أسطورة من الرماد (الفصل الثاني)
أسطورة من الرماد 2
2025, خالد سعود
فانتازيا
مجانا
اهتزت أركان مملكة القصيم باتهامات خيانة طالت عائلة "آل سعدون" النبيلة. الشاب خالد، قائد لم يتجاوز العشرين، وجد نفسه مجرداً من رتبته ومسجوناً في زنزانة مظلمة، بينما مصير عائلته يختفي في اللهب والعدم. بصيص أمل يلوح مع ظهور صديق مخلص يساعده على الهرب، لكن غدرًا جديدًا يودي بحياته. وبين براثن الخيانة والرغبة في الانتقام، ينطلق خالد نحو المجهول، وولادة جديدة من رحم الألم والغضب.
خالد آل سعدون
قائد شجاع للكتيبة الشمالية. يافع لم يتجاوز العشرين، يجد نفسه فجأة متهمًا بالخيانة ومسجونًا بعد سقوط عائلته. يتميز بشجاعته وولائه، لكنه يتحول إلى شخص يسعى للانتقام بعد الظلم الذي لحق به.سيف
رجل مسنّ مخلص لعائلة "آل سعدون". يساعد خالد على الهروب من السجن ويضحي بحياته في سبيل ذلك. يمثل الوفاء والأمل في ظل الظلام.ملك مملكة القصيم
حاكم المملكة الذي يتخذ قرارات بناءً على اتهامات الخيانة الموجهة لعائلة "آل سعدون"، مما يشير إلى إمكانية وجود تلاعب أو ضعف في سلطته.
الفصل الثاني: السقوط الزمن: قبل خمسة عشر عامًا من معركة “جبل طويق” حين ينهار المجد، لا يعلو سوى صوت النار… وحين يسقط البطل، تبدأ الحكاية. كانت السماء تمطر فوق عاصمة مملكة القصيم، مطرٌ بارد، متواصل، وكأنه يحاول أن يغسل خطيئة كُتبت بدماء الأبرياء. لكن المطر لم يكن رحمة في تلك الليلة… بل كان عزفًا جنائزيًا لانهيار بيتٍ عظيم. مملكة القصيم مملكة مزدهرة تقع في قلب القارة. شوارعها مرصوفة بالحجارة البيضاء، وأسواقها تعجّ بالبائعين والمتجولين، وأطفالها يركضون بين أزقتها وهم يلهجون بأسماء الفرسان والمغامرين. كانت الحياة فيها معتدلة، لا فقر طاحن ولا بذخ طاغٍ، تحكمها عائلة ملكية عادلة، ويقودها مجلس نبلاء تشرف عليه أعرق الأسر. ومن بين هذه الأسر… كانت عائلة “آل سعدون” تتربّع على رأس القمة. عائلة نبيلة عظيمة، يُعرف رجالها بشجاعتهم ونساؤها بحكمتهن. كانت تقود الجبهة الشمالية للمملكة وتحمي الحدود من هجمات القبائل الوحشية. ولاؤهم للملك لم يكن محل شك… أو هكذا ظن الجميع. في تلك الليلة القاتمة، دوّى صدى المؤامرة بين جدران القصر الملكي. عائلة “آل سعدون” اتُّهِمت بالخيانة. قيل إنهم فتحوا أبواب المملكة لجيوش الظل، وأنهم تآمروا على الملك… لم يُعرض دليل، فقط تُهَمٌ وُزّعت كما تُوزَّع الطعنات في الظلام. خالد آل سعدون، الابن الأكبر، وقائد الكتيبة الشمالية، لم يكن قد تجاوز العشرين من عمره حين وُجّهت له تهمة الخيانة. كان في قاعة القادة حين اقتحمها جنود الحرس الملكي. بصوت بارد، نزع القائد الأعلى رتبته العسكرية، وقال: “باسم التاج، تُسحب منك الرتبة، ويُجرد اسمك من شرفه…” خالد لم يتكلم. كان يُحدق في الفراغ… وعيناه تسألان سؤالًا واحدًا: من خانه؟ لكنه لم يكن يملك وقتًا للبحث عن الجواب، فالقدر كان أسرع منه. خلال ساعات، سقطت عائلة “آل سعدون”. أُعدم الأب والأم، وأُعلن عن اختفاء أخيه الأصغر في الحريق الذي شبّ في جناح العائلة. أما خالد… فقد نُقل إلى سجنٍ سريّ، لا تُسجَّل فيه أسماء، ولا تُدوَّن فيه أحكام. ⸻ السجن – الأشهر التالية في أعماق سجون مملكة القصيم، وتحديدًا أسفل العاصمة بريدة، وُضع خالد في زنزانة منسية. جدرانها سوداء، باردة، وكأنها ابتلعت الضوء للأبد. وكان التعذيب لا يُمارَس بالأدوات فقط… بل بالسحر والختم أيضًا. طاقة خالد خُتمت بالكامل. وُضِعت على قلبه علامة سحرية تُكبّل كل خلية من طاقته، وتمنعه من استخدام قوته. لم يكن يستطيع الشعور بأي هالة… كأنها انتُزعت منه. وكان يُضرب يوميًا، لا لشيء… سوى لأنه خالد آل سعدون. وفجأة، في إحدى الليالي، سُمع صوت خطوات خفيفة تقترب من زنزانته. رجل مسنّ يرتدي وشاحًا أسود وقف أمامه وهمس: “خالد… إنه أنا، سيف.” فتح الباب ببطء، وكانت عيناه تلمعان بالدموع. “حان وقت الرحيل، سيدي. هناك من ساعدني من رجالك القدماء… كتيبتك لم تنسك.” نهض خالد من الأرض، وجسده بالكاد يتحرك، وقال بصوتٍ خافت: “هل أنت مجنون؟ هذا السجن محاط من كل الجهات، كيف سنخرج؟” ابتسم سيف وقال: “الباب الخلفي… كما خططنا. الوقت قد حان.” خرج خالد متخفيًا تحت عباءة سوداء، يسير خلف سيف في صمت. كانت كل خطوة بين الجدران الباردة تُعيد له ذكرى. سلالم طويلة، ممرات ضيقة، حتى خرجا إلى الأزقة الخلفية للسجن. خارج الأسوار، كانت بريدة تغلي بالفوضى. مداهمات، تفتيشات، وجنود يرفعون راية “تطهير المملكة من الخونة”. “الجنود المخلصون جهزوا لك خيلًا على بُعد خمسة كيلومترات من هنا…” قالها سيف، وملامحه متوترة. في منتصف الطريق، خلف أسوار العاصمة، قابلهم ثلاثة رجال من كتيبة خالد. قال أحدهم: “سيدي، سنُشغل الحراس عنكم. انطلقوا بسرعة.” لكن قبل أن ينهي جملته، اخترق سهمٌ الليل… سيف سقط أرضًا. “سيف!!!” صرخ خالد، والدمعة في عينيه تحترق أكثر من السهم. انحنى عليه، فوجد السهم مغروسًا في ظهره، ودمه يسيل على التراب. “لقد… وعدتك أن أُخرجك من هنا…” همس سيف، وابتسامة حزينة تلوح على وجهه. قال أحد المرافقين: “خاننا أحدهم… لكن يبدو أنه بلّغ متأخرًا.” خالد نهض، ووجهه مظلم كالسحاب. “سأعود… وسأحرق من خانني.” ذهب خالد هاربًا إلى النقطة المتفق عليها، خمسة كيلومترات من الأسوار إلى الغابة. خالد: “إنه هناك… الخيل.” ركب خالد الخيل، وعند عنقه وجد خريطة صغيرة، دُوّنت عليها دائرة حمراء حول اسم: قرية ضراس. “ضراس…؟ تبعد أسبوعًا من هنا…” قالها خالد، وانطلق كالسهم بين الظلال. سبعة أيام قضاها في الغابات، يختبئ من الجنود، ويغذي نفسه بالغضب. كان كل حلمٍ يراه، كل نَفَسٍ يتنفسه، صراخًا في وجه الخيانة. وحين رأى تلال ضراس تلوح في الأفق… همس: “وُلدت من جديد… لكني لن أنسى من قتلني أول مرة.” نهاية الفصل
جميله اوي اوي مرضتش اقراها الا بعد الجزء الثاني لان الاول كان صغير ومش فاهمه لسه
ردحذف