خلف أقنعة الحب - الفصل الثالث

خلف أقنعة الحب 3

2025, Meme

غموض نفسي

مجانا

في هذا الفصل، تتصاعد الأحداث بوتيرة متوترة بين إيثان وماكس، حيث يكافح الأول لحل لغز الجريمة بينما يعاني الثاني من الإرهاق. في المقابل، تواجه الطبيبة كاميلا لحظات من الخوف والارتباك عندما يتصل بها ليام، طالبًا مساعدتها بعد أن أصبح هدفًا لتهديدات القاتل. تتعقد الأمور أكثر حين تلتقي بإيثان خارج مكتبها، حيث ينشب بينهما جدال حول ليام، قبل أن تنقلب الأوضاع فجأة بإطلاق نار مفاجئ

ماكس

مساعد إيثان الذي يعاني من الإرهاق لكنه يواصل العمل على القضية.

كاميلا

الطبيبة التي تجد نفسها في موقف صعب بعد تلقيها اتصالًا من ليام، وتتعرض لموقف خطير مع إيثان

إيثان

المحقق الذي يسعى لحل لغز الجريمة، يواجه تحديات جديدة ويشتبك في جدال مع كاميلا
تم نسخ الرابط
خلف أقنعة الحب - الفصل الثالث

 
الفصل الثالث
" جئت احقق معك بشأن قضيه قتل السيدة روزالينا"

اتسعت حديقتي عيناها بخفه ولكنها حاولت اخفاء توترها بالهاء نفسها، أصابعها تنقر بخفه على الطاولة أمامها.

اعتدلت في جلستها تفكر في كلماته التي أصابت عمودها الفقري بالقشعريرة، توقفت عن نقر المكتب تشابك أصابعها سويا فوق الطاولة تنظر له بحذر،
" من قال لك أنني محقق  لكي استطيع مساعدتك في القضية"
قالت بسخريه بينما تنظر له بتفاجاة من صراحته الزائدة التي تجعل اول كلمه نطق بها عن القضية

همهم إيثان وهو يفكر أن استخراج الكلمات من ثغرها ليس سهل كما توقع.
" لم اقل لكِ أن تحققي في القضية أنه عملي لكن اريدك ان تخبريني بحياة ليام، تخبريني مدى سوء حالته هل في حالته يستطيع القتل دون أن يدرك؟"
قلبت عليه الطاولة بسؤالها.
" من قال لك أن المريض النفسي مجنون لكي بفعل اشياء بدون وعيه"
رفع حاجبيه باستنكار وهو يسألها " هل تقولي أنه قتل بكامل وعيه؟"

تنفست كاميلا الصعداء تفكر لحظات قبل أن تتحدث ولاحظ إيثان خلايا عقلها التي تعمل قبل أن تجاوب سؤاله ." أنه عملك أنت سيد إيثان، انت من يحقق في الأمر ومتابعة الطب الشرعي ما دخلي"
تنهد إيثان ويبدو أنه سوف يتعب معها كثيرا لكي يأخذ منها كلمه محدده.
" اريد أن أخذ ملف وتقارير الطبية التي تخص ليام رودام"

انتفض جسدها في وقفتها بينما تضع يديها على المكتب وتميل جزعها العلوي قليلا فوق إيثان تقول بصرامه غير قابله للنقاش.
" غير مسموح لي قانونيا بالإفصاح عن أسرار مرضاي، ما تطلبه مرفوض وغير مهني"
نظر لها إيثان بحنق من جديتها المبالغ بها وشكه يزداد وقف قابليتها بينما يعدل من قميصه. " ما اطلبه أنه أهم من مهنيتك، أنا أمام قضيه القاتل بها مشكوك بأمره أنه قاتل متسلسل، ما أريده منك هي مجرد معلومات عن حالته العقلية "
مازالت مصممة على رأيها تقول بصرامة وملامح وجهها ثابته " مرفوض"
قبل ان تسمع رد الآخر أخذت حقيبتها وفي طريقها لمغادرة المكتب تاركه اياه خلفها.
اندفع إيثان خلفها حتى امسك يدها يوقفها
تدير رأسها تنظر له بحده والشرارة تخرج من عيناها تكاد تحرقه في وقفته لتجاوزه الواضح الصريح.
يترك يدها عندما يدرك فعلته.
" لم اقصد تجاوز حدودي لكن فقط اسمعيني، ما سوف تفعلينه لن يؤذيكِ بشيء أنه متهم في قضية قتل أنها ليست قضية ضرائب غير مسددة."
تقف أمامه بكامل جسدها تقرب وجهها من وجهه حتى فزع الآخر وابعد رأسه للخلف.
" ما تريد مني فعله يدمر سمعتي المهنية، أن كنت تريد الكشف عن تقارير ليام الطبية أجلب لي في البداية أمر قضائي يلزمني بذلك"
تنهدت بضيق يخرج كل الهواء الذي بين رئتاه بينما يمرر يدي على خصلات شعره يرجعها للخلف مرارا وتكرارا كوسيلة لتهدئه أعصابه لكي يستطيع كسب صفها له.
" ذلك يأخذ وقتاً طويلا لفعل ذلك انت لا تفعلي شيء سوأ إضاعة وقتي"
لم يتوقع إيثان أن تكون بذلك الغرور لقد تركته تتوجه إلى سيارتها الفخمة تبدو إصدار السنة،
" ا انتِ كيف لك تركي وتجاهلي هكذا انتظري انا احدثك هنا"
اندفع خلفها حتى دخلت إلى سيارتها تدير المحرك وتستعد الانطلاق، تفتح النافذة قليلا بنفاذ صبر من الذي يطرق على النافذة مرارا وتكرارا حتى ملت من ذلك المزعج.
" كلمتي واحده لن تتغير حتى لو تم اصدار ام قضائي بعد عام أتي به ووقتها سوف اخبرك بتفكير ليام الذي لا يعرفه حتى إن أردت"
قبل ان يرد انطلقت بسيارتها في ثانيه حتى اختفت من أمامه.
أطلق عليها الآلاف من الشتائم أنها فقط تماطل وسوف تأخر حل القضية حتى يمكن أن تظهر قضية أخرى وتكون كما توقع قتل متسلسل.
زفر بحده ووجنتيه بارزتان يضرب حجر ملقى ارضا حتى ارتطم بالطريق.
وضع كلى كفيه الباردان من جو سان فرانسيسكو البارد في جيوب سترته الجلدية، بينما يسير في الطريق المظلم حتى وصل إلى  ماكس الذي جالس في مقعد السائق.
فتح إيثان باب المقعد الذي بجانب ماكس، جلس يحدق في الطريق لكن استغرب أن ماكس لم يتحرك، يدير رأسه نحو ماكس ليجده يحاول كتم ضحكاته بصعوبة
تحدث بضيق " ما لذي يضحكك لتلك الدرجة"
لم يستطع ماكس تمالك نفسه حتى انفجر ضاحكا يضرب المقود بكفه، " رأت المحقق الصارم الذي يلقي على الأوامر يجري وراء امرأة يترجاها مثل الطفل الذي يركض خلف أمه"
ضرب إيثان كتفه حتى تؤوه الآخر بألم ممسك كتفه.
يشير إيثان له لكي يتحرك نحو منزله واستجاب بالفعل لأوامره كالمعتاد دون نقاش.


في منزل كاميلا
ترتدي بجامة مريحه رمادية اللون رافعه شعرها البني للأعلى على شكل كعكه فوضوية بينما تتكئ على طاولة المطبخ في انتظار أن تنضج القهوة التي بالفعل رائحتها الطيبة بدأت أن تظهر.
تقلب في هاتفها المتصل بسماعة أذنها اللاسلكية تشغل أغنيتها المفضلة بأعلى صوت كما تحب، تكاد طبلة أذنها توشك أن يتم خرقها.
اثناء فراراها في اخبار اليوم تذكرت وجهه المحقق الذي تردد على مكتبها اليوم ضحكت بخفه عندما يعيد عقلها مشهد ركوضه خلفها، ذمت شفتيها لكي تمتنع عن الضحك، تركت الهاتف تندن مع لحن الأغنية وفي تلك الأثناء صفاره من مكينه القهوة  تعلن نضوج القهوة واستعدادها للشراب، تصب القهوة وتأخذ فنجانها تقف في شرفة غرفتها تحتسي القهوة وتتأمل الأشجار التي تطل على شرفتها، نسمات الهواء اللطيفة تداعب بشرتها الناعمة مما يجعلها تشعر أكثر بالانتعاش.

شعور غريب ينتابني، شعور الترقب؛ انظر يميناً ويساراً أشعر أن هنالك أحد يراقبني لكن ليس هنالك شيء سوأ الظلام، اغمض عيني للحظه بالتأكيد ذلك اثر العمل.

ظننت أن الحياه اللطف بكثير وانا بمفردي مم ليس كثيرا .
تنهدت اركز في قهوتي لكي لا أنهي يومي كالمعتاد بتذكر ماضي ليس له داعٍ.
ارتشف قهوتي السوداء التي تخدعك بحلاوتها في البداية ثم تباغتك بالمرارة في نهايتها وكم الحياه تشبه القهوة كثيرا.
قاطع تفكيري صوت رنين هاتفي، امسك الهاتف ارى من المتصل أنه رقم غير مسجل
اضع الهاتف على اذني اقوس حاجبي باستغراب من سوف يحدثني في منتصف الليل.
" وعدتنني انكِ ستتقفين بجانبي وتحميني"
اتسع بؤبؤ عيني بصدمه، قشعريرة تسري بين أوصالي عندما سمعت صوته، صوت اعرفه جيدا، قولت بصوت مرتعش " ليام؟"
ضحك عبر الهاتف يهمهم " عرفتيني ايتها الطبيبة بسهوله"

توقف قليلا يكمل حديثه بعدما تنهد والتعب ظاهر في صوته " لماذا، لماذا فعلتي بي هذا بعدما قولتِ انك سوف تحميني"
تسارعت أنفاسها تفكر بما سوف ترد وكيف علم بالأمر " كيف علمت أن إيثان زارني اليوم هل تراقبني؟"

مر الكثير من لحظات الصمت بينهم، لقد اغلق المكالمة دون الرد عليها!
تنظر إلى الهاتف وعيناها تتسع بمفاجأة من فعلته الغير مبررة هل يحاول تخويفها ذلك المعتوه.
تشد قبضتها على الهاتف يكاد يتحطم بين أصابعها .
تدخل غرفتها ترتمي على الفراش والهاتف تضعه بجانبها بينما تمرر أصابعها بين خصلات شعرها وهو تزفر ' ليام يفكرها كثيرا بطفولتها ليام يحتاج للحمايه التي لم تتلقاها في طفولتها يحتاج للاحتواء والطمأنينة.' ، تغمض عيناها محاولة في النوم الذي يفارق عيناها منذ فترة ليست بقصيرة، جسدها يستغيث طالبا للراحة التي لا تستطيع أن تتمتع بها.
في وسط استغراقها في النوم انين يخرج بين شفتاها دليل تعبها، تشنج عضلات جسدها الذي يقاوم ويحاول الحراك.

ينظر إلى تلك الفتاه الصغيرة التي بالكاد تصل إلى ركبتيه، مدللته حبيبته لكن سابقا ماضي وانتهى.
يتجرع نبيذه ينتظر زوجته ترجع من الخارج بينما أنظاره لا تفارق تلك الصغيرة التي تلعب بدميتها المحشوة، كأس تلوا الآخر حتى بات عقله غائب لا يعي حتى لمكان إقامته، صوت المفتاح يفتح باب الشقة القديمة ذات الحوائط المتشققة، دخلت امرأة في أواخر العقد الثالث بملابسها القديمة شبه مهترئة، الابتسامة تعلوا محياها لا تعرف الذي ينتظرها.
دخلت تركع نحو صغيرتها التي تلعب تقبل وجنتيها ثم تقف تتجه نحو زوجها.
ما إن رآها القى الكأس أرضا بعدوانيه غريبه لم تعهدها من قبل، اختفت ابتسامتها عندما رأت شخص آخر غير الذي تزوجته واحبته، رأت في عيناه اليأس والبؤس رجل آخر تماما عن الذي عاشرته سنوات.
" رو.." قبل أن تكمل اسمه الذي أحبه من ثغرها كثيرا سابقا امسك بخصلات شعرها يجرها منه أمام ناظري ابنته الوحيدة التي ترتجف عندما سمعت صرخات امها وهي تستنجد ليتم إخراجها من أسفل يده.
يضربها ضربا وحشيا غير مبالي عن نواح ابنته أو حتى صرخات زوجته، كفه الذي يرتطم بكلتها وجنتيها على التوالي مرارا.
يتحدث بغضب وشرارة غير انسانيه من عيناه " كنتِ معه أليس كذلك، مع غيري ايتها العاهره"

" انت مجنون، مجنون "
لم يترك جسدها الهزيل سوأ وهو ينزف من كل جهه مرتميه ارضا تحاول أخذ أنفاسها.

جسدها ينتفض من الفراش حتى ارتفع بعض السنتيمترات عن الفراش، جسدها المرتعش خوفا من تذكير عقلها بالذي تحاول ان تخبئه من سنوات، وصوت شهقاتها المتعالية في محاولة أخذ أنفاسها المسلوبة، قلبها يكاد ان يخرج من قفصها الصدري.
أكان حلم، حلم سيء يحاول عقلها الباطن فيه أن يرجع ذكريات تم دفنها أسفل التراب منذ زمن.
تتنفس محاولة تنظيم أنفاسها شهيقا وزفيرا تلقي الغطاء عن جسدها في محاولة للوقوف حتى خارت قواها، خانها جسدها كادت أن تسقط قبل أن تمسك بالطاولة في منتصف الغرفة.

تخرج من دورة المياه بعد أن اغتسلت ترتدي فستان مريح يصل إلى ما بعد ركبتيها تمشط شعرها امام المرآه على شكل جديلة تصل إلى منتصف ظهرها.
أمسكت الهاتف ترسل رسالة إلى من يعرف جيدا كيف يخرجها من تلك الحالة السيئة، " سوف أتي في غضون نصف ساعه انتظريني في مكاننا المعتاد"


في أحدى المطاعم الراقية الهادئة، حيث ينساب الهدوء بين أركانه، وتطل نوافذه على مساحات خضراء زاهية.

أخرج صوت آنا كاميلا من شرودها في النافذة التي بجوار طاولتهم المعتاده.

"فيما تفكيري كاميلا "

حدقت آنا بعينيها الزرقاوين محاولة في اختراق تفكيرها وفهمها على الرغم صداقتهم التي دامت خمس سنوات إلا أن كاميلا حياتها مازالت مبهمة بالنسبة لها عكسها تماما؛ كاميلا تعرف كل شيء يخص آنا حتى حياتها الزوجية مع مالكِ سلسة من أكبر مطاعم كاليفورنيا.

تلتقط كاميلا فنجان قهوتها ترتشف منه القليل مما جعل احمر شفاهها يترك بصمه خفيفة على حافة الكوب دون أن تدرك، عيناها تحلل آنا وكأنها تخترق حصون أفكارها، مما جعلها تتحرك من مضجعها يميناً ويساراً تعدل من وضعية جلوسها بعدم راحة.

"آنا انا متعبة، مازالت تراودني تلك الأحلام كل يوم تلك المشاهد لا تريد الخروج من عقلي ."

كان واضح على عيناي كاميلا السهر والتعب لذلك اتصلت بآنا لأنها الوحيدة لها .

همهمت الأخرى بتفهم فهي تعلم أن كاميلا تعاني من الآرق المزمن والكوابيس، على الرغم انها طبيبه واستطاعت معالجة الكثير في ذلك الأمر لكن مزال الأمر متعب لأعصابها.

أكملت كاميلا قائلا وعلامات التردد واضحه على محياها وكأنها خائفة من البوح بأفكارها

"احد مرضاي متهم في قضية قتل ويريد مساعدتي "

اتسعت عيناي آنا من الاعتراف المفاجئ

"وكيف سوف تساعدينه، كاميلا حياتك لا ينقصها المشاكل ابتعدي عنه وقدمي معلوماته للشرطة وهم من يحققوا معه."

هزت راسها نافيا على تعليق صديقتها

"لا استطيع، لا استطيع التخلي عنه الان "

تطلعت إليها بقلق، وكأنها تخشى أن تكون كاميلا متورطة أكثر مما تعترف، ونبضات قلبها تتعالى بقلق على صديقتها المفضلة، أمسكت يدها تطمئنها بوجودها بجانبها ودعمها المستمر.

زمت شفتيها بقلق تقول " هل هو حقا القاتل وأنتِ تتستري عليه"

تنفست كاميلا الصعداء تهز رأسها بالنفي

" لا اعلم.... لكن مستحيل أن يكون القاتل"

شددت آنا على يد كاميلا ممسكه بها وهي تقول محذره.

" لا يمكنك الوثوق بكل مريض لديكِ، أنتِ لستِ محققة أنتِ طبيبة، يجب أن تتوخي الحذر وتخبري الشرطة بكل المعلومات"

نظرت كاميلا لها تعض باطن وجنتها بخفه وتقول مدافعة عن ليام وكأنها كانت تريد أن تسمع دفاعها ذاك عن نفسها من قبل" آنا، ليام ليس أي مريض أنا اعرفه هو لذاته اعرفه كانسان ليس مريض"

أبعدت آنا يدها عن كاميلا مستنكره رد فعل صديقتها" كاميلا ليس لأن ليام ذلك يذكرك بماضيكِ وطفولتك ذلك يعني أن تدافعي عن مجرم"

نظرت لها بحنق تقول، صوتها الثابت الذي لا يمكن النقاش بكلماتها " ليام لم يثبت عليه شيء بعد وانا متأكدة أنه بريء"

تنهدت آنا فاقدة الامل في تغير افكار صديقتها صاحبة العقل المتحجر، فضلت آنا الابتعاد للحظات، قبل أن يتحول حديثهما المعتاد إلى مشادة جديدة.

" سوف اذهب لدورة المياه اعدل مكياجي لن أتأخر"

تزيل آنا المنديل الابيض من فوق قدميها وتقف مما جعل قدمي الكرسي يحتكا بالسراميك الابيض الناصع

نظرت لها كاميلا تعلم السبب وراء فعلة آنا المعتادة، عيناها تتبعان آنا حتى اختفت عن ناظرها، عادت تحتسي قهوتها التي بردت كثيرا بسبب شدة حديثها مع صديقتها.

قاطع لحظاتها الهادئة، قدوم النادلة تضع أمام كاميلا فنجان قهوه آخر بدلا من التي بردت، رفعت راسها قليلا تنظر لها وحاجبيها معقودان بتعجب " لكنني لم اطلب فنجان آخر"

كادت أن ترد النادلة فاتحه ثغرها للإجابة، لكن قاطع حديثهما الذي لم يبدأ، سحب أحد الكرسي الذي أمام كاميلا نظرت له معتقدة عودة آنا؛ أنه رجل، اتسعت عيناها بتفاجئ من وجوده هنا

جلس أمامها يريح ظهره للخلف يقول بصوته الرخيم " ظننتك تحتاجين لفنجان اخر" يهز رأسه مشيرا للنادلة بالذهاب

نظرت له بكفر من تصرفاته، عقدت ذراعيها ضد صدرها في وضعيه دفاع.

" لا اظن ان هذا المكان اصبح ملتقى للمحققين و المشتبه بهم، ما الذي دفعك لتأتي هنا "

لعق شفتيه مستنكرا سخريتها والواضحة، همهم قائلا " أنا أيضا لم اتوقع وجودك هنا لكنني كنت افكر لماذا لا استغل تلك الفرصة"

لم تفهم كاميلا الحقيقة وراء حديثه الغير رسمي فاجأه كانت حذره جدا معه تفكر في كل حرف " فرصة لماذا تحديدا؟"

يخلخل أنامله في خصلات شعره السوداء الطويله نسبيا يرجعها للخلف ثم يستند بمرفقيه على الطاولة في تواصل بصري معها جعلها تبتلع ريقها بتوتر ." فرصة للتعرف عليكِ بعيدا عن العمل والتحقيق، فرصة لمعرفة من أنتِ تحديدا، ليس كطبيبة كاميلا بل كامرأة"

لم تستوعب ما الذي يريده منها فهي ليست ليام على أي حال ولم يحضر حتى جلساته السابقة معها لكي يعترف لها بشيء، الصمت بينهم يزيد من توتر الأجواء وخنقه المكان بالنسبة لها، اشاحت ببصرها سريعا عنه عندما امسك بها تنظر له، تنظر إلى أظافرها في محاولة لأشغال عقلها، وقلبها يتسارع بين اضلعها

" لا اظن انه من المهنية أن يلتقي محقق بمتهمة سابقة "

قالت محاولة تقليل توترها وبعض من الفضول يتخلل صوتها الأنثوي

مالت شفتي إيثان بضحكه خفيفة تظهر أسنانه الامامية، أنه يعرف انها متوترة ويريد زيادة توترها، اومأ لها

" كاميلا لو كنتِ حقا متهمة لن تكوني أمامي الان على طاولة بجوارها نافذه تطل على أشجار وازهار نادرة النمو في إحدى المطاعم الراقية، كنتِ سوف تكوني في غرفة التحقيق يحوط بك الضباط."

شعرت أنه لا مفر منه لذلك حاولت تجاهل وجوده قدر الإمكان رغم صعوبة الأمر وشعورها بنظراتها التي تخترق روحها وكأنها كتاب مكشوف له واغاظها ذلك كثيرا، راحتي يدها تتعرق بينما تمسك بفنجانها الذي طلبه لها ترتشف منه وتشغل عقلها بالنظر من النافذة.

" ما الذي دفعك لكي تكونِ طبيبة نفسية، أظن انها مهنة متعبة أليس كذلك؟، التحقق والتدقيق في كل شيء عدم العيش كإنسان طبيعي"

كان سؤاله واقعي لكن حتى كاميلا ليست متأكدة من إجابتها المعتادة على ذلك السؤال، باتت لا تعرف حتى مسار أفكارها.

لم تكلف نفسها عناء النظر له واكتفت أن تكمل في تأملها" لدي فضول حول النفس البشرية ودوافعها"

همهم لها دليل على تفهمه

تزيل بصرها عن النافذة وتشعر براحة غريبة تجاه إيثان رغم أن التوتر مازال يأكل دواخلها.

لم تتوقع أن تشعر بها تجاه إنسان، خاصة أمثاله، بادلته بذات السؤال.

" لما اخترت أن تكون محقق أليست هي الأخرى متعبة نفسيا"

عيناه تفحص تفاصيلها حتى العشوائية منها اكتفى بقول " رغبة ابي"

لم تستطع أن تحجم ضحكتها التي فلتت منها رغم ثقل وتهالك روحها " حقا لم اتوقع أن سيادة المحقق يتم إجباره على عمله"

رفع حاجبيه باستنكار من ضحكتها المفاجئة لكنه لم يمنع ابتسامه تتشكل على ثغرة آثر رؤيتها تضحك عليه.

ينظر إيثان بطرف ملاحظا خروج صديقتها، نهض واضعا كفيه مستندا على الطاولة.

إيثان يميل للأمام ويقول بصوت هادئ:

" لن اضغط عليكِ أكثر من ذلك لكنني سوف أجد طريقة لفهمك يا طبيبة كاميلا."

يميل عليها أكثر مما أثار دهشتها وجعلها تتراجع للخلف ظهرها ملتصق بالمقعد، يهمس ضد أذنها يشير على فستانها الطويل يصل إلى ما بعد ركبتيها وبأكمام طويلة مزركشه بالقماش الاسود "بالمناسبة الاخضر يليق بك*

ابتعد خارجا من المكان بأكملها وقتئذ عادت آنا اليها لكنها وجدتها في حالة غريبة، وجنتيها المتوردتان و يديها المرتعشة قليلا.









في مكتب إيثان في قسم الشرطة.

جالس على مكتبة يقلب في أوراق قضية اليزابيث

طرق الباب ودلف ماكس يجلس أمام إيثان وعلى محياه ملامح الامتعاض مما أثار ريبة الاخر

" بماذا جئت هذه المرة"

كان يحدثه وعيناه لم تترك الاوراق لكن حديث ماكس جعل نبضه يقف لثانية " تم العثور مسرح جريمة اخر في أحد المباني القريبة من شقة اليزابيث"

يرفع بصره نحو ماكس يحاول عصر ذهنه لربط الأحداث التي لم يتوقع وجودها في ذلك الوقت" هل تقصد أن الجريمتين مترابطتين، قاتل متسلسل؟!"

تنهد ماكس بتعب اثر عمله الكثير في تجميع معلومات تلك القضية، أومأ له يكمل الحدث الاكثر ريبة " الشيء ذاته، رجل في نهاية الستون من عمره يعيش بمفرده مطعون سبع طعنات من الخلف"

يفتح إيثان كفه يأخذ الملف من ماكس يتطلع على المعلومات الجديدة له تسأل إيثان" على هنالك شهود، جيران لاحظوا دخول أو خروج أحد، اي شيء يساعدنا"

هز رأسه نافيا على تساؤلات إيثان " لا شيء لم يروا أحد ولم يلاحظوا حتى صوت، حتى الشُقة نوافذها سليمة و الابواب لم يتم الهجوم عليها، يبدو القاتل شخص يعرف المجني عليه ومعه نسخة احتياطيه لمفتاح المنزل"

فرض إيثان تساؤل اخر " أو أنه شيء دفع المجني عليه أن يفتح الباب و وقتئذ تم الهجوم عليه"

تسأل ماكس بتردد ويضيق عيناه عليه، يدعو في سره أن لا يوافق إيثان لرغبته في الذهاب والنوم العميق " هل سوف تذهب الان لكي ترى مسرح الجريمة"

اكتفى إيثان هز رأسه نافيا مما جعله يشكر ربه، وقف إيثان يلملم حاجياته ويرتدي سترته السوداء مستعدا للخروج، قبل أن يذهب يستدير يقول لماكس هادما توقعاته بالنوم الهنيء " سوف تأتي معي منزلي الان لكي تعمل على قضيه اليزابيث"

" يا رجل هل تمزح معي لم انم منذ ثلاث ايام انظر الى علامات الإرهاق اصبعيه يشدان بشرته للاسفل موضحه هالاته السوداء وتورم عيناه الحمراوين .

" كلمتي واحده ماكس لن انتظرك كثيرا في السيارة"







يضع المفتاح في قفل الباب و يكاد الذي واقف بجانبه يسقط مغشيا عليه من قلة الراحة

يدفع الباب جارا ماكس من ذراعه للداخل مغلق الباب ويضع المفتاح بحذر على الطاولة ثم يخلع سترته يعلقها في مكانها المعتاد في علّاقة بجانب أحذيته المصفوفة بعناية، بينما الاخر القى بجسده متمددا على الأريكة رمادية اللون مثل جميع الالوان الكلاسيكية المتناسقة في غرفة المعيشة.

رفع إيثان سبابته نحو ماكس محذرا إياه وعيناه تضيق على الاخر الذي شبه واعي " إياك وتخريب اي ترتيب في المنزل لا تدعني اندم على جلبي لك هنا"

غمغم الاخر بكسل وخمول ويحتضن إحدى وسادات الأريكة مثلثية الشكل" انت على حق دعني اذهب لمنزلي الان قبل أن اخرب عليك ترتيب منزلك "

جذبه من ياقته لكي يعتدل في جلسته أسفل تأفف الاخر.

رتب الوسادات التي فُسدت بسببه ثم جلس بجواره وبيده ملفات القضية، القضيتين الان

عقارب الساعة تتسارع دون إدراك إيثان على عكس ماكس الذي يعد الثواني مرت ساعتين عليه كالدهر

اغلق إيثان الملف بتعب لم يتوصل لأي خيط للقضية حتى الآن ولا جديد في قضية اليزابيث

شرب ماكس اخر رشفة من قهوته التي جعلته راغبا أكثر للنوم واقفا بنشاط وسعادة مستعدا للذهاب، قاطع تخيلاته لسريره المريح رنين هاتفه، التقطه بتأفف يرد وسط نظرات إيثان الفضولية، انتظره حتى ينهي مكالمته المبهمة .

قال ماكس بعدم اكتراث" ليس مهم أنه احد رجال الشرطة يخبروني كالمعتاد بتحركات ليام، أنه متجه نحو مكتب كاميلا "

ضرب الادرنالين في خلايا جسد إيثان جاعلا إياه ينتصب واقفا مندفعا بأخذ حاجياته ويتوجه نحو كاميلا، نظر ماكس بتذمر إلى إيثان حتى تأفف منه الآخر مللا من كسلة، " اذهب لا اريدك بحالتك المخمورة تلك"









قبل نصف ساعة في مكتب الطبيبة كاميلا

جالسة على اريكتها بعد انتهائها من مرضاها تقرأ إحدى كتب علم النفس التحليلي لمعرفة المعلومات أكثر عن النفس البشرية وتحليل أفكارها ودوافعها المكبوتة.

قاطع تركيزها رنين هاتفها برقم اخر مجهول" مرحبا...  مرحبا من انت"

صوت نحيب في الخلفية يزداد مع مرور الوقت حتى اقترب كثيرا من الهاتف وسط عدم فهم كاميلا، أغلقت الكتاب تعتدل في جلستها تسترق السمع على الهاتف محاولة فهم اي شيء يدور يجعلها تعرف من المتصل حتى رد الآخر وسط شهقات البكاء " كاميلا أنه أنا .... أنا ليام"

حاولت تهدئته لتعرف اي شيء عنه عيناها تدور في كل الاتجاهات تفكر " ليام أهدئ... ليام استمع لي اين انت الان "

" حسنا انتظرك الان في مكتبي "

أغلقت معه تقف تتوجه نحو الباب تنده على سكرتيرتها تأمرها بالذهاب اليوم لعدم وجود مواعيد أخرى مع أحد المرضى .

بينما تجمع إيمي اشياءها كانت تقف كاميلا أمام نافذه مكتبها متأمله أضواء المدينة المتلألئة شارده الذهن، لماذا كان يبكي ليام؟ ولماذا لم يأتي لها في مواعيد جلساته المعتادة؟، كان جسدها يرتجف لا تعرف قشعريرة البرد القارص في أجواء سان فرانسسكو ام خوفا عليه، تنفسها الغير منتظم وكأنها غارقة في في ماء احدى البحيرات الراكدة التي تحوط بعنقها مكممه فوهها غير قادره على الحديث او حتى النجأة منها، جسدها المتسمر أمام النافذة وعيناها الفارغتان التي تكاد ترمش توضح الصراعات التي بداخلها،

مر وقت طويل منذ ان كانت بذلك الضعف الذي لا يجعلها تفكر بعقلها بل بمشاعرها،

تلك المشاعر التي تودي بها للهاوية تذكرها بماضيها المشابه لليام لحد كبير، ذات الضعف وقلة الحيلة مثلما اليوم التي تمت به العاشرة من عمرها، كان يجب عليها ان تتزين وترتدي فستانها الجديد مستعده لنفخ الشموع وسط تصفيق عائلتها وليس الركض في الشوارع الباردة حافيه القدمين المتقرحتين هاربة من أبيها خارجه من أسفل السلطة الأبوية التي كانت في يد من لا يعرف شيء عن الأبوة، منذ ذلك الحين والحياه هي من طفأت شموعها مجرده إياها من براءتها و طفوليتها الساذجة، في ذلك اليوم ادركت ان الحياه ليست ورديه، لا يوجد مكان فيها للضعفاء، ان لم تنقذ ذاتها سوف يبتلعها ظلامها.

هل سوف تعود يوما كما كانت اذا وجدت ذلك الكتف لتتكئ عليه، او تلك الايادي الدافئة التي تحوط بجسدها المرتعش مهدئه إياه.

قاطع تفكيرها صوت خطوات بطيئة خلفها، التفتت بسرعه نبضات قلبها تصرخ في صدرها معلنه حمياتها ظننا انها تلك الخطوات ملك ذلك الشخص الذي مازال يراودها في كوابيسها اليومية، ذرفت أنفاسها براحه تغمض عيناها للحظات تحاول تهدئه ارتعاش جسدها " ليام؟" نطقت اسمه بخفوت متعجبة من تصرفاته الغريبة لما لم يطرق الباب ولما تسلسل من خلفها.

توجهت نحو كرسيها تستريح عليه تحاول لملمة شتاتها لتركز على حالة الاخر متعجبة من كل شيء به منذ وفاة امه ادركت جيدا ان منذ تلك اللحظة سوف تسير معه في طريق اخر مظلم لا تستطيع تحديد نهايته الان، تشابك أصابعها على المكتب عيناها تركز على حركاته المتوترة و أطرافه المرتعشة شفتاه البيضاء الجافه تصرخ تعطشا لقطرات الماء، تبلل ملابسه رغم عدم وجود امطار، كفيه المرتعشين يشددان على اطراف معطفه الأسود الجلدي الي يكبره حجما ويبدو انه ملك لشخص اخر.

"ليام"

"ليام"

صوتها المنادى من بعيدا اخرجه من شروده ضائع بين متهات أفكاره، رفع عينه المهتزة ينظر لها، يكاد ينسى كيف تنطق الاحرف وكيف تعتلي الابتسامة الوجوه لا يعلم سوا كيف تبتل الجفون، " ليام انا طبيبتك لا تخف مني، لا تخف من قول أي شيء حتى دون التفكير"

قالت كلماتها تلك و كانت تدعي بينها وبين نفسها ان تهدئ ذعره ولو قليل.

أخرج لسانه يلعق شفتاه وصوته خرج متشققا مهتزا" ماء، اريد ماء"

أمسكت الكوب الذي بجوارها تناوله إياه متعقبة شفتاه في انتظار اي كلمة تهدئ ضجيج عقلها.

نظر لها بضعف وكان عيناه المحتقنه على وشك البكاء مجددا " انتِ تصدقينني صحيح كاميلا ؟" صوته المرتجف كأنه يرجوا الله باحثا عن من يصدق كلماته، أن يصدقه.

" ليام أنا دوما في صفك وأصدق كل كلمة تنطق بها أخبرني ما لذي يحول بخاطرك"

"لقد قتلوا رجلا اخر كاميلا" نظراته الهائمة وكانه غريق لا يعرف الإبحار

"ماذا" كلماتها المندهشة لا تصدق اذنيها وقفت بسرعه من مضجعها تقف امام ليام الذي يضع راسه بين يديه يكمل وصلة نحيبه وجسدها يهتز.

امسكت كتفيه توقفه عن الاهتزاز ناظرا له بشك " ليام هل لك دخل بذلك"

نظراته لها منكسرة فحتى هي تشك به" لقد جئت لك لكي احتمي بك وليس لاتهامي كاميلا"

اسحب كرسيي اتجاهه مصدرا احتكاك مع أرضية الغرفة، امسكت كلتا يديه الباردة احتضنهم بين كفي ممتصا حراره جسدي الدافئة في محاوله اطمئنه رغم معرفتي ان التلامس غسر قانوني وغير منهي ، لم اعد افكر بعقلي بعد الان

"حدثت جريمة أخرى كاميلا وبذات الطريقة"

كلماته الخارجة بضعف من شفتيه تزلزل اوصالها تركت يده متذكرة كلمات المحقق ايثان

" لا يجب عليك الوثوق بكل مريض انت لست محققه"

فات الأوان الان يجيب عليها مساعده ليام لا تستطيع اتخلي عنه في منتصف الطريق، نظرت له مضيقه عيناها بتشكك " كيف علمت ليام اخبرني بما تعرف،

يرفع راسه موجه نظراته لها ودموعه تتساقط على وجنتيه" القاتل.. القاتل كان يرسل لي تهديدات لذلك لم احدثك بهاتفي"

كاميلا تنظر له متجمدة الأطراف معقوده اللسان وكأن جردل ماء بارد سكب فوق راسها لا تعرف كم المصائب التي تتوجه لها من كل اتجاه.

رجفه من البرودة تسري بين اوصلها متجمد الدماء في عروقها، هل يعقل ليام في ورطه اكبر من مجرد مشتبهه به في قضية قتل، هل يعقل انه التالي،

كان يجب ان تهدئ لكي تفكر جيدا.
"ليام اذهب انت الان ودعني افكر"
أومأ لها يقف خارجا من المكتب جارا خيبات اماله خلفه، اخذت حقيبتها تخرج هي التالية مقررا العودة مباشره للمنزل،تدخل سيارتها واضعه حقيبتها على المقعد الذي بجانبها تشغل المحرك، محرك السيارة لا يدور تحاول مره أخرى لكن دون جدوى تأففت بانزعاج من هذا اليوم تخرج من سيارتها تسند على باب السيارة تقرر طلب سيارة لتوصيلها،

"هل تحتاجي لتوصيله"

رفعت راسها نحو الصوت ذلك الرجل الذي مستند على باب السيارة المفتوح اسفل الشجر الذي يخبئ السيارة نسبيا لذلك لم تلاحظ وجوده سابقا.

اقتربت منه حتى كادت تتلامس وجوههم وملامحها الممتعضة واضحه على وجهها

" هل تراقبني ايثان لما تظهر في وجهي حيثما ذهبت اظنك قولت انني حتى لست مشتبه به "

صوتها المهتز كان دليلا على شده غضبها من رؤيته في كل مكان حولها وكأنه ظلها.

" لا اراقبك انتِ، لكن لم اظنك عاطفيه بذلك الشكل لكي تقابلي مجرم وبل تحاولي مساعدته"

اختفت نبرته المرحة وحلت محلها نظره عيناه الباردة المعتادة نحوها كانت تعرف جيدا انه محق لكنها لن تعترف بذلك.

" ليام ليس مجرم بل ضحيه يجب عليكم حمايته بدلا من مراقبته "

قالت مدافعه عن ليام بينما تضيق عيناها بحده على ايثان.

قبل أن يرد على كلامها المدافع عن ليام صوت طلقات الرصاص الحي تملئ الحي السكني الهادئ

صرخة فلتت من ثغرها من دهشه الموقف ترتمي بين ذراعيه بينما يجذبها نحوه متحاميين في باب السيارة المدنية التي تصدت للطلقات بدلا من اختراق أجسادهم،
" لا تتحركي "

قال لها أمرا بصوت لا يحتمل به النقاش بينما يخرج مسدسه الذي يكون دوما معه مخفي اسفل سترته، بينما يخرج رأسه يبادل إطلاق الرصاص، بينما هي خلف ظهره أصابعها متشبته بقميصه يكاد يتمزق من يدها .
راكعه جسدها يهتز خوفا لم تسمع إطلاق الرصاص من قبل سوأ في الافلام التي أصبحت حياتها الان مثل الفيلم بالفعل، يحاول ملاحظه جميع الأفراد المسلحين والاطلاق تجاههم لكن ظلمات الطريق الذي ينيره عمود إنارة واحد لا يساعد في ذلك، يلمح سيارتان رباعيه الدفاع بها رجلين مسلحين

لا، بل ثلاثه

رصاصة باغتته في صدره أثناء تشتته، أطلق تأوه متألم واضعه يده تلقائيه التي تلوثت بدمائه الدافئة على صدره، تمدد أرضا وعيناه ترفرف في محاوله في إبقاء نفسه واعيه لا يعرف كيف ستقابل كاميلا حتمها، وقف الزمن للحظات عندما رأت بقعه الدماء تنتشر على قميصه الابيض كانت تنظر له بصدمه تحاول كتم صرختها في رؤيته غريق دماؤه

وضعت رأسه بين حضنها تضرب وجنتيه بخفه محاوله ان لا يغشى عليه، نظر لها نظره غير واعيه يخرج جهاز الإرسال الشرطي خاصته من سترته بصعوبة قائلا بصوت مرتجف منخفض على وشك الاغماء.

الخدر يتملك منه وينتشر في كل جسده،
"هنا المحقق إيثان كين، وحده التحقيق الفدرالية، الفرقة الثالثة، تم إطلاق النار علي من قبل أربع رجال مسلحين احتاج الى دعم طبي فوري.... شارع لومبارد سان فرانسيسكو"

عند انتهاءه من إيصال استغاثته سقطت يده بجهاز الارسال غير قادره على حركه وعيناه تحارب الإغلاق بين ذراعيها حتى اغشى عليه تماما رأسه في احضانها، تنظر له وعيناها تتسع بصدمه الادرنالين ينتشر في كل خليه من جسدها معلنا وجود خطر عليها مثل الإنسان البدائي في احدى الغابات الاستوائية يطارده حيوان بري، تنفسها يصبح اسرع وشهقاتها في محاولة التنفس تتزايد، نقاط العرق تتشكل على جبينها ويديها الملطخة بالدماء ترتجف محاولة جس نبض إيثان،

نبضه أنه ضعيف جدا، أثناء وضع راسها على صدره محاولة التأكد من النبض تلاحظ تقدم رجل بيده مسدس نحوها، ارتفع ضغط الدماء في رأسها حتى باتت تستمع إلى النبض في أذنيها، أمسكت المسدس تفلته من يد إيثان الباردة من قله وصول الدماء إليه، وضعت رأسه أرضا تخرج راسها من خلف السيارة تنظر إلى الرجل محاوله تحديد موقع آخر مهدد لها.

بغريزة الدفاع البدائية تخرج المسدس وتحاول التقاط الرجل بيدها المرتجفة تحاول السيطرة عليها، صرخة مدويه في الإرجاء عندما أصابت الرصاصة فخذه سقط الرجل أرضا متألم يمسك فخذه وسلاحه بجانبه، تحاول التقاط الآخرين لكنهم ركبوا السيارات وفروا هاربين،

صفارات الشرطة التي استطاعت تسمعها من بعيد، تنفست براحه عندنا وصل رجال الشرطة والاسعاف، أخذوا إيثان على السرير المتنقل إلى داخل عربه الإسعاف وسيارات الشرطة تلاحق المجرمون، وضعت المسدس أرضا تتجه نحو جسد إيثان الغير واعي بملامحه الهادئة، ركبت معه عربه الإسعاف كمرافق، تضع يديها الملوثة بين أحضانها عيناها لا تفارق الدماء متذكره رائحتها جيدا التي لم تنساها يوما، أطرافها الباردة تجعل جسدها يرتعش وينتفض وكأنه خارج لتوه من معركه.

قلبها تتسارع ضرباته المتتالية تشك وكأن قلبها توقف عن النبض للحظات.

تعليقات

  1. الردود
    1. سعيده أنها اعجبتك، ممكن اعرف ايه الاشياء التي اعجبتك أو الأشياء التي رأيتها غير واقعيه لاني اريد تطوير ذاتي🤍

      حذف
    2. مفيش عيب بصراحه واجمل شئ السرد بطريقه روعه

      حذف
  2. اوعي ايثان يحصله حاجه 😔

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي