أي عوائق عن طريق ابنها.

فيرندرا افتكر عن ماضيه لما كانت مراته الأولى تشاندريا عايشة وإزاي بحماس كتبت الجواب عشان يتمّ الخطوبة رسمي بين كاليندي اللي كان عندها خمس سنين وأبهيوداي اللي كان عنده تمن سنين. كانت هتبقى مبسوطة قد إيه النهاردة لو كانت هنا. اتنهّد على الذكريات بس فجأة حسّ إن أورميلا بتحضنه من الجنب. ابتسم لها وطمنها إنه كويس، وهو بيفكر إنها قلقانة عليه. بس أورميلا بس ما كانتش عايزاه يفضل سرحان في أفكار منافستها الميتة.

دلوقتي خلاص وقت العشا، الكل اتجمع في أوضة الأكل وقعدوا على الأرض وقدامهم ترابيزة خشب صغيرة. الخدم جم وحطّوا الأطباق على الترابيزة الخشب دي، وطبق طبق الخدم جابوا كل الأصناف. بعدين أبو كاليندي، الملك أودايان، نادى بصوت عالي: "اهي العروسة جت، واللي طبخت لنا كلنا النهاردة".




الكل لفّ عشان يشوفها، بمن فيهم أبهيوداي. كاليندي دخلت صالة الأكل وهي لابسة ساري معمول كسرات مظبوطة ومتثبّتة على كتفها بدبوس. شعرها الطويل كان مضفّر، ومجوهرات دهب بتزين الضفيرة كلها. راسها كمان كانت متزيّنة بحليّ دهب، وبعدين حلقان وعقود وهكذا. الملك فيرندرا ابتسم لها ورحّب بيها بكلام دافي. أورميلا والآخرين كمان ابتسموا لها، في الوقت اللي العريس ما قالش حاجة ولا بيّن أي تعبير. حتى بارث ما قدرش يفهم هو بيفكّر في ترتيبات الجواز دي إزاي، بس حاجة واحدة كان متأكد منها وهي إن أبهيوداي عمره ما هيرفض كلام والدته.

لما كاليندي كانت هتبدأ تسقّي أبوها الأكل، وهو الوحيد اللي كانت بتسقّيه عادةً، أمها ماثورا قالت: "كاليندي، النهاردة مش لازم تسقّي أبوكي. سقّي الأكل لوليّ العهد أبهيوداي". أبهيوداي بصّ على الملكة ماثورا وبعدين على كاليندي اللي هزّت راسها ببساطة موافقة على كلام أمها. بعدين قربت منه ووطّت وسقّت له أنواع الأكل المختلفة. طول الوقت هو ما اتفاعلش مع أي حاجة، في الوقت اللي عيون كتير كانت عليهم، بعضها فيه هزار ومرح، وبعضها فيه سعادة وفرح، وبعضها فيه غيرة وغضب.

أول ما سقّت له، استنّت جنبه عشان تسقّيه أي حاجة تانية لو احتاج. دي كانت العادة اللي الأميرات التلاتة بتوع هريداي بورا اتعلّموها ومشوا عليها لحد دلوقتي. لازم يسقّوا أبوهم الأكل، كل ما يجي دورهم في الطبخ، ويستنّوا جنبه لحد ما يخلّص أكل. دلوقتي، كاليندي كانت مستنية ورا أبهيوداي وهو لفّ شوية عشان يبصلها من الجنب مرة واحدة وبعدين كمل أكله. أهل راكشاترا ما استغربوش أوي لأن دي بعض العادات الموجودة في بهارات كلها، بس معظم العائلات المالكة مش بتطبّقها الأيام دي لأن الأميرات أصلاً ما يعرفوش المطبخ مكانه فين.

الملك فيرندرا مدح مهاراتها في الطبخ وإن الأكل طعمه حلو. بعدها على طول أورميلا كمان مدحت طبخها، لما فجأة زوجة أبو كاليندي قالت: "يا أميرة كاليندي، أعتقد كان ممكن تحطي بهارات أكتر للطبق ده". لمّا سمع ده بارث بصّ على الست الكبيرة دي باتهام، وبقه مليان من نفس الطبق ده، لأن الأكل كان ألذّ من اللي ممكن طباخ راكشاترا الملكي يعمله في حياته. اتنهّد جوّه نفسه من التشابه بين العريس والعروسة في وجود زوجة أب شريرة. طلع من المقارنة الذهنية بين زوجتين الأب دول لما زوجة أخوه المستقبلية (حماته المستقبلية) كاليندي ردّت على زوجة أبوها بنفس النظرة الهادية على وشها: "هصلّحها أكيد المرة الجاية يا شوتي ما (تقصد يا زوجة أبي الصغيرة)".

أبهيوداي وقف أكل لحظة وبصلها من الجنب وبعدين كمل أكل. فجأة الملك فيرندرا كحّ كحّة خفيفة والخادم اللي جنبه ناولُه ماية. بس بسرعة الكحّة اشتدّت وبدأ ياخد نَفَس بصعوبة. ده لفت انتباه الكل، وبسرعة الكل قرب منه عشان يتطمن عليه أو يساعده بأي حاجة يقدروا عليها. كاليندي كمان قربت من الملك وطلبت من الكل ما يتلمّوش حواليه عشان يقدر ياخد نفسه. بعدين بالراحة بدأ ياخد أنفاس طويلة وبعدين رجع طبيعي بالتدريج.

حتى أورميلا كانت قلقانة، لأن موت الملك ممكن يخليها مش موجودة على الساحة، بما إن أبهيوداي هيتولّى الحكم. الكل اتنهّد بارتياح خصوصاً عيلة هريداي بورا المالكة، لأن الجواز ده كان هيبقى في خطر، معاه العلاقة الطيبة بين المملكتين.

بعدين كاليندي بصّت ناحية أبهيوداي اللي ما اتحركش ولا ملّي من مكانه، حتى بعد ما أبوه نفسه كان بيواجه تجربة قريبة من الموت. وفوق كل ده، هو لسه بياكل أكله ومش فارق معاه أي حاجة في الدنيا. قربت منه ووقفت وراه وهو لسه بياكل، لازم تبقى موجودة عشان تسقّيه. ما عدا الملك فيرندرا اللي رجع أوضته يستريح، كل اللي موجودين الباقيين بالتدريج كملوا أكلهم وماخدوش بالهم من تصرف أبهيوداي. بارث كان عارف بالفعل العلاقة المتدهورة بين الأب والابن، فـ ما اعتبرش تصرف أبهيوداي حاجة جديدة. بعدين أبهيوداي خلّص أكل ومشي. بعدها على طول كاليندي رجعت أوضتها وطلبت إن الأكل يجيلها هناك.

أول لقاء حصل، وأول انطباعات اتكوّنت. أول انطباع ليها عنه إنه "راجل خالي من المشاعر". أول انطباع له عنها إنها "واحدة خاضعة وضعيفة". خلينا نشوف إذا كانت دي شخصياتهم الحقيقية.





قصر هريداي 

الكل راح ينام، وكان فيه أوضتين بيدور فيهم كلام. في أوضة أبهيوداي، بارث سأل أبهيوداي: "إيه رأيك في مرات أخويا؟". فـ أبهيوداي رفع حاجبه وقال: "لسه ما بقتش مرات أخوك". بارث قلّب عينه من الرد ده وقال: "أيوه بس ليا الحق أقولها يا مرات أخويا، خصوصاً بعد ما بسمع منك طول الوقت إنك مخطوب".

أبهيوداي قال: "أنا ما قولتش كده طول الوقت. ده كان بس لما بتعوزني أبص على شكل بنات وأعلّق عليه، كنت برفض وبقول إني مخطوب. بس كده". بارث ردّ: "أيوه، هي دي الفكرة. إنت حبيتها أصلاً من غير ما تشوفها. إنك تبقى مخلص لها بمجرد خطوبة دي حاجة مش صغيرة. عمومًا بقى قولي، إيه رأيك في مرات أخويا؟".

أبهيوداي ردّ: "أولاً، إني أكون مخلص ملوش دعوة بإني بحبها ولا لأ. مش مهم أنا مخطوب لمين. أنا كنت عايز أبقى صادق فـ عملت كده. دلوقتي بالنسبة ليها، أعتقد إنها مش هتقدر تعيش كتير في قصرنا. شكلها ست ضعيفة إنها تتعامل مع المؤامرات والفخاخ اللي في قصرنا".

بارث كمل سؤاله: "طيب هتعمل إيه بخصوص ده؟". أبهيوداي بصّ على صاحبه اللي لسبب ما كان باين عليه القلق أكتر على مرات أخوه الجديدة وقال: "أعمل إيه؟ القصر هو ساحة قتالها وبقائها. بالظبط زي ما هو بالنسبة لي. على الأقل لحد ما أتولّى الحكم". بارث ما عرفش يقول إيه. "هتقبلها مراتك وتحبها؟"، بارث سأل صاحبه آخر سؤال. فـ ردّ عليه

أبهيوداي: "هديها كل حقوقها كـ مراتي وملكتي. وإنت عارف كويس أوي إني ما بأمنش بالمشاعر، لأنها ببساطة بتخلي الناس ضعيفة. أتمنى تكون خدت إجابتك". وهو بيقول كده، أبهيوداي راح على سريره. بارث طلع من الأوضة وبصّ وراه مرة على صاحبه واتنهّد وهو رايح ناحية أوضته. كل اللي قدر يعمله هو إنه يدعي إن صاحبه يبقى عنده عيلة مش مجرد اسم بس، لكن عيلة فيها اتصال عاطفي كمان. كان بيتمنى لصاحبه يبقى فيه حد في حياته يهتم بيه ويقلق عليه، واللي عشانه ممكن يحارب الدنيا كلها من جديد.

في نفس الوقت في أوضة تانية في القصر، كاليندي كانت لسه نايمة على سريرها وعينيها مقفولة، بطريقة مش لايقة بالأميرات، ولابسة تنورتها والبلوزة بس، في الوقت اللي مجوهراتها والقماش الحرير اللي كان لافف على الجزء الفوقاني من جسمها، كانوا متشالين ومحطوطين بعيد. ما حدش بيدخل أوضتها من غير ما يستأذنها وهي موجودة. عشان كده مش لازم تقلق بخصوص اللباقة دلوقتي. ريخا وليخا كانوا واقفين جنب السرير. ريخا سألت: "يا أميرة، ممكن أسألك على حاجة؟".

كاليندي عملت صوت "همم" كإجابة معناها إنها تكمل، وبعدين ريخا سألت: "إيه رأيك في وليّ عهد راكشاترا؟". كاليندي فتحت عينيها وسكتت لحظة قبل ما تردّ: "هو شخص خالي من المشاعر". بعدين صرخت بعد ما وقفت من على السرير: "يعني مين ممكن يكون قلبه جامد كده ويكمل أكله في الوقت اللي فرد من عيلته بيواجه موقف طارئ كان ممكن يؤدي للموت. وده كمان لما المشكلة لأبوه هو؟ مش قادرة أصدق ده. مش عارفة إيه اللي هيحصل بعد ما أتجوزّه".

ريخا وليخا وقفوا يسمعوا أميرتهم بترغي من غير ما توقف وهي رايحة جاية، وده مش جديد عليهم. هما الاتنين الوحيدين اللي يقدروا يقولوا إنهم يعرفوا كاليندي من جوه ومن بره. لأن أخوها وأمها كمان ما يعرفوش للدرجة دي. ليخا قطعت كلام كاليندي وهي بترغي وقالت: "طيب إيه اللي إنتي مستنياه منه يا أميرة؟ عايزاه يحبك من غير شروط؟".

لمّا شافت تعبير ليخا الحالم وهي بتسأل السؤال ده، كاليندي ردّت وهي بتكشّر مناخيرها: "ما تبقيش واهمة يا ليخا. الحب مبالغ فيه أوي. خصوصاً في الجوازات الملكية، الواحد عمره ما يتوقع الحب. وده كان أول درس اتعلّمته بعد ما شفت أمي. كان لازم تقبل مراتين كمان لأبويا، وفوق كل ده طفل مش معروف على إنه ابنها. الستات ملعونين إنهم يعيشوا حياة زي دي". كاليندي وقعت تاني على سريرها لما ريخا سألت: "طيب إزاي ناوية تعيشي هناك يا أميرة؟ هتفضلي على نفس الوشّ اللي بتعمليه قدام أهلك، بخصوص مواهبك واهتماماتك؟".

كاليندي ضحكت وقالت: "مش سهل تحافظي على وشّ قدام الشخص اللي هتقضي معاه بقية حياتك. بس لو هو نفس الشخص الخالي من المشاعر اللي شفته النهاردة، ومش مهتم بوجودي، يبقى مش هتكون مهمة صعبة إني أحتفظ بنفس الوشّ". كاليندي سكتت بسؤال تاني من ريخا: "إيه اللي هيحصل لو حبيتيِه؟".

بعد لحظات قليلة، كاليندي ردّت: "زي ما قلت قبل كده، أنا مش هقدر على إني أحب جوزي اللي هو ملك المستقبل. بما إن الملك بيكون عنده زوجات وأطفال كتير، وده بيخلّي فيه عداوة بينهم وده بيسبب فوضى جوه القصر. بس لو في الآخر حبيته وحبي ده كان متبادل، يبقى الناس هتعرف إني ما بتشاركش في اللي بتاعي". بعد كده، التلاتة خلصوا آخر شوية في التوضيب وراحوا يناموا.

تاني يوم كان يوم حنة وترتيبات العروسة والعريس، واللي هتتعمل كل واحد لوحده. بعد الضهر، حنة أبهيوداي كانت خلصت بالفعل، ودلوقتي حنة كاليندي شغالة وهيتبعها مراسم نقش الحنة (الميهاندي) بالليل. أخوات كاليندي من أبوها كانوا موجودين كمان. وواحدة من الستات، مرات وزير، كانت معزومة للحفلة، سألت زوجة أبو كاليندي: "يا ملكة صغيرة (يا مرات الملك الصغيرة)، إمتى هتجوّزي الأميرة أوتارا؟ هي كمان أصغر من الأميرة كاليندي بسنة واحدة صح؟".





ردّت عليها أم أوتارا: "أيوه عندك حق. والملك بتاعنا عارف يختارلها مين، زي ما عمل مع الأميرة كاليندي. عشان كده مش محتاجين نقلق من ده". لمّا سمعتها، الملكة ماثورا ابتسمت بخفة ورجعت تاني تبصّ على بنتها، اللي بشرتها كانت بدأت خلاص تلمع زي الدهب. بس مرات الوزير دي ما سكتتش، كملت: "طبعاً يا ملكة صغيرة. مين يعرف أحسن من الملك؟ أنا سألت السؤال ده لأني عرفت إن الأمير الصغير بتاع راكشاترا، أخو العريس، مخطوب بالفعل. وإلا كان ممكن الأميرتين بتوعنا يعيشوا في نفس المكان".

الملكة ماثورا ما اهتمتش بكلامهم، وأخيراً المراسم خلصت. ليخا كانت مع كاليندي وهي رايحة أوضتها، في الوقت اللي ريخا كانت راحت هناك بالفعل عشان تجهز حمام، عشان كاليندي تقدر تشيل الحنة بسرعة. وهي في طريقها، كاليندي وقّفتها أختها من أبوها، أوتارا. كاليندي احتفظت بتعبيرها الحيادي وبصّت لأختها من أبوها من غير ما تتكلم. بعدين أوتارا قالت بسخرية: "شكل أختي مستعجلة تبقى يوفاراني (وليّة العهد) بتاع راكشاترا؟".

لما كاليندي ما ردّتش أي حاجة، أوتارا كملت: "بس ما تعلّيش آمالك أوي. أنا هطلب من بابا إنه يثبّت خطوبتي على وليّ العهد أبهيوداي، بعد جوازك. عارفة إنه مش هيوافق، بس ممكن أقنعه إني هبقى سند لأختي لما مراتات تانيين يدخلوا القصر بعدي. فـ ممكن ياخد وقت، بس أنا هخلّي ده يحصل. استعدّي ترحّبي بأختك كـ ضُرّة ليكي كمان".

أوتارا كانت مستنية تشوف تغيير في تعبير كاليندي، بس ابتسامتها الساخرة اتمسحت من على وشها لمّا سمعت الرد. "أهلاً بيكي يا أختي"، ردّت كاليندي بنفس الصوت الهادي ونفس التعبير الحيادي. الهدوء والحيادية اللي أوتارا ما قدرتش توصل ليهم، ودائماً كانت بتتنقد عليهم من مُدرّسينهم والملكة كمان.

لما كاليندي كانت لسه هتمشي، أوتارا قالت بغضب: "خلي بالك يا أختي. عشان أول ما أدخل القصر، المسألة هتبقى وقت بس قبل ما تبقي خلاص". تهديدها الخفي عمل شرخ صغير في وشّ كاليندي الحيادي دايماً، اللي بان عليه ابتسامة صغيرة. أوتارا مشيت من هناك، بس ما كانتش عارفة نتيجة الابتسامة دي اللي هي طلعتها على وش كاليندي. بس ليخا كانت عارفة الابتسامة دي كويس أوي، وبعدين مشيوا من الطرقة.

أبهيوداي اللي كان ماشي ناحية صالة المراسم عشان الطقس اللي بعده، صدف إنه سمع الكلام ده، وهو واقف في الممر على شمال الطرقة، وده خلّاه مستخبي عن عين الأختين. وإجابة كاليندي لأختها من أبوها خلّت حكمه على شخصيتها أقوى. وهو بيتنهّد، اتحرك ناحية صالة المراسم، اللي صاحبه كان مستنيه فيها. في المراسم بتاعته الاتنين، أورميلا ما شاركتش في أي طقوس، لأنها مش عايزة تفقد هيبتها قدام الكل. مراسم نقش الحنة (الميهاندي) كمان خلصت بالنسبة له، واللي تبعتها مراسم نقش حنة كاليندي.

بعد ما كل الطقوس خلصت، كاليندي رجعت أوضتها عشان تاخد راحة كويسة ليلة الجواز اللي بكرة. قبل ما تنام على طول، طلبت من ريخا: "يا ريخا، شكله جه وقت اختبار العشبة الجديدة اللي جبتيها الأسبوع اللي فات". الخادمتين الاتنين بصّوا لبعض بصّة معبرة وراحوا ينفّذوا الشغل المطلوب منهم.

يتبع يا قمر ....

تعليقات

  1. وزير المالية أحمد كجوك يقول خلال لقائه ممثلي شركات الفرنسية بمنتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاستثمار إن الحكومة سجلت أعلى إيرادات ضريبية منذ سنوات بنسبة 38% دون فرض أعباء جديدة مع بدء مسار الثقة والشراكة مع مجتمع الأعمال

    ردحذف
  2. انا الوحيده الي عندي تروما من اسامي الروايات ؟ 😭😹
    يعني بقيت بخاف من الاسامي بجد من كتر العجايب الي قراتها قبل كده ف اي اسم بيبقي قريب من اسماء روايات بير السلم حتي لو كانت الروايه كويسه بخاف منها
    كان من قريب شوفت ترشيح روايه اسمها حلو ومضمونها بير سلم ع اعلي مستوي منها لله من يومها وانا شغفي م..ات 😭😭😹
    عذرا ع هذا العبث بس بجد بسببكم بقيت اخاف من اسامي الروايات 🤌

    ردحذف
  3. رواية مش واخدة حقها خالص
    لما تبقى رواية سرد فوق التحفه،
    وبتتكلم عن امراض كتير وبتثقفك
    بتوعيك،
    فيها اقتباسات بعد كل حوار
    بتوريك جوانب المختلفة للحب
    يبقى لازم شوية دعم وصدقونى لو قريتم اول اقتباس فى الرواية مش هتعرفو تطلعوا منها من حلاوتها💗💗💗💗
    الرواية مريض نفسى بالفطرة
    للمبدعة Hader Mohamed

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX