روايه بنت الشيطان
بنت الشيطان
2025, Jumana
سايكو
مجانا
بنت من عيلة غنية، بتمر بفترة صعبة بعد ما اختفى شخص كانت بتحبه من حياتها من غير سبب. بتحاول تهرب من الحزن والسكون اللي في بيتها بالسفر مع والدها لفرنسا في رحلة شغل. هناك، بتحاول تلهي نفسها وتدور على فرصة تعيش شوية حرية بعيد عن رقابة أهلها وخاصة مامتها اللي بتوصل كل حاجة لأبوها. وسط الشغل والسفر، بتحصل مواقف كتير بتحطها قدام أسئلة عن نفسها وعن اللي حصل. الرواية مزيج بين المشاعر، الغموض، والتمرد على القيود.
لورين
بنت جميلة روسية غنية، شعرها أحمر ولافت، وعندها روح متمردة. بتمر بأزمة نفسية بعد ما شخص غامض اختفى من حياتها، وبتحاول تهرب من الحزن بالسفر لفرنسا. بتحب الحرية وبتدور على لحظة تعيش فيها لنفسها بعيد عن رقابة أهلها.دانتي
لحارس الشخصي للورين، شاب هادي وغامض، دايمًا جنبها وبيساعدها في التنقلات. باين عليه إنه بيهتم بيها بطريقة أكتر من مجرد شغل، لكنه دايمًا بيحتفظ بمسافة رسمية.RR
الشخص اللي اختفى من حياة لورين من غير تفسير، وساب وراه علامات استفهام كتير. هويته ولسه مجهولة، لكن واضح إنه كان ليه تأثير كبير في حياتها وسبب لها وجع كبير.
لورين ليبيديفا "آنسة ليبيديفا." دانتي سلّم عليا وأنا بنزل من العربية الفخمة، رديت عليه بابتسامة صغيرة، وعدّلت هدومي وبصيت في مراية صغيرة علشان أطّمن إن مكياجي مظبوط. قررت ألبس فستان أحمر جلد ضيق، طوله بيعدّي الركبة بشوية وكاشف جزء بسيط من صدري، مع كعب عالي لونه أسود. "إنتي متأكدة إن الأستاذ ليبيديف موافق على كده؟" سألني وهو وشه كله توتر وخوف. عضّيت شفايفي من جوه وبصتله وأنا بهز دماغي. هو أخد نفس، ومسح على كتفي بهدوء، وبعدها مشينا سوا ناحية النادي الليلي. الحقيقة، أنا كدبت. بابا عمره ما يوافق إني أخرج في الوقت ده. بس بما إنه مسافر برا البلد ومش راجع غير كمان يومين، فده الوقت المناسب إني أتنفس شوية حرية. وكمان علشان النهارده عيد ميلاد كاتينا العشرين. ساعات بكره إني بنت زعيم عصابة. أو بمعنى أصح، الشيطان نفسه. أبويا معروف في العالم كله إنه أكتر واحد مجرم، بلا رحمة، مكروه، ومافيهوش أي ذرة إنسانية في عالم المافيا. ممكن أقعد أعدّ أوصافه لحد بكرة ومش هخلص. هو زعيم المافيا الروسية. زعيم زعماء الجريمة في العالم: سيميون ليبيديف من روسيا. الإشاعات اللي سمعتها عنه كانت دايمًا تبدو تافهة في نظري. يمكن علشان أنا بنته، وعمري ما شفت الجانب الوحشي فيه، دايمًا بيوريني الجانب الحنون بس. بس بصراحة، الموضوع بيبقى خانق. مهما رُحت أو عملت إيه، لازم يبقى في حماية. عمري ما خدت راحتي ولا عشت بحرية حقيقية. مش بزعل إنه بيخاف عليا وعايز يحميني. أنا عارفة كويس إن عالم المافيا ظلمة ومليان رعب. لازم الواحد يبقى قلبه جامد علشان يدخل الدوامة دي. لازم تقتل إنسانيتك، وتزرع مكانها قسوة مايعرفهاش حد. بس هو لازم يفهم إني كبرت وعارفة أحمي نفسي. أول ما دخلت النادي، استقبلني ريحة الكحول القويّة مع ريحة العرق، وصوت الموسيقى العالي خبط في وداني. حسّيت بالأدرينالين بيجري في دمي. النادي كان شكله مبهر، بأضواء نيون بنفسجي وأزرق، بيتغيروا لوحدهم. وكان في نجفة ضخمة متعلّقة في النص. فوقها أرضية الرقص، وقريب منها البار. وعلى المسرح، اتنين رقاصات بيعملوا رقص عمود... واحدة لابسة لانجيري وردي مع كعب عالي جداً وشعرها الأسود مربوط ديل حصان عالي. والتانية لابسة بس شورت شفاف وسدّا صدرها بشريط لاصق أسود. أول ما وصلنا لقسم الـVIP، لقيت حد بيحضني فجأة بقوة وحرارة. "يا بنت الكلب!" صوتها صرخ. عرفتها على طول. "يا عيد ميلاد سعيد!" قلت وأنا بحضنها من وسطها. بعد لحظات، كاتينا سابتني ومسكت إيدي. زي العادة، كانت جميلة. شعرها بني فاتح مموج فيه خصلات فاتحة، وعنيها خضر زي حجر اليشم، وبشرتها مشدودة وشفايفها مورّدة وبارزة. "أخيرًا عرفتي تتنفسي!" ضحكت. ضحكت معاها وبوستها على خدها. "وحشتيني جدًا." قلت بابتسامة دافية. "وإنتي كمان. أنا مبسوطة إن أبوكي مش موجود دلوقتي." غمزت بعنيا وأنا ماشية معاها ناحية ترابيزتنا، وشوفت اتنين شباب قاعدين. "لورا، ده ناثانيال، وده كريستوفر." قدّمتهم لي كاتينا. كانوا الاتنين شكلهم ملفت. ناثانيال شعره طويل وأسود وعيونه زرقة كأنها سماء، وبشرته بيضا زي الكريمة. كريستوفر شعره أشقر كيرلي وقصير، وعيونه بنيّة وبشرته مائلة للزيتوني. "أهلاً." قلت وأنا بحاول ما أبصّش في عين أي حد. "فرصة سعيدة يا لورا." ناثانيال قال وهو بيشرب من كاسه، وكان باين من لهجته إنه إما أسترالي أو بريطاني. "وأنا الأسعد، يا ناثانيال." ولما لفيت ناحيتي شفت كريستوفر وكاتينا بيهزّروا مع بعض وبيضحكوا. قلّبت عنيا عليهم وقعدت جنب ناثانيال. بصينا لبعض ثواني وبعدين بسرعة شلت عيني. بدأت أعض شفايفي وأنا ببص حواليا في النادي. الموسيقى كانت عالية جدًا، لدرجة إن كل نبضة فيها كنت بحسها في جسمي. بعد شوية، كاتينا رجعت لنا بكاسات. حطّتهم على الترابيزة وكل واحد اختار كاس عشوائي. أنا أخدت كاس فيه شمسية صغيرة ولونه متدرج بين البنفسجي والأزرق. "نخب عيد الميلاد!" كريستوفر قال وهو بيرفع كاسه، ورفعنا إحنا كمان كاساتنا وقلنا "في صحتها" وضحكنا كلنا بعدها. نص الليلة قضيناها بنتكلم ونهزر. واكتشفت إن كريستوفر هو اللي بيهزر كتير، وناثانيال ساكت ومعقول، وهما الاتنين أولاد عم. "يا شيخة، الكلام ده خيال علمي." كاتينا قالت وهي بتضحك وبتزقه. "بجد والله!" قال كريستوفر وهو بيرجع في كرسيه. "إنت عفريت رسمي." قلتله وأنا بشرب من الكوكتيل. كان طعمه مسكّر وطاغي عليه نكهة الرَم، عجبني جدًا لدرجة إني شربت كمان مرتين. مش عارفة إذا كنت سَكرت، بس كنت مبسوطة وحسّيت إني طايرة. "وإنتي يا لورا؟" كات سألتني وكل العيون اتحولت ناحيتي. "إيه؟" سألت وأنا بعض شفايفي. "أغرب مكان عملتي فيه علاقة؟" قالت وهي بتضحك ضحكة خبيثة. بلعت ريقي وبدأت ألعب في صوابعي. "أنا..." "أنا... عمري ما عملت كده قبل كده." قلت بصوت واطي وأنا مش قادرة أبصّ في عين حد. كنت حاسة وشي بيولّع. غالبًا شكلي كان بايخ. "يا نهار أبيض! بجد؟" كريستوفر قال وهو مصدوم. هزيت راسي وأنا بشرب تاني. ناثانيال خبط على ترابيزته، وعدّل شعره ووقف. "هرجع كمان شوية." ومشي. الجو بقى محرج شوية، لكن اتغير لما كات صرخت زي العيال الصغيرين. "أغنيتييييي!" قالت بحماس. "يلا نرقص!" ومسكتي من إيدي وجرّتني بعيد عن الـVIP. وصلنا لأرضية الرقص، وحسّيت بإيدين بتحاوط خصري. لما لفيت، لقيت كات بتهز وسطها على أنغام الأغنية وهي لازقة فيا. ضحكت، وسندت راسي على كتفها وبدأت أتحرك معاها. كنت حاسة إني سخنة جدًا، وباين إن مكياجي باز من كتر العرق. بعد شوية، سبْتها وبدأت أرقص حر. سبت جسمي يتحرك لوحده، غمضت عيني، وعدّيت إيديا من شعري لغاية رقبتي وبعدين على صدري ونزلت على فخادي، ووطّيت نفسي شوية وبعدين وقفت تاني. كاتينا مسكت إيدي ولفّتني، ضحكت، لكن خبطت في حد بالغلط. "آسفة! آسفة بجد." قلت بسرعة. بصيت عليه، لقيت عيون عسلي ساحرة. نزلت عيني لتحت وشفت شفايفه الممتلئة، وبعدت عنه خطوة وأنا مكتومة. يا نهار... جسمه... ما يتوصفش! شعره أسود ومكركب بطريقة مغرية، حواجبه تقيلة، خدوده بارزة، دقنه مشدودة زي الصخر، أكتافه عريضة، جسمه مثالي وبشرته رجوليّة، وعنده جرح على خده اليمين... شكله خطر، وكان فيه حاجة فيه مألوفة. "نون تشي بيزونيو دي سكوزارسي." قالها وهو بيلعق شفايفه. [معناها: مفيش داعي تعتذري.] "آسفة، مش بفهم إيطالي." ضحكت وقلت. إيه اللي يضحكني دلوقتي؟ "بس صوتك مثير جدًا." قلت بصوت ناعم وأنا برسم صوابعي على صدره. إنتي قلتي إييييه؟! وشه شد، وجسمه كله اتوتر. لحست شفايفي وبعدين الموسيقى اتحولت لأغنية بطيئة ومغرية. ضحكت، وقربت ضهري عليه، ولفّيت دراعي حوالين رقبته. بدأت أتحرك قدّامه. سمعته بيتأوه، وغمضت عيني. كنت بهز وسطي يمين وشمال، وكل حركة بحس بيه أقرب. كنت حاسة بحاجة ناشفة وضاغطة على فخادي. "مي ستاي تيمباندو." قالها وهو بيقرب مني، وشفايفه لامست رقبتي، وقشعر جسمي لما عضّها بلطافة. [يعني: إنتي بتغرّيني.] طلعت مني تنهيدة، وهو مسك خصري وضغط عليه، وقربني أكتر. ضهري لمس صدره، وإيديه بدأت تمشي على فخادي، جسمي كله قشعر. شهقت لما لسانه لمس رقبتي السخنة، وبدأ يلحسها بلطافة، وأنا حسيت بجسمي بيولّع، والمنطقة اللي تحت بقت سخنة ومبلولة. أكيد الشورت اللي بلبسه اتبل. "تصبّحي على خير، آنسة ليبيديفا." قالها في ودني. رعشت من صوته العميق ولهجته الإيطالية... استني. فجأة فُقت. إزاي عارف اسم عيلتي؟ لفيت بسرعة وفضلت أبصّ عليه وهو بيبعد وسط الناس. لورين ليبيديفا حاسّة بدفا. عنيا فتحت بشويش، وابتديت أرمش بسرعة عشان أرجّع الرؤية كويس. أول ما بصيت حواليا، اكتشفت إني في أوضتي. إزاي رجعت هنا؟ بصيت لنفسي لقيتني لابسة قميص النوم، وهدومي اللي كنت لابساها امبارح مترتّبة بعناية على الكومودينو جنب السرير. قمت من على السرير وأنا حاسة بألم حاد فـ دماغي. وجع رخم في راسي خلى صوت أنيني يطلع غصب عني. حاولت أفكّر في اللي حصل امبارح... كنت بشرب مع كاتينا، وبعدها قالتلي نرقص، وبعد كده اختفت، وفجأة لقيت نفسي برقص مع راجل غريب. والباقي... ضباب. يا رب ماكنتش عملت حاجة غبية. استنى... الراجل ده ندهلي باسمي! هو يعرفني منين؟ ووشّه كأنّه مألوف... معقول بابا بعت حد يرقبني؟ طب لو فعلاً كده، يبقى أكيد عرف إني خرجت من وراه. ساعتها هتبقى مصيبة. لازم أهدى وأتصرف عادي كأن مفيش حاجة حصلت. ولو عرفت إن بابا مالوش علاقة، هبدأ أدوّر بنفسي مين الراجل ده، لأن ممكن يكون خطر. هزّيت دماغي عشان أطرد الأفكار اللي ملخبطة دي، وطلعت على الباب. فتحته بشويش وبصيت في الطرقة أتأكد إن مفيش حُراس. نفَسي ارتاح لما لقيت الطرقة فاضية. خرجت على أطراف صوابعي وقفلت الباب بهدوء عشان مفيش صوت يطلع. كتمت أنفاسي، وبدأت أمشي ناحية السلم بحذر... لكن وقفت فجأة لما سمعت حد بينده عليا. "اللعنة..." تمتمت بصوت واطي، ولفّيت بابتسامة مصطنعة. "ماما!" ندهت عليها وأنا بحاول أبان طبيعية. بس أول ما شفت نظرتها الباردة والجامدة، وشي وقع، وبصيت لتحت وأنا بلعب في صوابعي. هي عرفت... "خرجتي من ورايا ليه، يا لورين؟" سألتني وهي واقفة بإيدها محطوطة على جنبها. "م-ماخرجتش..." رديت عليها وأنا متلخبطة. هي شبكت دراعاتها وقالت باسمي بحدة. جسمي اتشنج، مش خوفًا منها... بس من فكرة إنها ممكن تقول لبابا. ماما دايمًا كانت بتلعب دور "الطيبة"، بس أوقات بتقلب فجأة وتسلّمني. قلبت شعرها النحاسي على جنب، وعنيها الزرقا لمعت مع نور الشمس اللي داخل من الشبابيك آخر الطرقة. أنا نسخة طبق الأصل منها، ورثت عنها كل حاجة... الشعر، العيون، حتى البشرة الفاتحة اللي فيها نمش بسيط بيبان تحت الضوء. "كانت عيد ميلادها يا ماما..." قلت وأنا بحاول أبرر. "ممكن تتأذي... أو أسوأ من كده." ردّت وهي بتقرب خطوة. "كنت واخدة دانتي معايا... ومعاه سلاح. وكمان كنت شايلة بخاخ الفلفل!" قلت لها بسرعة، على أمل إنها تهدى. بس... مش قلتلها إني رقصت مع راجل غريب وسكرانة، والراجل ده يعرف اسمي! وده اللي مخليني متوترة جدًا. سابت نظريتي للحظة، وبعدها تنهدت بعمق، وغمضت عينيها. لما فتحتهم، كنت بحاول أفهم من تعبير وشها إذا كانت ناوية تتغاضى عن الموضوع ولا لأ. "ماشي... المرة دي هعديها." قالت وهي مشيرة عليا بصباعها. "شكرًا..." همست وأنا ببتسم بإرتياح. لفّت ومشيت، وبعدها صرخت من بعيد: "الفطار جاهز... وكمان جالك طرد!" طرد؟ "أنا ماطلبتش حاجة!" صرخت برد. "بس في طرد باسمك!" اتنهدت وكملت طريقي في الطرقة، لكن وقفت فجأة لما شفت باب أوضة بابا مفتوح. خبطت خبطتين خفاف، ودخلت ألاقيه واقف ورا المكتب، ظهره ليا. أوضته أوسع من أوضتي بكتير. أول حاجة بتشدك فيها الشبابيك الكبيرة اللي بتطلّ على الجنينة، والمكتب الضخم اللي محطوط بعيد، والبار الصغير اللي جنب الباب. وكمان عنده رفوف مليانة كتب روسية قديمة، وركن سجاير بيقعد فيه هو ورجالته. "دا؟" قالها بصوته الغليظ. "ماكنتش عارفة إنك جيت بدري..." قلت وأنا بصّة في الأرض، بلعب في صوابعي. دي عادة عندي لما أتوتر. اتفاجئت بإيده الباردة وهي بتلمس خدي بحنية. "وحشتيني يا أميرة بابا." قالها بلكنة روسية تقيلة. ضحكت شوية وحضنته، وراسي على صدره. كنت سامعة دقّات قلبه الهادية، وعيوني مغمضة. "وحشتني..." همست. "وأنتِ كمان." "أكيد!" قلتله وأنا بهزر شوية. ضحك، وقلبي ارتاح مع صوت ضحكته. بعدها، بعدني بهدوء، وباسني على جبيني. "إيه الأخبار؟" سألته بفضول. جسمه اتخشب. "فاشلة. بس هتصرّف." قالها بصوت مش عاجبني. هزيت راسي وأنا متجنبة أبص في عينه. "بس إيه اللي حصل؟" "الإيطاليين اللعنة عليهم!" قالها وهو ماشي رايح جاي في الأوضة. "بوّظوا كل حاجة!" فجأة الباب اتفتح بقوة، وماما دخلت بقلق واضح في وشها. بصتلي، وادّتني النظرة اللي بتقول "اطلعي بره". عضيت شفايفي وخرجت من الأوضة، وقفلت الباب ورايا عشان يقدروا يتكلموا براحتهم. الطرد... رفعت حاجبي وجرَيت على السلالم وأنا فضولية أعرف فيه إيه. يمكن من كاتينا؟ أو من حد من قرايبنا اللي في فرنسا؟ وصلت أخيرًا للباب، ولقيت واحدة من الخدامات – نونا – بتديني علبة ملفوفة بشكل أنيق، عليها شريطة حمرا وكارت صغير. خدت منها العلبة وشكرتها، وطلعت على أوضتي بسرعة، وقفلته. حطيت العلبة على السرير، وبدأت أفكها بهدوء. شهقت أول ما شفت لوجو Victoria's Secret. فتحت الغطا، وعيوني وسعت من الصدمة... لانجيري أحمر فاضح جدًا. قلبي كان هيخرج من صدري، جسمي سخن وبرد في نفس اللحظة. مين اللي جابه؟ وليه؟ وكأن المقاس كمان معمول ليّ بالضبط... وده مرعب أكتر من كونه مفرح. شلت الكارت وقلبته... "يارب يعجبك هديتك يا RED. – RR" قريت الكلام كذا مرة، ومخي مش قادر يستوعب... مين الشخص ده؟ وليه ناداني بـ"Red"؟ --- لورين ليبيديفا بقالي أربع أسابيع مش سامعة منه أي حاجة. حاولت أشغل نفسي بكل الطرق بس مفيش حاجة نفعِت، عشان كده وافقت أروح مع بابا في رحلة الشغل بتاعته في فرنسا. والرحلة دي النهاردة. "حضرتي كل حاجتك؟" ماما سألتني. "أيوه يا ماما." نزلت وشي في إيديا وأنا متنهدة: "أنا بس محتاجة أخرج من البيت شوية." ماما تنهدت وهي مغمضة عنيها وضاغطة على كوبرى مناخيرها، وقالتلي بلُطف: "عارفة يا حبيبتي." ابتسمت لها بهدوء وحطيت إيدي على إيدها وبدأت أمسح على ضهر إيدها. "عارفة إنك قلقانة، بس كل حاجة هتبقى كويسة، أنا مع بابا ودانتي، فمفيش داعي للقلق." ماما فجأة وشها اتغير، بصّت لتحت وبعدين فوق كده كأنها بتحسب خمس ثواني، وبعدها لفّت عني. "خلي بالك من نفسك، ماشي؟" همستها كأنها بتوعدني مش بتأمرني. ضحكت وأنا بحاول أخفّف الجو: "هارجع زي ما دايمًا بعمل." خدت نفس عميق وقامت من على السرير، مدّت دراعها ناحيتي، وأنا طبعًا ما اتأخرتش وحضنتها. بس فجأة شدتني لحضن أمومي كده، وبعد كام دقيقة، سابتني وبعدين سرّحت شعري ورا ودني. "يلا بينا، ماينفعش نخلي باباكي يستنى." خرجت من أوضتي، وأنا وراها: "حاضر." أنا قررت أسافر مع بابا فرنسا عشان أنسى كل حاجة حصلت من أربع أسابيع. أكتر حاجة شاغلة دماغي هي مين RR ده؟ وليه لقب "ريد"؟ عشان شعري أحمر؟ ده أول تفسير جيه في دماغي بصراحة. يمكن، الله أعلم، أنا أصلاً بقول كلام كتير ملخبط. "فين الأميرة النارية بتاعتي؟" بابا قالها وهو مبسوط وسحبني في حضنه. "صباح الخير." قلتها وأنا بسند وشي على صدره. "عاملِة إيه؟" سألني وهو بيبعد شوية عني وحاطط إيديه على كتافي. جسمي تشنج وفكّرت في الهدية، خدت نفس عميق وابتسمت، وبصيت له وقبلت خدّه. "أنا تمام." قلتها ومشيت قدّامه. "هستنا في العربية." واحد من الحرس مشي معايا لحد العربية. الجو كان حرّ شوية والشمس طالعة. شُفت دانتي واقف مستنيني جنب العربية. "صباح الخير يا دانتي." "آنسة ليبيديفا." فتح لي باب العربية، واستناني لحد ما دخلت، شكرته بابتسامة وقعدت. قفل الباب، ودخل بعدها. "نمتي كويس؟" سألني قبل ما يشغّل العربية. اتنهّدت وسندت دماغي على الإزاز. "آه، نمت كويس." كدبت عليه. حسّيت إنه عارف إني مش تمام من الطريقة اللي كحّ بيها، وبص عليّا في المراية. "كويس،" قالها، وفهم إنّي مش عايزة أتكلم. وبما إن الطريق طويل، قررت آخدلي غفوة كده، يمكن أروق شوية. ظبطت نفسي، وخدت نفس عميق، ونمت. ⋅•⋅⊰∙∘☽༓☾∘∙⊱⋅•⋅ دانتي نزل من العربية، وفتح لي الباب. شكرته بابتسامة ونزلت. "هو موجود؟" سألته. "أيوه، مستنيك." هزيت راسي وطلعنا سوا على سلم الطيارة الخاصة، راجل واقف جنب السلم. "مستر سميرنوف، آنسة ليبيديفا." سلّم علينا بهزة خفيفة من دماغه. طلعنا السلم، وأول ما دخلت شُفت بابا قاعد جنب الشباك على الشمال. "بابا!" ناديت عليه بحماس. قام من مكانه وضمني لحضنه. "جهزتي كل حاجة يا أميرة؟" "أيوه." رديت وأنا بفك الحضن. قبلت خدّه ومشيت وقعدت على الكراسي المريحة. "آه تعبت أوي." تمطعت وأنا بتثاوب. "وجعانة كمان." ضحكت وبصيت له لقيته باصص لي من غير أي تعبير. ضحكتي خفتت، وكحّيت كده بهدوء، وبدأت أتحرك في مكاني بحرج. "في حاجة؟" سألته بهدوء. "أول ما نوصل فرنسا، عايزك تلتزمي." شهقت وأنا عضيت جوة خدي. "أنا دايمًا ملتزمة." قلتها بابتسامة بريئة. ضحك خفيف، وقعد في مكانه المعتاد. "انبستي، بس التزمي وخلي بالك." لبس نضارته، وطلع الرواية اللي كان بيقراها قبل ما أوصل، على ما أظن. تلتزمي؟ دي نكتة. ده الوقت الوحيد اللي هقدر أكتشف فيه فرنسا وهو مشغول. أنا متحمسة جدًا أزور خالتي وبنتها، وحعمل المستحيل أستمتع بالاسبوعين اللي هاقضيهم هنا. أنا متحمسة جدًا أشوفهم، بقالي فترة ما شوفتهمش، وبصراحة بحس بالوحدة في البيت. كات موجودة بس مش بشوفها كل يوم. ماما علاقتنا حلوة وكل حاجة، بس مقدرش أكلمها عن الخروج والنوادي، حيكون غريب أوي. وكمان أي حاجة بقولها لها، بتوصل لبابا، فدايمًا بفلتر الكلام قدامها. لازم أكون حذرة وما أتحبسش، دانتي هيبقى لازقلي طول الوقت، فحريتي كلها هتكون بالليل. أنا فعلًا مبسوطة إني طلبت من بابا أجي معاه. أنا محتاجة أشتت دماغي وفرنسا هي المكان المثالي، بالأكل، والمزيكا، والفن، والنوادي. أنا متحمسة جدًا.
تعليقات
إرسال تعليق