الهند وباكستان - رواية تاريخية عن الأزمات بينهم

حرب الهند وباكستان

2025, Adham

تاريخية

مجانا

شاب باكستاني مسلم يقع في حب "رينا"، فتاة هندوسية هندية، وسط أجواء التوتر والانقسام الديني أثناء انفصال الهند عن باكستان عام 1947. تتشابك القصة مع أحداث تاريخية حقيقية مثل المجازر، الهجرة الجماعية، واغتيال لياقت علي خان، وتُروى بتفاصيل دقيقة وإنسانية تمس القلب. الحب بينهما يواجه العداوة والحدود والسياسة، لكن يظل الأمل حيًا رغم كل شيء. الرواية مليئة بالمشاعر، الذكريات، والخوف من المجهول. النهاية تُترك غامضة، كأن الحياة نفسها لسه مكملتش فصولها.

النبذة

شاب باكستاني من مدينة "لاهور"، مسلم ومتدين بطبعه، عنده قلب حساس وشخصية قوية رغم الظروف الصعبة. شهد المجازر أثناء انفصال باكستان، وفقد عيلته تقريبًا بالكامل، لكنه احتفظ بجزء من الإنسانية جواه بسبب حبه القديم لرينا.

رينا باتكار

فتاة هندية هندوسية من مدينة "دلهي"، بنت من عيلة متوسطة، ذكية وهادية، لكنها شجاعة وبتتمرد على العادات اللي بتحكم على الحب بالدين. عاشت معاناة كبيرة بعد الانفصال، واتنقلت قسريًا للهند.

دلهي

العاصمة الهندية، مدينة مزدحمة، فيها تنوع ثقافي، لكنها كانت ساحة صراع ديني وقت الانفصال.

كشمير

كشمير منطقة جبلية فاتنة بالجمال، بين الهند وباكستان، طول عمرها كانت حلم لكلا الطرفين، وكل دولة شايفاها ملكها، لكنها دايمًا كانت بتدفع تمن الصراع ده من دم أهلها. فيها مناظر طبيعية تخطف القلب، بس تحت الجمال ده فيه نار مش بتطفي.
تم نسخ الرابط
الهند وباكستان

أنا اسمي "رضوان"، واتولدت في قرية صغيرة على الحدود بين الهند وباكستان، وتحديدًا في سنة 1930، قبل ما الدنيا تتشقلب ويتقسم الوطن وتبقى الناس بتبص لبعض بريبة وخوف. زمان وأنا صغير، ماكنتش بفهم يعني إيه مسلم ويعني إيه هندوسي، كنا كلنا بنجري في الشارع، نلعب نط الحبل ونجمع طيارات ورق مقطوعة من فوق سطوح الجيران.

جدي، "بشير خان"، كان راجل كبير في السن، دايمًا لابس عمامة بيضا، وقاعد على المصطبة قدام بيتنا، ماسك سبحة خشب سمراء، وعددها ٣٣ حباية بالضبط، ماكانش بيحب يكلم كتير، لكن لما يتكلم، الكلمة كانت بتدخل القلب من غير استئذان.

قالّي مرة: "عارف يا رضوان، بلدنا دي مش هتفضل على حالها، فيه ريح جاية من بعيد، ريح هتشيل التراب من على الوجوه وتكشف اللي تحتها."

ماكنتش فاهم قصده، بس فهمت بعدين.

سنة 1947، الدنيا اتشقلبت فعلًا. الإنجليز قالوا إنهم هيمشوا، بس قبل ما يمشوا، قرروا يقسموا الأرض بين المسلمين والهندوس. وبدأت حاجة اسمها "التقسيم". وكان يوم مايتنساش، يوم لما سمعنا إن القرية هتبقى على جنب باكستان، والقرية اللي جنبينا هتروح للهند. والحدود بقت فجأة بينا وبين جيراننا اللي كنا بناكل عندهم ونبات سوا ونضحك في الليل على ضي القمر.

