روايه الحصاد الأخير

الحصاد الأخير

2025, هاني ماري

فانتازيا

مجانا

الرواية بتحكي عن عالم مصاصي الدماء سيطروا فيه على البشر وبقوا بيعاملوهم بقسوة وذل. كل سنة، ملك مصاصي الدماء الجبار بيختار مجموعة بنات صغيرة من كل بلد في حاجة اسمها "الحصاد". بيجي دور أماريليس، بنت بسيطة ومش شايفة نفسها حلوة، بس بتخاف من الموقف ده أوي. بالرغم من ده، الملك بيختارها بعنف مفاجئ قدام عيلتها وأصحابها المحطومين. لحظة الاختيار دي بتعمل إحساس غريب وقوي بينها وبين الملك، يمكن يغير مصيرها بعد كده.

أماريليس

بنت عندها تمنتاشر سنة، طول عمرها مكانتش بتصدق في حكايات مصاصي الدماء. بتشوف نفسها عادية ومش حلوة واتعرضت لتنمر كتير، بس هي ذكية. عاشت في حماية شديدة بعد سيطرة مصاصي الدماء. بالرغم من خوفها، حست بإحساس غريب وقوي لما الملك قرب منها واختارها.

أولريك

ملك مصاصي الدماء الجبار، بيحكم بقاله تلات قرون. معروف بقسوته وبروده وسيطرته المطلقة على البشر اللي بيشوفهم أقل منه. شكله ضخم وقوي جداً وعينيه ليها وصف مميز. بيعمل كل سنة اختيار للبنات اسمه "الحصاد" وهو اللي اختار أماريل

لوكا

أخو أماريليس الكبير اللي بيحاول يهديها ويكون سند ليها.
تم نسخ الرابط
روايه الحصاد الأخير

وهي صغيرة، كانت دايماً بتسمع الحكايات الخيالية دي. الحكايات اللي عن الساحرات، ومصاصي الدماء، والمستذئبين، والعفاريت. محدش كان بيصدق الحكايات دي بجد. إزاي ممكن مخلوقات خيالية زي دي تكون حقيقية؟ بس... طب لو كانوا حقيقيين؟

أماريليس تايت ويستباي عمرها ما صدقت الحكايات دي، حتى لما أخوها الكبير لوكا كان بيحاول يخوفها. لما كبرت، استمتعت بقراية روايات رومانسية خيالية مبنية على مخلوقات خارقة للطبيعة، بس برضه عمرها ما صدقت. مخلوقات بتمص الدم وشكلها زي البني آدمين وعينيها حمرا نار، ببساطة مكانوش حقيقيين في دماغها. لكن، أماريليس كانت بعيدة كل البعد عن الحقيقة.

أولريك نيكسون بوسيليكو كان ملك مصاصي الدماء بقاله تلات قرون. مسك الحكم في عيد ميلاده الخامس والعشرين، وهو ده السن اللي مصاصي الدماء الملوك بيبطلوا يعجزوا فيه. أما مصاصي الدماء العاديين أو اللي مش من العيلة المالكة فكانوا بيبطلوا يعجزوا في عيد ميلادهم التالت وعشرين. أهله كانوا حكموا أربع قرون قبله قبل ما يمسك السلطة، بس كانوا عايزين يتنازلوا عن الحكم ويقضوا وقت أكتر مع بعض.

لمدة ميتين سنة، محدش في مملكته شاف حتى أبسط شكل لابتسامة ممكنة. أولريك كان راجل قاسي، بارد زي التلج، ومفيهوش مشاعر. هو كان بيهتم بعدد قليل ومختار من الناس في حياته، وحتى العدد ده قل مع السنين.

مملكته كانت بتحبه وبتحترمه، بس عمرهم ما كانوا بيردوا عليه أو يعصوا أوامره لإنهم كانوا عايزين يفضلوا عايشين. هو كان راجل قوي وشرس، الكل كان بيخاف منه بس بيحترمه جداً. أولريك كان بيحمي شعبه ومستعد يضحي بحياته عشانهم لو احتاجوا ده. بس مفيش حد أبداً كان قوي كفاية إنه يقتل أولريك، لأنه كان ملك مصاصي الدماء.

مع مرور السنين، غضبه من جروحه القديمة ظهر في صورة واقع مظلم وملتوي. مكانش فارق معاه يحب أو يهتم بأي حد تاني.

ميله للعنف زاد وغضبه كمان زاد. كان بيطلع غضبه على البشر، النوع اللي أولريك كان شايفه ضعيف وأقل من مصاصي الدماء. قريب، إمبراطوريته كبرت في كل حتة في العالم ومصاصي الدماء سيطروا.

مصاصي الدماء كانوا بيعاملوهم وحش أوي. حطولهم قوانين صارمة يعيشوا بيها، ولو عصوا، أي مصاص دماء كان هيحب يمتص الدم من جسمهم. كل البشر في العالم أجبروا إنهم يعيشوا في مدن صغيرة حوالين البلاد. أجبروا يعيشوا في مدن صغيرة زي دي عشان مصاصي الدماء يقدروا يحكموا عليهم ويخلوهم تحت السيطرة.

مرة في السنة، ملك مصاصي الدماء كان بيلف على الولايات المتحدة - هي دي المكان اللي المملكة فيه - ويروح مدينة مختلفة. كان بيجمع كل البنات اللي سنهم من ستاشر سنة لأربعة وعشرين سنة من المدينة. البنات أجبروا يقفوا في صف، والملك يتفرج عليهم عشان يقرر هيختار مين. كان بيختار البنات اللي شايف إنهم أنسب يكونوا خدامين ليه، سواء كانت طباخة، أو عاملة نظافة، أو شغالة في مزرعة، أو مصدر دم للعيلة المالكة، أو لعبته الشخصية. أي بنت كان بيتم اختيارها عمرها ما كانت بترجع تاني.

دلوقتي جه دور أماريليس. هي بنت عندها تمنتاشر سنة، عايشة في حماية ومشافة خير أبداً (بريئة). من ساعة ما مصاصي الدماء سيطروا وهي عندها تمن سنين، أبوها كان حابسها في البيت حبس صارم. أماريليس مكانش عندها مشكلة مع كده، لإنها مكانتش عايزة تبقى بره في المكان اللي مصاصي الدماء ممكن يمسكوها فيه. بس دلوقتي بما إن الملك جه، مفيش كتير تقدر تعمله عشان تبعد عنهم.
 
 
 
 
 
 
"يا لوسيندا، كل حاجة هتبقى كويسة. يمكن متتختارش"، ده اللي قاله جوزيف، أبو أماريليس، لأمها. كان بيحاول يهدي أم أماريليس اللي لسه هي وبقية العيلة عارفين إن الملك هيزور بلدتهم.

أماريليس نفسها مظهرتش أي رد فعل قوي أو درامي زي أمها اللي كانت بتعيط بحرقة في المطبخ. بدل كده، قعدت على كنبة الصالون وبتبص على صورة للعيلة متعلقة على الحيطة كانت متاخدة قبل ما مصاصي الدماء يسيطروا.

الصورة كانت متاخدة من عشر سنين لما أماريليس كان عندها تمن سنين، قبل السيطرة بكام يوم بس. العيلة كانت في فسحة مع أصحابهم، وبيستمتعوا بآخر أيامهم مع بعض وهما ميعرفوش. بعد الصورة دي بفترة قصيرة، مصاصي الدماء طلعوا من الضلمة وسيطروا على العالم.

قبل كده، مصاصي الدماء كانوا مجرد شخصيات خيالية في القصص، بس كانوا برضه كائنات حقيقية عايشة في الضلمة. محدش من البشر كان شافهم قبل كده عشان ده اللي مصاصي الدماء كانوا عايزينه. مكنوش عايزين بني آدمين رخمة تتدخل في شغلهم. لكن، من عشر سنين، قلبوا الموازين. قرروا إن البشر نوع أقل منهم ولازم يتحط في مكانه.

في خلال كام يوم، كل البشر اتجمعوا واتقسموا على مدن صغيرة عشان مصاصي الدماء يقدروا يتحكموا فيهم أحسن. كمان أجبروا البشر يلتزموا بقوانينهم ولو معملوش كده، هيتم قتلهم.

محدش كان مسموحله يسيب البلد اللي اتخصصتله. العائلات مشافتش حبايبها بقالها عشر سنين. أماريليس مشافتش أجدادها، خالاتها، أعمامها، أو بنت عمها بقالها عشر سنين. كانت مفتقدة قضاء الأعياد زي الكريسماس مع عيلتها كلها. قانون تاني فرضوه مصاصي الدماء، أعياد البشر مبقاش مسموح الاحتفال بيها.

كان فيه مدرسة واحدة في كل بلد بتدي تعليم أساسي. لو طفل عايز ياخد دروس تقوية، أهلهم هما اللي هيضطروا يعلموهم عشان مصاصي الدماء مكنوش عايزين يضيعوا مجهودهم في تعليم البشر الضعيفة والأقل منهم. لكن، كان فيه برضه حصص مخصصة لثقافة مصاصي الدماء وعاداتهم، وتاريخهم، وإزاي النظام الملكي بتاعهم شغال.

أماريليس كانت بنت صغيرة ذكية جداً. علمت نفسها كل حاجة عرفتها مكانتش بتتعلمها في المدرسة. كانت متفوقة في المدرسة بس كانت تتمنى يكون فيه مواد أصعب متاحة ليها. كان عندها أحلام تكبر وتبقى دكتورة، تحديداً دكتورة غدد صماء. كانت عايزة تقدر تساعد الناس اللي عندها مشاكل في الهرمونات أو مشاكل تانية في جسمها ممكن تمنعهم يعيشوا حياتهم بأحسن صحة ممكنة. دلوقتي بما إن مصاصي الدماء سيطروا ومبقاش فيه شغل كتير للبشر، هي غالباً آخرتها هتبقى موظفة في السوبر ماركت الوحيد اللي في البلد.

لوكا، أخو أماريليس اللي عنده عشرين سنة، كان قاعد على الكنبة جنبها بالظبط؛ وماسك إيديها بإيده. "كله هيبقى كويس"، قالها بس مبصلهاش في عينيها. أماريليس حاولت تصدقه، بس لسه حاسة بوجع في بطنها. ممكن هي اللي تتختار، أو أصحابها القليلين دول يتختاروا. يمكن عمرهم ما يشوفوا بعض تاني أبداً.

أماريليس مكنتش شايفا نفسها حلوة، بل كانت متأكدة من ده، عشان كده مفيش أي احتمال الملك يختارها. من ساعة السيطرة، البنات في المدرسة كانوا قساة معاها. مكانش عندها غير صاحبتين بس، بس هما كانوا مشهورين عنها بكتير. الأطفال في المدرسة كانوا بيتنمروا عليها ويضايقوها، ويهزروا على شكلها وعلى الهدوم اللي بتلبسها. أماريليس مكانتش عارفة ليه. مع إنها كانت عارفة إنها مش حلوة، بس برضه مكنتش شايفا نفسها وحشة أوي. أماريليس كانت متأكدة إن الملك مش هيختارها، لإن ليه راجل بالقوة دي يختار بنت شكلها عادي كده.

أماريليس كان شعرها أشقر على أحمر وواصل لغاية وسطها، وعينيها خضرا، وبشرتها فاتحة. كمان كان في نمش مالى وشها. طولها كان حوالي متر وسبعين سم، مش قصيرة أوي ولا طويلة أوي. كمان مكنتش رفيعة ولا تخينة أوي. جسمها كان فيه انحناءات وفيه زيادة، حاجة الأطفال كانوا بيتنمروا عليها بسببها طول عمرها. أماريليس كانت عارفة إن جسمها مش أحلى حاجة، بس برضه مكنتش شايفا إن شكله وحش أوي.

قريب أوي، العيلة بعدت عن أحزانها لما سمعوا صويت في البلد كلها. أماريليس فتحت الستارة على الشباك وبصت بره. على بعد كام خطوة بس من جنينة بيتهم الصغيرة، مصاص دماء كان بيمص الدم من جسم واحدة ست. وعلى بعد كام شبر منها، جوزها كان بيتضرب من كام حارس من مصاصي الدماء. طفلين كان حارس تاني ماسكهم. يا هيتم قتلهم يا هيتاخدوا على القلعة ويجبروهم يشتغلوا. حارس تاني كان ماسك بنت مراهقة من دراعها وكانت بتحاول تهرب بيأس، والدموع نازلة على وشها وهي بتصوت وبتنده على أهلها. أماريليس طلعت شهقة فيها رعب وتعاطف في نفس الوقت. كانت تعرف الناس دي شخصياً، كانوا عايشين على بعد بيتين بس من بيتهم. لما سمعوا أخبار زيارة الملك للبلد اللي لسه كانت بتتبث على كل تلفزيون في البلد، أكيد حاولوا يهربوا. للأسف، حراس مصاصي الدماء مسكوهم، زي ما بيعملوا دايماً لما البشر بيحاولوا يهربوا. بنتهم لسه كملت ستاشر سنة من يومين، يعني بقت جاهزة للاختيار. دانييل، اسم بنتهم المراهقة، هتجبر تحضر الحصاد. لو الملك مختارهاش، هيتم إعدامها بسبب خيانتها للقانون. الحصاد ده الاسم اللي الناس بتطلقه على اليوم اللي الملك بيجي يختار فيه البنات.

وإماريليس مكملة بتبص من ورا الستاير، لاحظت مصاصي دماء بيتمشوا أكتر من العادي. ده معناه إن الملك قرب يجي أوي. "أنا خايفة يا لوكا"، قالت لأخوها لما قعدت تاني. "فيه مصاصي دماء أكتر من الطبيعي هنا، أكيد ده معناه إن الملك قرب يوصل"، قالتها بصوت واطي ومكسور.

سمعوا صويت أكتر، فأماريليس بصت من الشباك مرة كمان. شافت حراس بيكسروا أبواب البيوت، وبيفتشوا البيوت، وبيطلعوا أي بنت سنها من ستاشر لأربعة وعشرين سنة. لما أي طفل بني آدم كان بيتولد، بصمته كانت بتتفحص عشان مصاصي الدماء يقدروا يتعرفوا عليه. كمان أخدوا بصمات كل البشر اللي كانوا عايشين بالفعل بالعافية لما مسكوا الحكم. لما دخلوا البيوت بالعافية، فحصوا بصمة البنت والفحص ده كان بيقولهم البنت عندها كام سنة. لو البنت صغيرة أوي أو كبيرة أوي، كانوا بيسيبوها في البيت. لو سنها مظبوط، كانوا بيطلعوها من بيتها وبيجبروها تقف في صف في ميدان القرية عشان الملك يتفرج.

أمها وأبوها دخلوا الصالون بسرعة وحضنوا أماريليس. أمها كانت دموعها نازلة شلال وهي بتطبطب على أماريليس وتتحرك بيها قدام وورا. عينيها أبوها كانت بتلمع بدموع محبوسة، وأماريليس كانت مبسوطة إنه مش بيعيط. كانت محتاجة أبوها يبقى قوي عشان أمها، وعشان عيلتها، وعشانها هي.

قريب، الباب بتاعهم هما كمان اتكسر ودخل عساكر بيدوسوا بقوة في البيت ويدوروا على أماكن يستخبوا فيها. بصمة أماريليس اتفحصت واتسحلت بره بيتها من دراعها. الحارس كان ماسك دراعها بقوة جامدة أوي طول العشر دقايق مشي لحد ميدان البلد. لما وصلوا أخيراً وهو زقها في الصف اللي لسه بيتكون، بصت لتحت ولاحظت كدمة بدأت تظهر على شكل إيد.

بصت حوالين ميدان البلد، لاحظت بنات من مدرستها وستات أكبر شوية كانت تعرفهم من البلد. الحراس، اللي كانوا أطول وأضخم بعضلات أكتر من البشر بكتير، كانوا واقفين حوالين ميدان البلد، بيمنعوا أي حد يهرب. بعض البنات اللي في الصف كانوا بيعيطوا، وتانيين كانوا بيسرحوا شعرهم، بيحاولوا يبانوا حلوين للملك. البنات اللي كانوا بيحاولوا يبانوا حلوين دول كانوا البنات اللي معروف عنهم إنهم بيصاحبوا شباب كتير وبيعلّقوا الرجالة بيهم. خبطة على كتفها خلت أماريليس تلف. وراها كانت واحدة من أحسن صاحباتها، صوفي.






"صوفي!"، أماريليس صرخت وهي بتحضن البنت اللي أقصر منها.
"أماريليس، أنا خايفة أوي. إيه اللي هيحصل لو اتخطفت؟ إيه اللي هيحصل لو احنا اللي اتخطفنا؟" سألت وهي قريبة من إنه يجيلها هستيريا. أماريليس حطت إيديها على كتاف صوفي. "احنا هنكون كويسين. يا رب محدش فينا يتخطف، بس لو ده حصل، هنفضل مع بعض ونكون أقويا".

ده هدى صوفي شوية كويسة، نفسها بدأ يرجع طبيعي وعينيها مبقتش بتبص حواليها بالجنون ده. أماريليس بصت لفوق ولاحظت أهالي قلقانين واقفين بره الحدود اللي عملوها الحراس. سمعت أهالي بيصوتوا ويندهوا على أسماء بناتهم، في حين إن أهالي تانية كانوا واقفين بيعيطوا.

"تعرفي نيكول فين؟" سألت صوفي. "لأ"، أماريليس هزت راسها بلا. "مشوفتهاش".

"أنا قلقانة. إيه اللي هيحصل لو عيلتها حاولت تهرب؟" قالت صوفي وهي قلقانة.

"يا رب تتخطف بقى. بس أنا أشك إنهم حاولوا يهربوا يا صوفي. عيلتها مش بالغباء ده." قالت أماريليس وابتسمت ابتسامة صغيرة لصوفي، بتحاول تهدي أعصابها. من بين التلات صاحبات، هي كانت أم الشلة اللي دايماً بتدي أحسن نصيحة.

"صوفي! أماريليس!" صوت عالي ومفاجئ لصاحبتهم التالتة نيكول نادتهم. حاولت تجري عليهم من مكانها في الصف اللي كان حوالي عشرين شخص بعيد عن أماريليس، بس مصاص دماء مسكها. "خليكي في مكانك!" صرخ فيها وزقها بعنف تاني للصف. "خلوا راسكم لقدام واخرسوا!" زعق لصوفي وأماريليس، وكمان لكل الناس التانية. "الملك جاي فلازم تكونوا مؤدبين على الآخر. لو حد طلع عن النظام، همص الدم من أجسامكم اللي ملهاش قيمة." قال الحارس بابتسامة شريرة على وشه خلت شعر أماريليس يقف.

كل البنات اللي في الصف بطلوا يتكلموا فوراً ولفوا راسهم لقدام. كتير منهم فضلوا يعيطوا، وكان فيه صوت نشيج بيسمع في كل حتة. حراس مصاصي الدماء كانوا واقفين حوالين، مستنيين أي بني آدم يطلع عن الصف، بالمعنى الحرفي والمجازي، عشان يقدروا يقطعوه حتت.

سمعوا صوت ترانيم من مصاصي الدماء وهي عربية ليموزين سودة فخمة دخلت الميدان. راجل ضخم أوي زي الجبل، أكبر من أي حارس، نزل من العربية. كان أطول وأضخم بعضلات أكتر من أي مصاص دماء حواليه، حتى لو أماريليس لسه مش شايفة وشه من قدام، كانت تقدر تحس إنه بينضح بالقوة.

لما الراجل لف حوالين العربية وسكّت الحراس، أماريليس اتصدمت. حست بتنميل قوي وإحساس مدهش معرفتش توصفه، وإحساس عمرها ما حسته قبل كده. الراجل كان وسيم أوي. بشرته كانت مسمرة، عكس البشرة الشاحبة اللي كان بيتقال إن مصاصي الدماء ليهم في القصص. كان عنده شعر بني فاتح متسرح كويس. بؤبؤ العين والقزحية كانوا سودة تماماً، بس السواد بتاع القزحية كان حواليه حلقات فضية. وبؤبؤ العين كان فيه ألوان كتير زي الأزرق والبنفسجي بتدور جواه.

أماريليس وأي حد تاني حواليها كان يقدر يعرف إن الراجل ده مش بس من العيلة المالكة، ده الملك. مش بس كان بيفرض قوته زي أي ملكي، ده كمان كل الملوك كان ليهم قزحية سودة تماماً وحواليها حلقات فضية. الواحد كان يقدر يعرف لما يكون مصاص دماء عادي لإنه مكانش بيفرض نفس كمية القوة زي الملكي، وكان ليهم عيون عادية زي البشر بس حوالين القزحية فيه حلقة حمرا.

الواحد كان يقدر كمان يفرق بين مصاص دماء من سلالة الملك وبين ملكي من الصف التاني أو التالت وهكذا. مصاص دماء من سلالة الملك بيكون فيه تشكيلة من الألوان بتدور في بؤبؤ العين، والملكي العادي لأ. الواحد كان يقدر يعرف كمان من القوة اللي الملكي بيفرضها. مصاصي الدماء من سلالة الملك كانوا بيفرضوا أكبر قدر من القوة، بس الملك نفسه كان عنده القوة الأكبر.

الملك مشي ناحية صف البنات الصغيرين، بينضح بقوة وسيطرة مطلقة. وجوده كان بيفرض احترام وطاعة. وهو بيقرب، أماريليس حست التنميل بيزيد قوة. مكنتش عارفة إيه الإحساس ده ولا ليه بيحصل، بس كانت عارفة إنه بسبب الملك. كمان مكانتش عايزاه يوقف بالظبط.





أماريليس بصت على الملك وهو بيقرب من صف البنات من طرف عينها. أماريليس مكانتش من البنات اللي بتعيط، ولا من البنات اللي بتحاول تبان حلوة على قد ما تقدر. كان شكلها مش مهتمة بالموقف كله. لكن من جواها، كانت متلخبطة وحالتها حالة. كانت عايزة تجري تهرب مع عيلتها ومتبصش وراها أبداً، بس كانت عارفة إنها هتتقتل.

كل ما الملك يقرب أكتر، أماريليس حست شعر جسمها وقف وكنت حاسة إن الملك سيطر تماماً على كل حواسها. كانت عايزة تلف راسها عشان تاخد بصة أحسن على الراجل القوي ده، بس مكانتش عايزة تخاطر وتتكتشف.

الملك وقف على بعد كام متر من الصف وقريب مصاص دماء تاني مشي لحد ما وصل للملك. بالنسبة للملك، كان شكله زي الفار.

"انتبهوا!" الراجل الصغير قال. "ملك مصاصي الدماء الجبار موجود هنا النهاردة عشان يختار منكم يا قليلين الحظ. لو الملك شايف إنك مناسبة كفاية، هيكون ليكي فرصة تخدمي الملك بأي طريقة هو يشوفها مناسبة". بعد الكلام القصير بتاع مصاص الدماء ده، بسرعة راح وقف جنب الحراس واتسابل الملك عشان يبدأ يختار.

بدأ من أول الصف اللي مكانش بعيد عني عشان كان فيه حوالي تلاتين بنت صغيرة بس هنا. واحدة من البنات اللي بتعيط اتخطفت، ولما لف إيده الكبيرة حوالين دراعها عشان يطلعها من الصف، فضلت تعيط وتتحرك بعنف، بس الملك مهتمش. مظهرش أي ذرة رحمة. رماها بره الصف على واحد من الحراس الواقفين على بعد كام متر وراه.

قريب، واحدة من البنات اللي حاولت تبان حلوة ومستعدة على قد ما تقدر اتخطفت. ولما الملك سحبها من الصف، بعتتله ابتسامة إغراء، بس مرة تانية هو مهتمش. رماها من الصف على حارس تاني واقف وراه. البنت اللي اختارها، كايلا، كانت واحدة من الأطفال اللي كانوا بيتنمروا على أماريليس في المدرسة. كانت بنت وحشة أوي، كانت بتنشر إشاعات عن أماريليس وتضايقها على كل حاجة صغيرة. كانت دايماً بتجيب شلتها الصغيرة بتاعت المشاغبين عشان يتلموا على أماريليس ويحشروها في الطرقة أو في الحمامات. أماريليس عمرها ما عرفت عملت إيه عشان تستاهل المعاملة الوحشة دي، بس كانت قبلتها لإن مفيش فايدة من محاربة اللي لا مفر منه.

قريب، الملك كان قرب يوصل لأماريليس. مكنتش عايزة تتخطف. كانت عايزة تسيب ميدان البلد وترجع بيتها مع عيلتها. بصت لتحت، على أمل إن شعرها الطويل يغطي وشها ويخليها تبان كإنها مش موجودة بالنسبة للملك. لكن، حست بوجود الملك وقف قدامها. نبضات قلبها زادت وعينيها وسعت من الخوف.

مع إنها مكانتش عايزة الملك يختارها، ومع إنها كانت خايفة جداً من اللي ممكن يحصل لو اتخطفت، هي كانت عايزة الملك يلمسها. كانت عايزة تحس لمسته هتبقى عاملة إزاي.

شافت إيد الملك بترتفع وبتزيح الشعر من على وشها. رفع دقن أماريليس برفق لحد ما كانت بتبص في عينيه الحلوة اللي فيها كذا لون. حست بشرار بيمشي في جسمها لما لمسها. كانت عايزة تغمض عينيها وترجع راسها لورا بارتياح، بس مسكت نفسها. عنيه قريب لمعت بلون فضي، ومسك شعر أماريليس بقوة في إيده وسحب راسها لورا.

"ليه بتحاولي تستخبي مني يا بني آدمة صغيرة مسكينة؟" قالها بسخرية. صوته كان عميق ورجولي، بعت رعشة في جسمها كله.

إيه اللي بيحصلي، أماريليس فكرت. مفيش راجل حسسني بإحساس زي ده قبل كده، مش لإن في راجل لاحظني أصلاً قبل كده. مش إني كنت بهتم، كنت بحب أبقى لوحدي. غير كده، الأولاد اللي في سني مكانوش من النوع اللي الواحد يعوز يبني حياته معاهم.

أماريليس بسرعة هزت راسها، بتحاول على قد ما تقدر متنفجرش في العياط. "أ-أنا مش بحاول، ي-يا ج-جلالة الملك." قالت وهي بتتهته، الخوف سيطر عليها تماماً. لسه حاسة بالتنميل من المكان اللي الملك لمس فيه دقنها. معرفتش تفهم ليه الراجل ده كان بيحسسها بكل المشاعر دي. هي عمرها ما كانت مصاحبة حد، ولا حتى باست أول مرة، فليه كانت مصدومة كده بالراجل ده؟

"اه، مش بتحاولي تستخبي مني؟ ده بيفسر ليه كنتي باصة لتحت وشعرك مغطي وشك. متكدبيش عليا!" الملك زعق بصوت عالي ومدوي. سحب شعر أماريليس لورا أكتر، خلاها تطلع صرخة وجع صغيرة.

"عشان كده، هاخدك معايا." قال الملك بابتسامة ماكرة على وشه. ابتسامة ماكرة خلت أماريليس ترتعش من الخوف وهو مسك دراعها بعنف ورماها بره الصف على الأرض الأسمنتية الناشفة. أنينت من الوجع مرة تانية وكوعها بيتجرح على الأسمنت. جزء من جلدها اتجرح، بس الحمد لله مفيش دم نزل. أماريليس كانت ممتنة جداً إن كوعها منزفش دم في مكان مليان بمصاصي دماء متعطشين للدم.

سحلت نفسها تاني لوضع الوقوف ومسكها حارس تاني. بصت وهي بتشوف الملك مكمل في الصف. الحمد لله، عدا صاحبات أماريليس الاتنين المقربين. شافت صاحباتها وهما بيلاحظوا إن أماريليس اتخطفت. الاتنين بدأوا يعيطوا وكان شكلهم محطوم أوي. أماريليس كانت عايزة تعيط معاهم، بس كان لازم تبان قوية قدام مخلوقات خطيرة زي دي.

أماريليس قدرت تعرف إن نيكول كانت هتطلع من الصف وتعترض، بس أماريليس بسرعة هزت راسها ليها بلا. مكانتش عايزة واحدة من أحسن صاحباتها تتأذي أو حتى تتقتل بسببها.

دانييل كمان كانت واحدة من البنات اللي اتخطفت. أماريليس معرفتش تقول ده نعمة ولا لعنة، لإن لو مكنتش اتخطفت كانت هتتقتل عشان حاولت تهرب.

بعد كام دقيقة كمان، الملك خلص اختيار. سمعوا صويت وعياط كتير من العائلات، في حين إن عساكر مصاصي الدماء كانوا بيبصولهم بابتسامة ماكرة على وشوشهم. أماريليس استغربت إزاي مخلوقات بلا قلب وبلا رحمة زي مصاصي الدماء ممكن تكون موجودة. عائلات اتفرقت ومصاصي الدماء كانوا بيضحكوا على حزنهم.

في المجمل، ست بنات تم اختيارهم عشان يمشوا مع الملك لقلعته. ست عائلات اتفرقت بدون رحمة بسبب الملك.

"الاحتفال خلص. كل واحد يرجع بيته. لو مكنتش في بيتك الساعة تمانية بليل النهاردة، هيتم قتلك فوراً!" الملك زعق بصوت عالي. الناس بدأت تسيب ميدان البلد بالراحة، لكن، عائلات كتير فضلت واقفة، عايزين يشوفوا البنات لآخر مرة.

الملك مشي ورجع لليموزين بتاعه، ساب البنات تحت إشراف الحراس. كل بنت كان ماسكها مصاص دماء، وبعدين بيودوها لليموزين، بس واحدة مختلفة عن بتاعة الملك. الحارس بتاع أماريليس كان هو نفسه اللي جابها للميدان، ومرة تانية مسك دراعها بقوة، خلاها تتألم. مع إنها كانت متحفظة أوي إنها تعمل حركة زي دي، وكمان ذكية كفاية إنها متضربش مصاص دماء، كانت نفسها أوي توجهله لكمة قوية في وشه المتعجرف.

وهي أماريليس معدية ناحية الليموزين، سمعت عيلتها بتنادي عليها. بصت عليهم لآخر مرة. مع إنها حاولت على قد ما تقدر، دمعة صغيرة نزلت من عينها ومشت على خدها وهي بتدي عيلتها موجة صغيرة وقصيرة. ابتسمت ابتسامة صغيرة، بتحاول تقول لعيلتها إنها هتكون كويسة، بس أماريليس نفسها مصدقتش الابتسامة دي. كانت عارفة إنها كإنها ماتت خلاص.

رؤيتها لعيلتها اتقطعت بسرعة وهي بتُزَق بعنف جوه الليموزين. الباب اتقفل بقوة وقابلت وشوش بنات صغيرة تعرفها شافتها في البلد أو في المدرسة. كلهم كانوا حلوين أوي. أماريليس استغربت ليه الملك اختارها عشان تقعد وسط كل البنات الحلوين دول.

أفكارها اتقطعت بسرعة لما العربية دارت وبدأت تتحرك وتبعد عن البيت الوحيد اللي عرفته آخر عشر سنين.

---- لسه بكملها عشان انزل الجزء الثاني :)

تعليقات

  1. رأيكم فيها ؟
    وبكل صراحه بدون مجامله.. قعدت شهر أكتب فيها ولسه ليها جزء ثاني إن شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. لسه هقرأها وهقولك رأيي

      حذف
  2. دعم للروايه هنا
    https://www.rwayaa.com/2025/04/novel-harry-potterx.html

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء