روايه بلا روح - دراما نفسية

بلا روح

2025, كاترينا يوسف

مأساوية

مجانا

شاب يعاني من فقدان عائلته وتدهور حالته النفسية بعد مقتل أخيه وانتحار صديقه المقرب. وسط وحدته وصراعاته الداخلية، يغرق في دوامة من الألم النفسي والأذى الذاتي، محاولًا التعايش مع ماضيه المدمر، لكنه في النهاية يختار الهروب الأبدي من معاناته.

ماكاو

البطل الرئيسي، يعاني من اضطرابات نفسية بعد فقدان عائلته.

فيجاس

شقيق ماكاو الأكبر، كان جزءًا من المافيا لكنه قُتل برصاصة قناص.

بيت

صديق مقرب لماكاو، لم يتحمل فقدان فيجاس فانتحر.
تم نسخ الرابط
روايه بلا روح

 

- ملحوظه الروايه كتبتها صاحبتي وانا خدتها منها انزلها بأسمها (فاطمه محمد)

كل حاجة كانت غلط مفيش حاجة يقدر يعملها عشان يصلح ده موت الناس، الألم اللي بيحرقه الورد الجميل اللي كانوا بيغيروه كل يوم على ترابيزة السفرة مات، بتلاته وقعت ميتة من غير مية المزيكا اللي كانت شغالة كل ليلة ماتت في البيت، مفيش أصوات، مفيش مزيكا، مفيش دوشة، مفيش غُنى عالي، حتى صوت الكعب وهو بيخبط على الأرض ويرقص مع اللحن اختفى مفيش حد في الجنينة، الزرع مات، الخضار اللي كانوا بيهتموا بيه بقى بايظ الزجاجات الفاضية على الترابيزة، الكنبة اللي كانت مليانة هدايا وحب بقت فاضية كل حاجة انهارت بسرعة حتى صوته مش سامعه شنطة مليانة هدوم وحاجات ملهاش قيمة، ده اللي قدر يجمعه، مع الذكريات اللي هتفضل تطارده طول عمره كان ميت من جواه، زي واحد ميت وعاوز يختفي إيده بتلسعه ماكاو أخيرًا قدر ياخد الجرأة ويمشي بعد موت أخوه بقاله شهرين. حتى بعد ما ساب كل حاجة ورا ضهره، كل الشغل الوحش، كل البيزنس، فيجاس مبقاش جزء من المافيا، كانوا فاكرين إنهم عايشين حياة كويسة، لكن فجأة، اتضرب بالنار. الرصاصة جت من قناص، أصابته في نص دماغه، مات قدام خطيبته اللي بيحبها وأخوه الصغير. مرة، ماكاو رجع البيت علشان يلاقي آخر أمل ليه في الحياة، أخد حبوب وشنق نفسه في أوضته. الصمت كان بيقول كتير، كان محطم. عيلته الوحيدة ماتت، واحد اتضرب بالنار والتاني انتحر، لكنه لقى جواب في إيد بيت، موجه ليه، مكتوب فيه: "أنا آسف، مش قادر أعيش كده، كنت بحبه أوي، وغيابه خد جزء من روحي، مش قادر أكمل، سامحني يا ماكاو." الورقة بقت مبلولة من دموعه، قراها مرة ورا مرة، يمكن لو كان رجع البيت بدري، بيت مكنش راح، يمكن كان قدر يمنعه. ماكاو مسك الورقة بقوة وحرقها، ذكريات زي دي هتفضل تطارده طول عمره، صحته ساءت أكتر من الأول. كان بالكاد متمسك بالحياة. مسك شنطته، نزل السلم، فتح باب البيت عشان يمشي، رايح لبيت تاني، مش قادر يفضل في مكان كان مليان فرحة، لإنه هيخليه عاوز يختفي أكتر. فتح الباب عشان يمشي لكن اتوقف لما شاف كين، رغم إن القتال خلص، رغم إن كل حاجة بينهم انتهت، لكنه لسه بيحاول يتأقلم عليه. "محتاج مساعدة؟" سأل ماكاو بصوت تعبان، مش مهتم بيه، كان عارف هو هيقول إيه بس رغم كده سأل. "انتقل تعيش معانا." "لأ." قالها بهدوء، كين أخد نفس يائس. "هتكون في أمان معانا، ليه مش قادر تفهم ده؟" "وليه مش قادر تفهم إني عايز أبقى لوحدي؟ مش مهتم بخرابيطك، لا الانتقال معاك ولا أي حاجة، تمام؟ فبليز وسّع." ماكاو تحرك بعيد عن الحراس اللي حوالين كين. كين مكنش ناوي يأذيه، هو لسه صغير، عنده 20 سنة، وخسر اتنين من أقرب الناس ليه، أكيد الوجع كان قاتله، لكن كين مكنش عايز يكسر وعده. وعد كان عامله مع فيجاس. "وعدني لو مت، هتحمي بيت وأخويا." ده كان باين عليه مش واقعي، ناس كتير ممكن متصدقش، لأن ده فيجاس؟ أكيد كانت مفاجأة لكين، فيجاس كان بلا رحمة، عمره ما طلب معروف من حد، لكن كأنه كان عارف إنه هيموت. لسوء الحظ، بيت مات، لكن ماكاو لسه موجود، ولسه ممكن يحميه. ماكنش قاسي، قال لحراسه يتبعوه بهدوء. ماكاو مشي بعربيته، كان عارف إنهم هيطاردوه، ففضل يلف ويغير طريقه كتير عشان يشتتهم، وفعلاً نجح، فضل يضحك على غبائهم. وصل بيته الجديد وهو منهك، خد شنطته والمفاتيح، فتح الباب، رمى الشنطة على جنب وارتمى على الكنبة. كان تعبان جدًا عشان يفك شنطته، دراعه بيلسعه من الحروق، كان عامل جروح جديدة الصبح لكن غطاها بشاش عشان محدش يلاحظ. عنينه قفلت ببطء. المنبّه كان بيزن في ودانه بصوت عالي، فضل يخبط حواليه لحد ما ضغط على الزرار وطَفاه. رغم إنه عنده 20 سنة، لكنه ساب المدرسة وهو عنده 18، مكمّلش لآخرها. كان صغير عشان يشتغل، بس برضه كون أخوه الكبير كان جزء من المافيا خلّى الموضوع معقد. من فترة مش بعيدة، أبوه مات. معرفة مين اللي اغتاله عمرها ما هتسيبه في حاله، هتفضل تقتله من جواه. كان عارف إن أبوه مكنش أحسن واحد، لا كأب ولا كإنسان، لكنه كان حنين عليه، أكتر من فيجاس بكتير. كان بيعافر بعد موت أبوه، ودلوقتي أخوه مات هو كمان، ومعاه آخر أمل كان فاكر إنه هيعيش عشانه. كل حاجة اتدهورت بسرعة، ومبقاش باقي من العيلة غيره هو بس. بس مش قادر يحافظ على نفسه، لا على صحته، ولا على حياته، مكنش بخير، بالعكس، كان بيدور على راحته في حاجة واحدة... إنه يأذي نفسه. كان عاقل، بس عقله دايمًا بيشرد، بيفكر في إحساس الموت، كان زمانه أسعد، كان بيحاول يخف، لأن فيجاس وبيت كانوا موجودين يعتنوا بيه، لكن دلوقتي... مفيش غيره. مفيش حد يحكي معاه، مفيش حد يقضي معاه الوقت، مفيش حد يتشارك معاه الأكل، مفيش حد يضحك معاه. الوحدة قاتلة. العلاج رحلة، لكن الرحلة دي انتهت من يوم ما أخوه مات. بتأفف، المنبّه اشتغل تاني، زنّ في ودانه لحد ما ضايقه. دي كانت روتينه اليومي، رغم إنه مكنش مضطر يقوم، لكنه كان بيحاول يبذل مجهود، يقوم الصبح يوم السبت والحد عشان يتمشى شوية. بس حتى الأيام دي، بقى بيكافح عشان يقوم، جسمه بقى بيموت ببطء على السرير. وبصراحة، البقاء تحت البطانية كان أأمن بكتير بالنسبة له، هو فعلاً بيحب سريره. أخيرًا قعد، لسه المنبه بيرن، شعره كان مكركب، حتى مع البيت الجديد، لسه الكوابيس بتلاحقه. الذكريات مش سايباه، حتى لو مرّ شهر، لسه محسش إن فات وقت طويل. وقف، حاول يبذل مجهود، وراح يشغّل الدش السخن، قلع هدومه والضمادات، ورماهم في الزبالة، محتاج يجيب غيرهم. دخل تحت المية، دراعه بيلسع، النار ماسكاه، لكنه اتعود على الألم. مية جرح، يمكن أكتر؟ مبقاش بيعدهم، لكنه بيكرر نفس الجروح. خرج من الشاور، لبس هدوم جديدة كان شاريها من فترة، رفع كُمّه، ومسَك الشفرة اللي فَكّها من براية، بيستخدمها لأنها حادة وسهل يخبيها في جيبه من غير ما حد يلاحظ. مسك الشفرة وبدأ يسيب علامات جديدة، بيرسمها فوق نفس الجروح اللي كان عاملها من كام يوم. أخد نفس عميق، حس براحة أكتر. الدم بينقط، حدّة الشفرة خلت الألم أقوى، شدّ على نفسه. كان لسه شاريها لأن القديمة بهتت ومبقتش بنفس القوة. كان الإحساس بالنسباله... مريح. وقف عند الوريد، إيده كانت بتتهز، مش عارف يقطع ولا يسيبها، زفر بعمق ورمى الشفرة في الحوض. دراعه كان غرقان دم، شكله زي مشهد جريمة. الوجع كان ماسك في دراعيه، بس مكنش فارق معاه، متعود. فتح الدرج الصغير يدور على الضمادات. "الضمادات بتخلص... والمكياج... لأ، مش مهم المكياج." كان بيحتاجه قبل كده لما كان بيخرج مع أخوه، لكن دلوقتي؟ ملهوش لازمة. نضّف جروحه، المناديل كلها دم، رماهم بسرعة وبدأ يحط الضمادات الجديدة. صحته النفسية انهارت من بعد ما سمع خبر موت أبوه، وبعدها كل ده حصل. "لازم أخرج أمشي شوية." نزل كُمّه، قفل الباب وخرج. الجو كان حر شوية، لكنه مكنش عايز يرفع كُمّه. مشَى في الشارع، لف حوالين البلوكات، عدّى على شوية محلات تحت. بس كان حاسس بحاجة مش مريحة... حاجة مضايقاه، مش عارف ليه. ماكاو وقف لحظة، بص حواليه، إحساس غريب خلى صدره يضيق. الشارع كان زحمة، ناس بتضحك، أطفال بتجري، والدنيا ماشية كأنها مش شايفة الخراب اللي جواه. كمل ماشي، لكن الإحساس اللي كان مخنوق بيه زاد، كأنه متابع، كأن فيه حاجة مش طبيعية. وفجأة، صرخة عالية شقّت الهدوء، صوت كسر حاجة ورا ضهره، لف بسرعة... بس مكنش في حاجة. حاول يهدي نفسه، يقنع نفسه إنه بيتوهم، بس الخوف اللي كان ماشي معاه طول الفترة اللي فاتت كان دليل إنه مش مأمن. رجع بيته بسرعة، قفل الباب بإحكام، وقف قدام المراية، بص لنفسه، عيونه غارقة، وجهه شاحب، مجرد شبح لشخص كان موجود زمان. فكر... ولو للحظة... إن الحياة دي مش مستنياه، مش فارقة. بص على الشفرة اللي كان لسه سايبها في الحوض، بص على الضمادات اللي بتتبدل كل يوم من غير فايدة. مشاكله متحلتش، وحدته مزادتش غير سوء، كل حاجة حواليه بتأكدله إنه مالوش مكان هنا. مسك الشفرة، إحساسها البارد في إيده كان آخر حاجة هيفتكرها. وبهدوء تام... قرر يختفي. ---------------------- نهايتها زقت لكن أهو بقى

تعليقات

  1. بقولك ايه بلاش الأسلوب اللي عملتيه أخر مره لأنه معجبنيش

    ردحذف
  2. أسم على مسمى هههههههههههههههههه

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء