رواية الذاكره السوداء
هل الذاكره السوداء (طريق الغابة)
2025, عبدالرحمن إسماعيل
رعب
مجانا
رحله مدرسيه عاديه... تتحول الى كابوس لا ينسى. غابه معزوله، اسرار مدفونه، واصوات تنادي من الماضي. كل خطوه تقرّبهم من الحقيقه... او من نهايتهم. هل ستنجو الذاكره؟ ام تبتلعهم الظلال؟ رواية غامضة عن "خالد"، شاب فقد ذاكرته في حادثة غامضة أثناء رحلة مدرسية. بعد سنوات، يعود كمدرس لنفس المدرسة، وهناك تبدأ الأحداث الغريبة في الظهور من جديد
خالد
فقد ذاكرته بالكامل في حادثة غامضة وقت ما كان طالبًا. رجع بعد سنوات كمدرس في نفس المدرسة اللي حصلت فيها الحادثة. هادي، ذكي، وعنده فضول داخلي يخلّيه دايمًا يدور على الحقيقة رغم خوفه من اللي ممكن يكتشفه.أحمد
بيخاف على أخوه جدًا. عنده إحساس إن الرحلة دي هتكون مختلفة، ودايمًا بيلاحظ التفاصيل الصغيرة اللي غيره مش بياخد باله منها.سارة
رقيقه وبتحب صحابها جدًا، وحساسة تجاه فكرة الفُراق. ليها علاقة قوية بـ ليلى، وبتخاف من المجهول.
"اسمي خالد... والمدرسة دي هي كل اللي فاضل من ماضيّ." من سنين، حصلتلي حادثة في رحله تبع المدرسة. محدش عرف إيه اللي حصل بالظبط... ولا أنا حتى. صحيت في المستشفى، فاقد كل حاجة... اسمي، أهلي، صحابي، وحتى ذكرياتي. قالوا إنها كانت "حادثة غريبة"، بس مفيش دليل، مفيش شهود، ومفيش تفسير. أنا الوحيد اللي خرجت منها... بس خرجت منها فاضي. والشرطه وصلتني لاهلي لاني ما كنتش فاكر عنواني او اسمي او اهلي او اي حاجه ولما رجعت بداوا يفكروني بنفسي زمان وعن صحابي وعن كل حاجه. وبعد كده بدأت من الصفر. علّمت نفسي من أول وجديد، تعبت، ذاكرت، كافحت، ورجعت... رجعت لنفس المكان اللي فقدت فيه كل حاجة. النهارده... أنا بقيت مُدرس للمرحلة الثانوية في نفس المدرسة. بس السؤال اللي عمره ما سابني: أنا ليه فقدت الذاكرة؟ وإيه اللي حصل فعلاً في اليوم ده؟ في صباح هادئ داخل أسوار المدرسة الثانوية، وقف الأستاذ خالد في ساحة الطابور، ماسك ورقة في إيده وعينيه بتلمع بحاجة غريبة... مش فرحة، ومش قلق... حاجة بين الاتنين. رفع الاستاذ خالد صوته وقال: "أحب أبلغكم إن المدرسة قررت تنظم رحلة تخييم لمدة ٣ أيام في الغابة. الهدف منها إننا نقضي وقت حلو ونكون ذكريات قبل ما نتخرج من المرحلة الثانوية ونتفرق." المشرف هاني كان واقف وراه، بيبص للطلبة بنظرة هادية، وقال بنبرة غامضة شوية: "افرحوا بالرحلة... الأماكن الجديدة ساعات بتفتح جوانا حاجات قديمة." الطلبة بدأوا يتبادلوا النظرات... ضحكات خفيفة خرجت، بس وراها حاجة حزينة. سارة ابتسمت وهي بتبص لصاحبتها ليلى وقالت بنبرة هادية: "آخر مرة هنكون فيها كلنا مع بعض كده..." ليلى ردت بنبرة حزينة وهي ماسكة إيد سارة: "مش عايزة الرحلة دي تخلص أبدًا... أنا مش متخيلة إننا مش هنشوف بعض كل يوم بعد كده." مروان كان واقف جنب سالم، وقال له وهو بيبص في الأرض: "كل واحد فينا هيروح في اتجاه... أنا قدمت في كلية الهندسة، وانت عايز تسافر بره، صح؟" سالم ضحك بخفة وقال: "آه... أبويا رتبلي أدرس في كندا، بس والله يا مروان، قلبي مش مطاوعني أسيبكم." رامي دخل وسط الكلام وهو رافع حاجبه ومبتسم: "هو أنا بس اللي حاسس إننا بنحضر لفيلم وداع؟ ناقصنا بس موسيقى حزينة في الخلفية!" ضحكوا كلهم، لكن ضحكتهم كانت فيها وجع. أحمد كان قاعد وراه، بيكلم يوسف أخوه الصغير: "انبسط يا يوسف، الرحلة دي مش هتتكرر، وأوعى تسيبني لحظة." يوسف رد بحماس وهو بيهزر: "متقلقش يا كابتن، أنا وراك زي ظلك!" شهد بصت ناحية زياد وسألته بهدوء: "هتوحشنا يا زياد لما تسيبنا وتشتغل؟" زياد قال بنبرة باردة شوية، لكنها صادقة: "مش عارف ليه حاسس إن الرحلة دي هتفضل في دماغي طول العمر..." الطلبة ركبوا الأوتوبيس واحد ورا التاني، شنطهم الكبيرة، مخداتهم، واللمبة اللي بتشتغل على البطاريات. ضحكهم كان عالي، المزيكا شغالة، لكن عيون بعضهم كانت بتسرق لحظات تأمل من الشباك... كأنهم بيحاولوا يحفظوا ملامح بعض. وفي وسط كل ده، وقف الأستاذ خالد جنب الأوتوبيس يتأكد إن الكل ركب. وهنا... ظهرت ست عجوز، لابسة أسود، وشها مليان تجاعيد، لكن عينيها سودة وساكنة كأن الزمن وقف فيها. قربت منه وقالت بصوت خافت، مبحوح، فيه رعشة وغموض: "رجعت لمكانك يا خالد... بس المرادي... الغابة مش ناوية تسيبك تخرج." خالد اتجمد مكانه. بص لها باستغراب وقال: "حضرتك تقصدي إيه؟ أنا معرفش حضرتك." لكنها ما ردتش. بس ابتسمت ابتسامة خفيفة، مش مطمئنة... ولفت ومشيت. سحب خالد نفسه، قلبه كان بيدق بسرعة. وفجأة، الهوى لف حواليه نسمة باردة، والشمس اختفت ورا سحابة تقيلة. في اللحظة دي، أحمد نزل راسه من شباك الأوتوبيس وسأل: "مين الست اللي كانت واقفة معاك يا أستاذ؟ شكلها غريب كده." خالد رد وهو بيحاول يخبّي ارتباكه: "معرفش... قالتلي كلام غريب، بس شكلها ضايعة ولا حاجة." هز دماغه وقال لنفسه: "أكيد ست هبلة... يمكن فاكرة حد تاني." وركب الأوتوبيس وهو بيحاول ينسى اللي حصل... لكن نظرة الست كانت لسه محفورة في عقله، بتكرر جملتها في ودنه كأنها تعويذة.
تعليقات
إرسال تعليق