الناس ابتدت تخاف. والوشوش اللي كانت مبتسمة بقت مكشرة. وبدأت الإشاعات تنتشر، إن في ناس بتتقتل في الطريق، وإن القطارات اللي ماشية بين البلدين فيها جثث مش بني آدمين. حتى السلام بقى بيخوف.

أنا كنت وقتها عندي 17 سنة، وكان قلبي متعلق ببنت اسمها "رينا"، هندوسية، شعرها طويل زي خيوط الليل، وعينيها وسعة كأنها شايفة اللي جاي قبل ما ييجي. كنا بنقعد تحت شجرة التوت الكبيرة، نحكيلها حكايات من الكتب القديمة، عن أساطير الراجا والمهراجا، وعن الأبطال اللي بيضحّوا علشان الحب.

بس لما حصل التقسيم، أبوها أخدها ومشي، وقال إنها مش هتشوفني تاني، وإن البلد بقت مقسومة مش بس على الخريطة، لكن في القلوب كمان.

القرية بتاعتنا بقت مكان غريب. الناس بدأت تسيب بيوتها وتهرب، وكل بيت فاضي كان بيسيب وراه حكاية ناقصة. فيه بيت كان فيه راجل عجوز بيلعب مزمار الصبح بدري، فجأة اختفى. وفيه بيت كان فيه ست بتعمل أحلى خبز بالتنور، اختفت كأنها ماكنتش موجودة.

الجيش دخل القرية بعد كده، ومعاه أوامر بحماية السكان، بس الحقيقة إنهم كانوا بيحاولوا يمنعوا الناس من بعض. كنت كل يوم أسمع صوت ضرب نار بعيد، وفي قلبي حس إني مش هاشوف رينا تاني أبدًا. بس قلبي ماستسلمش.

قررت أروح على الحدود، أدور عليها، حتى لو كل الناس قالتلي إن مافيش أمل. خدت معايا صرة فيها شوية عيش ناشف، وزجاجة مية، وسلاح صغير كان بتاع أبويه زمان، وطلعت في نص الليل، ماشياً على هدى النجوم.

الطريق كان صعب، كله تراب وحفر، والبرد كان بيقرصني، بس صوت رينا في ودني كان بيدفيني. كنت فاكر ضحكتها، وطريقة كلامها لما تقول اسمي، وده كان كفاية يخليني أكمل.

قابلت ناس كتير في السكة، بعضهم خايف، وبعضهم تايه، وكلهم بيحكوا نفس الحكاية، عن بيوت راحت، وأهل اختفوا، وحبايب ماتوا على حدود مالهاش قلب.

وفي يوم، وصلت لمكان كانوا بيقولوا عليه "نقطة العبور"، الناس بتقف فيه بالساعات علشان يعدّوا، بس مش كل الناس بتعدّي. بعضهم بيتاخد، وبعضهم بيرجع، وبعضهم بينام على الأرض، مستني القدر يختار له مصير.

وقفت هناك، وسط الزحمة، وعنيا بتدور في كل وش. لحد ما شفتها... رينا.

كانت واقفة بعيدة، لابسة ساري لونه أزرق غامق، وعينيها زي ما هما، لكن باين عليها إنها بقت أكبر، متغيّرة، كأنها عدّت بكتير. بس أول ما شافتني، دموعها نزلت، وفضلت تجري ناحيتي، وأنا نسيت الطريق كله، ونسيت البرد، ونسيت الحرب، وفضلت أجري زي المجنون.

بس قبل ما أوصل لها...


 
 
 سمعت صوت صرخة عالية، وزي ما تكون الدنيا كلها سكتت في لحظة. حد كان بيزعق وبيقول إن فيه شغب حصل في منطقة العبور، والجنود ابتدوا يبعدوا الناس عن بعض بعنف. رينا كانت على بعد خطوات، بس الجندي وقف في النص، ومد إيده يدفعني الورى.

قلتله:
ـ "دي خطيبتي.. سيبني أوصل لها!"

بصلي بنظرة جامدة، وقاللي:
ـ "امشي من هنا قبل ما تحصل لك مصيبة."

كنت هاتخانق، بس شفت رينا بتتهز في الزحمة، ومرة واحدة اختفت. اختفت حرفيًا وسط الناس.

فضلت أدور عليها في كل حتة، قعدت هناك يومين مش بنام، بأكل لقيمات من أكل الحجاج الغلابة اللي زيي، وكل شوية أصرخ بإسمها، يمكن حد يرد، يمكن حد يقوللي: "آه شفتها راحت في الاتجاه ده."

بس لا حس ولا خبر.

وفي اللحظة دي، الدنيا اتشقلبت أكتر.

جات الأخبار من مدينة "لاهور" إن فيه مذبحة حصلت للمسلمين اللي كانوا عايشين هناك، وناس كتير اتقتلت في الشوارع، وبيوت اتحرقت، ومن الناحية التانية، في "أمريتسار"، نفس الشيء حصل للهندوس اللي كانوا في مناطق الأغلبية المسلمة. المجازر كانت متبادلة، والكره كان مولّع زي نار في جريد ناشف.

أنا مش سياسي، ولا عمري كنت فاهم في الخطط البريطانية ولا خرائط "سير رادكليف" اللي قالوا إنه رسم الحدود في كام يوم وهو مايعرفش حتى اللغة ولا الناس. لكن اللي فهمته إن اللي حصل بين الهند وباكستان مش بس تقسيم أرض... ده كان تقسيم روح. تقسيم قلب.

القطارات اللي كانت ماشية بين البلدين بقت اسمها "قطارات الموت". كانت بتمشي وهي مليانة جثث، مفيهاش بني آدم حي، كأنها شبح بيسوقه الغضب. واحدة منهم وصلت عندنا، كل الناس كانت واقفة تبص، محدش قادر يفتح الباب، ولما اتفتح لقينا الصدمة.

أجساد متقطعة، ستات وأطفال، وكل واحد ماسك في التاني كأنه كان بيحاول يحميه... بس محدش قدر يحمي حد.

أنا وقتها حسيت إن قلبي اتشل. وقلت لنفسي، لو رينا كانت في القطر ده... يبقى أنا خلصت.

بس كنت مش قادر أصدق، قلبي كان بيقولي إنها عايشة، وإن فيه أمل، وإن الحب لو كان حقيقي يقدر يعيش حتى وسط الرماد.

رجعت قريتنا، وكان شكلها متغيّر. البيوت بقت عليها علامات الجيش، واللي ماشي في الشارع لازم يبقى معاه ورق. كل حاجة بقت مراقبة، وكل وش بقيت تسأل نفسك: "الراجل ده معانا ولا علينا؟"

وفي يوم، وأنا راجع من الجامع، لقيت صوت عالي جاي من المذياع بتاع المختار. بيقولوا إن فيه حرب قامت بين باكستان والهند بسبب كشمير. سنة 1947 برضو، نفس السنة اللي التقسيم حصل فيها. الموضوع بدأ لما أمير كشمير، وكان هندوسي، قرر ينضم للهند، رغم إن أغلب سكان كشمير مسلمين. فباكستان قالت لأ. والجيش دخل، والموت رجع يرقص على الحدود.

وبعدها بكم شهر، الأمم المتحدة اتدخلت، وقالوا لازم وقف إطلاق نار، وإن كشمير تفضل منطقة متنازع عليها، لكن الحقيقة إن الحرب عمرها ما وقفت.

أنا كنت وقتها خلاص دخلت في شغل التجارة، بقيت بروّح على السوق في "سيالكوت" وأبيع حرير وتوابل، بس في قلبي كنت بدور على أي خبر عن رينا. كل واحدة أقابلها وأسألها عن اسمها، كل وش أبصله كويس، يمكن الزمن غير الملامح بس قلبي يقدر يميز.

ووسط الحروب، والدم، والحدود، كنت لسه محتفظ بصورتها مرسومة بإيدي على ورقة صفراء، فيها رينا وهي بتضحك.

بس في سنة 1951، حصل اللي عمري ما كنت أتوقعه.




 
سنة 1951، كنت في رحلة تجارة صغيرة في مدينة "راولبندي"، كنت رايح أشتري شحنة شاي وبخور علشان أبيعها في السوق اللي فتحوه جديد في قريتنا، واللي بقى زي ساحة للناس اللي لسه بتحاول تبني نفسها من تاني بعد كل الخراب. كنت واقف عند واحد عجوز بيبيع قطع نحاسية قديمة، وبشد طرف قماش علشان ألف البضاعة، لما سمعت صوت واطي ورايا بيقول:

ـ "رضوان؟"

أنا اتجمدت. الصوت دخل وداني زي نسمة في عز نار الصيف، وحسيت إني مش قادر أتحرك. لفيت ببطء، وإيدي لسه ماسكة القماش.

كانت هي.

رينا.

وشها متغير شوية، الزمن حط وشمه، بس عينيها... نفس العيون اللي بتشوف قلبي قبل ما يشوفها. وقفت ساكت، وهي ساكتة، ولحظة مرت كأنها عمر، لحد ما نزلت دمعة من عينها، وقالت:

ـ "كنت فاكراك مت..."

ـ "ما تقوليش الكلمة دي!" قطعتها بسرعة وأنا باقرب منها.

قعدنا على جنب السوق، الناس حوالينا، والبيع شغال، والدنيا ماشية عادي، لكن جوه اللحظة دي، كان كأن الزمن وقف، وابتدت تحكيلي.

قالتلي إنها اضطرت تمشي من نقطة العبور يومها لما حصل الهجوم، وأبوها جرّها معاه بالعافية، وبعدها سافروا للهند، ومن ساعتها وهي عايشة هناك في مدينة "دلهي"، تشتغل في مشغل خياطة ستات، لكن قلبها ماعاش هناك. كانت كل ليلة تحط راسها على المخدة وتفتكرني.

حكيتلها أنا كمان عن المجازر، والقطارات، واللي شفته، وإني كنت كل يوم أدعي إنها تكون بخير.

قالتلي إنها دلوقتي بتيجي باكستان بتصريح خاص، علشان عندها واحدة من قريباتها عايشة هنا، وإنها جت تزورها للمرة التانية بس.

قلتلها وأنا ماسك إيديها المرتجفة:
ـ "انتي راجعة تاني للهند؟"

سكتت، وبصت في الأرض، وقالت:
ـ "أيوه... يوم الاتنين."

وأنا كنت عارف إن النهاردة كان جمعة. يعني قدامي يومين.

في اليومين دول، كأننا عشنا حياة كاملة. خدت إيدها في إيدي، ومشينا في شوارع المدينة، وروحنا الجامع، واتغدينا عالترابيزة الخشب القديمة اللي في بيت عم حسين صاحب القهوة. رجعت تحكيلي عن أمها اللي ماتت من سنين، وعن البنات اللي بيشتغلوا معاها، وإنهم مش بيفهموها دايمًا علشان هي مختلفة. وأنا حكيتلها عن خالي اللي اتقتل في أحداث الشغب، وعن ابن عمي اللي ساب القرية وسافر كراتشي وبقى يعمل في الميناء هناك.

ولما جه يوم الاتنين، روّحت بيها على نقطة العبور القديمة... اللي اتغير شكلها وبقت بوابة كبيرة، فيها ضباط من ناحيتين، والعالم بيتأرجح بين ابتسامة وتهديد.

وقفت قدامها، وكنت حاسس إني هصرخ.

لكن هي مسكت إيدي، وقالتلي:
ـ "أنا راجعة، بس المرة الجاية مش هارجع لوحدي."

بصيتلها، وقلت:
ـ "يعني؟"

قالتلي:
ـ "يعني هاطلب تصريح تاني، ونيجي نتجوز هنا، في أرضك... في بلدك."

ولأول مرة من سنين... حسيت إن في أمل.

بس بعد يومين، طلع خبر في الجرنال إن رئيس وزراء باكستان، لياقت علي خان، اتقتل. سنة 1951 كانت بتغلي. البلد كانت بتتهز، وكل اللي حوالينا كان بيقول إن فيه فتنة جاية تاني.

الخبر نزل على الناس زي الصدمة، وبدأت الإشاعات تنتشر، والناس تقول إن اللي حصل ده جزء من مؤامرة هندية، وإن الوضع هيولع تاني، والحدود ممكن تتقفل.

بدأ الخوف يرجع.

كل اللي كنا بنبنيه... اتحط عليه علامة استفهام.

في الليلة دي، وأنا قاعد لوحدي في غرفتي، تحت نور مصباح زيت صغير، كنت بكتب لها جواب. جواباتنا كانت بتعدي بصعوبة، وتاخد أسابيع توصل، لكن كانت هي الطريقة الوحيدة اللي نطمن بيها على بعض.

كتبت:

"رينا... لو الحدود اتقفلت، وفضلنا متبعدين، اعرفي إني هافضل أكتب، حتى لو الجوابات ماوصلتش. هافضل أحبك حتى لو الناس نسيت إننا نقدر نحب وسط النار..."

وتاني يوم، وصلتني رسالة منها. كانت أول مرة تبعتلي حاجة بخط إيدها من يوم ما افترقنا.

وكان أول سطر فيها:

"رضوان... أنا حامل."



قريت الجواب ميت مرة، كل مرة أحس إن الكلام بيتغير... مش علشان هي غيّرت حاجة، بس علشان قلبي كان بيتخض أكتر كل مرة.

"أنا حامل."

أنا! أنا اللي كنت بفكر إزاي أوصل لها، وإزاي نكمل حياتنا، وأهو لقيت نفسي داخل على حياة أكبر مني... حياة جديدة جوه إنسانة في بلد تانية، بينّا حدود وسلاح وسياسة وموت.

حطيت الجواب في جيبي، ونزلت أتمشى في الشارع ساكت. الهوى كان بيلف زي اللي بيهمس، والدنيا كانت فيها هدوء مش طبيعي. الناس ماشية بسرعة، بس أنا كنت ماشي ببطء... كأن رجلي مش عايزة توصل لأي مكان.

وصلت جنب سور قديم مهجور، كنت دايمًا باقف عنده وأنا صغير، زمان لما كنت بلعب مع أمي وأقولها: "شوفتِ يا أمي، لو عدّيت السور ده هكون في بلد تانية؟"
كانت تضحك وتقولي: "البلاد مش بس بتتعدى بسور... القلوب هي اللي لو اتقفلت، مفيش بلد تفتحها."

وانا واقف هناك، لقيت ظِل واحد بيقرب عليّا من بعيد.

حد ماشي ببطء.

حد لابس أبيض.

وقف قصادي.

ما اتكلمش.

ولا أنا اتكلمت.

بس حسيت إني عارفه... أو يمكن قلبي بس اللي كان بيخدعني.

مديت إيدي في جيبي وطلعت الجواب، كنت هقوله "بص"، لكن الصوت اللي جالي مشي زي الهوا:

ـ "هي لسه في الطريق... بس الطريق مش دايمًا بيكمل لآخره."

بصيت حواليّا...
الشارع فاضي.
السور ساكت.
والجواب في إيدي...
فاضي.

مفيش فيه ولا كلمة.

تعليقات

  1. كويس انك نزلتها فى الوقت ده عشان نفهم اللى بيحصل بينهم دلوقتي 🤍

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX